نواب حزب العمال البريطاني يسحبون الثقة من زعيمه كوربن

تفاقمت أزمة ما بعد الاستفتاء في بريطانيا، وصوت حزب العمال المعارض مساء اليوم الثلاثاء على سحب الثقة من زعيمه اليساري المعروف جيرمي كوربن، ليكون الاستفتاء على البقاء في الاتحاد الأوروبي قد أطاح بذلك برئيس الوزراء وزعيم المعارضة معا.

وصوت أعضاء البرلمان عن حزب العمال بسحب الثقة عن زعيم الحزب جيرمي كوربن، إلا أن كوربن رفض الاستقالة بعد سحب الاستقالة منه، وقال في بيان اطلعت "عربي21" عليه إن "البلاد تواجه تحديات كبيرة في أعقاب الاستفتاء الذي أجري الأسبوع الماضي، حيث يواجه المجتمع انقساما، ويواجه الاقتصاد مخاطر متزايدة". 

وأشار كوربن الى أن "الحكومة في حالة فوضى، والوزراء ليس لديهم أي خطة لتنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، والعاملون عليهم أن يواجهوا موجة جديدة من خفض الانفاق ورفع الضرائب"، مشيرا الى ان حزب العمال أمام مسؤولية أن يتولى القيادة في الوقت الذي تغيب فيه الحكومة".

وتابع: "علينا أن نجمع الناس سويا، وعلينا أن نقف جميعا معا".

وانتهى كوربن الى القول: "أنا انتخبت بشكل ديمقراطي من قبل 60% من أعضاء حزب العمال وأنصارهم، وسوف لن اخونهم بالاستقالة، أما تصويت اليوم بسحب الثقة فليس له أية شرعية دستورية".

وتابع: "نحن حزب ديمقراطي بدستور واضح، وشعبنا بحاجة لأن يكون أعضاء حزب العمال، والبرلمانيين والنقابيين متحدون خلف القيادة في هذا الوقت الحرج الذي تمر به بلادنا".

وكان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أعلن صباح الجمعة عن استقالته من منصبه اعتبارا من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، أما زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن فواجه عاصفة غير مسبوقة في حزبه عندما استقال 12 من أعضاء حكومة الظل التي يقودها كوربن في يوم واحد، فيما نزل أنصاره إلى وسط لندن الاثنين ليعبروا عن دعمهم له أمام الأزمة التي تواجهه داخل الحزب، لكنهم لم يفلحوا في إنقاذه وانتهى به الأمر إلى سحب الثقة منه مساء الثلاثاء.

وقالت جريدة "ديلي ميرور" البريطانية على موقعها الإلكتروني إن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي أوجد ثلاث أزمات، الأولى في حزب المحافظين الحاكم، والثانية في حزب العمال، والثالثة في أوروبا حيث ينعقد اجتماع أزمة في بروكسل لبحث تداعيات القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأضافت الصحيفة أن كوربن "كرجل مبدئي ومحترم بات يتوجب عليه اليوم التنحي من زعامة حزب العمال من أجل الحفاظ على وحدته".

وصوت 81% من أعضاء البرلمان البريطاني عن حزب العمال بحجب الثقة عن كوربن، وبلغة الأرقام، فإن 172 من نواب العمال في البرلمان صوتوا بسحب الثقة، بينما منحه الثقة 40 نائبا فقط، فيما غابت أصوات 19 نائبا، حيث إنهم إما غابوا عن التصويت أو امتنعوا عن الإدلاء بأصواتهم.

وبحسب "ديلي ميرور" فإنه يتوجب على كوربن الاستقالة من زعامة حزب العمال بعد أن فقد دعم زملائه في البرلمان، لكنه -أي كوربن- كان قد تعهد مساء أمس أمام أنصاره في وسط بالصمود والاستمرار مهما كان الأمر.