رهاب المكالمات الهاتفية | ما هو؟ ولماذا يعاني منه الكثير؟ وكيف يمكن التغلب عليه؟

a1cbcaa3f9850c7b6585088c226ef5c8
-
  • هيفاء عبيد
  • الجمعة، 27-05-2022
  • 07:24 ص
نشر موقع "ذا كونفرسيشن" الأسترالي تقريرًا تحدّث فيه عن ماهية رهاب المكالمات الهاتفية الذي يعاني الكثيرون منه، وقدّم نصائح للتغلب عليه. 

وقال الموقع في تقريره، الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن البقاء على اتصال مع الأحباء يعتبر أمر مهمًّا للكثيرين وخاصة أثناء الوباء، لكن بالنسبة لبعض الناس، فإن إجراء المكالمات أو تلقيها يعد بمثابة تجربة مرهقة، وهذا ما يعرف برهاب  الهاتف وهو الخوف من المحادثات الهاتفية وتجنبها والتي تعتبر حالة شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي.

اظهار أخبار متعلقة



ويبين الموقع أن عدم الرغبة في استخدام هاتفك لا يعني بالضرورة أنك تعاني من رهاب الهاتف، على الرغم من إمكانية وجود صلة بين الاثنين. وبطبيعة الحال، هناك العديد من الأشخاص الذين لا يحبون إجراء المكالمات أو تلقيها، ولكن إذا تسببت هذه الكراهية في تجربة أعراض معينة، فعلى الأرجح أنك تعاني من رهاب الهاتف.

ويوضح الموقع أن بعض الأعراض العاطفية لرهاب الهاتف تتضمن التأخر في الرد أو تجنب إجراء المكالمات بسبب القلق المتزايد، والشعور بالتوتر الشديد أو القلق قبل المكالمة وأثناءها وبعدها أو القلق بشأن ما ستقوله، وتشمل الأعراض الجسدية الغثيان وزيادة معدل ضربات القلب وضيق التنفس والدوخة والتوتر العضلي.

اظهار أخبار متعلقة



ويلفت الموقع إلى أن دراسة استقصائية نشرت سنة 2019 لموظفي المكاتب في المملكة المتحدة؛ وجدت أن 76 بالمائة من جيل الألفية و40 بالمائة من جيل طفرة المواليد تراودهم أفكار مقلقة عندما يرن هاتفهم. وبسبب هذا؛ فإن 61 بالمائة من جيل الألفية يتجنبون المكالمات تمامًا، مقارنة بنسبة 42 بالمائة من جيل طفرة المواليد، وإذا كنت تعاني من هذه الأعراض، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتسهيل الأمر.

تجنب المكالمات الهاتفية

ويتابع الموقع قائلًا إنه قد يكون التحدث عبر الهاتف أمرًا شاقًا لأننا مقيدون فقط بأصواتنا، وفي غياب جميع الإشارات الاجتماعية الأخرى، بما في ذلك الإيماءات ولغة الجسد والتواصل البصري، يمكننا غالبًا أن نشعر بالوعي الذاتي لأصواتنا واختيارنا للكلمات.

وبفضل التكنولوجيا؛ يمكننا غالبًا قضاء أيام أو أسابيع أو حتى أشهر دون التحدث مباشرة إلى الآخرين، فقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من رهاب الهاتف يفضلون المراسلة النصية، ويصنفونها على أنها وسيلة ممتازة للتواصل المعبر والحميم؛ حيث يختار بعض الأشخاص المراسلة النصية لأنها تمنحهم الوقت للتفكير في صياغة رسائلهم، مما يوفر لهم الفرصة ليكونوا غير رسميين، وفي بعض الحالات، يطورون شخصية مختلفة عن حياتهم الواقعية.

اظهار أخبار متعلقة



وبحسب الموقع؛ تشير الأبحاث إلى أن رهاب الهاتف مرتبط بالانشغال بما يعتقده الشخص الآخر عنهم، ففي المحادثات وجهًا لوجه؛ لدينا العديد من عوامل التشتيت في بيئتنا وهذا يمكن أن يجعل التفاعل يبدو أكثر عفوية بحيث تتدفق المحادثة بشكل طبيعي، أما في المكالمة الهاتفية؛ فلا توجد مصادر إلهاء خارجية، لذلك قد تشعر وكأن الأضواء مسلطة عليك للإجابة على الأسئلة على الفور.

ويقول الموقع إنه من السهل تأجيل المكالمات أو تجنبها تمامًا عندما تشعر بالقلق، ولكن كلما قمت بالمماطلة؛ زاد قلقك على الأرجح، ولكنك لست مضطرًا إلى المعاناة في صمت بسبب الرسائل النصية، كما أن هناك العديد من الأساليب المفيدة التي قد تساعدك على كسر النمط.

الإجابة على الهاتف

ويرى الموقع أن أكثر الطرق فعالية للتغلب على رهاب الهاتف تكمن في تلقي المزيد من المكالمات الهاتفية؛ فكلما فعلت ذلك، أصبحت أقل إرهاقًا، ومن المحتمل أيضًا أن يكون رهاب الهاتف مرتبطًا بنقص الخبرة؛ فكلما زادت ممارستك، شعرت بقلق أقل وثقة أكبر.

اظهار أخبار متعلقة



وينضح الموقع ببدء هذه العملية من خلال وضع قائمة بالأشخاص الذين تحتاج إلى التحدث إليهم عبر الهاتف، مثل الأصدقاء أو الزملاء، وتمعّن كل منهم من خلال التفكير في ما يجعلك قلقًا بشأن إجراء مكالمة معهم، وإذا كنت قد حاولت مكافحة رهاب هاتفك أو كنت تعتقد أنك قد تستفيد من طلب المساعدة المتخصصة، فإن الاستشارة تعد خيارًا رائعًا وهناك عدد من العلاجات المتاحة؛ حيث يعد العلاج السلوكي المعرفي علاجًا فعالاً للغاية للقلق الاجتماعي، وهناك خيار عبر الإنترنت قد يكون بديلاً مناسبًا إذا شعرت بالتوتر قليلاً بشأن التحدث إلى شخص ما شخصيًّا.
شارك
التعليقات