قال وزير الحرب
الإسرائيلي موشيه يعالون، مساء الأربعاء، إن "حزب الله" اللبناني يمثل خطرا أكبر من
تنظيم الدولة على حدود بلاده، معربا عن قلقه من أن يستغل الحزب الأزمة السورية لينفذ هجوما ضد إسرائيل.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، مع نظيره الإسرائيلي، الذي قال فيه الأخير: "قلقنا الأساسي من الوضع في
سوريا هو أن تقوم الفصائل المدعومة من الحرس الثوري الإيراني ووكلائهم، بمحاولة فتح أو تجديد جبهة للإرهاب ضدنا من جهة مرتفعات الجولان".
وعقب الوزير قائلا: "إيران غارقة حتى رأسها في استثمارها بالقتال داخل سوريا والدفاع عن النظام القاتل لبشار الأسد، وهو على الأغلب ما سيجعل إيران تدعم عمليات حزب الله وتوجهه ضد حدودنا الشمالية الشرقية، حيث سيستطيع تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية هناك بالإضافة إلى لبنان".
ولفت إلى أن جل الاهتمام الإسرائيلي منصب على "عمليات برية للقوات السورية المسلحة بمشاركة 1500- 2000 من قطعات الحرس الثوري الإيراني وحوالي 800 من نشطاء حزب الله بدعم جوي من الروس في الأجزاء الشمالية والغربية من سوريا، من اللاذقية إلى إدلب فحلب، أو من حمص إلى حماة إلى حلب، وحسب".
وأوضح أن سياسة بلاده المتعلقة بالأزمة السورية "ألا نتدخل، وأن نحافظ على خطوطنا الحمراء بشكل جيد، وهي ألا نسمح بأي انتهاك لسيادتنا، وألا نسمح بإيصال أسلحة متطورة إلى عناصر خبيثة في المنطقة بالإضافة إلى الأسلحة والمواد الكيماوية".
وأفاد الوزير الإسرائيلي بأن دخول
روسيا في إطار الصراع السوري لم يكن لاستهداف تنظيم الدولة، موضحا أن "17 هدفا لداعش فقط ضربها الطيران الروسي ومقاتلوه"، وأشار إلى أن باقي الهجمات استهدفت جبهة النصرة والجيش الحر وجيش الفتح.
وأوضح أن الغارات الروسية "لن تُنهي الحرب الأهلية في سوريا بأي شكل من الأشكال، بل إننا لا نرى أي نوع من التسوية السياسية، وبحسب فهمنا، فإن داعش لن تجلس إلى طاولة المفاوضات (مع الروس)".
وأبان يعالون أن ما تحاول روسيا فعله هو "إبقاء نظام بشار الأسد في السلطة، ربما عن طريق إجراء نوع من التسوية السياسية الخارجية، بدعوة الولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية والأردن وأطراف أخرى في المنطقة لقبول استمرار بشار الأسد في حكم سوريا"، مشددا على "أننا لا ننسق مع روسيا الفعاليات الجوية، ولا هم ينسقون مع فعالياتنا، ولكن ما قمنا به (الحكومة الإسرائيلية) هو اتخاذ تدابير السلامة، والاحتياطات لتجنب أي صدام بيننا وبينهم".
على صعيد متصل، أكد وزير الدفاع الأمريكي في المؤتمر الصحفي المشترك، أن لدى أوروبا أسبابا لدعم العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة "بسبب أزمة اللاجئين التي تواجهها وخوفها من داعش ما يولد لديها مصلحة قوية في أن ترى النتائج نفسها (التي تسعى إليها واشنطن) في سوريا، وهو تحول سياسي وهزيمة لداعش هناك".
وشدد على أن السبب الثالث، وهو "شديد الأهمية" لاهتمام أوروبا بالحرب ضد تنظيم الدولة، أن "سوريا لديها حدود طويلة مع تركيا، التي هي عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، في إشارة إلى أن تعرض الأراضي التركية للقصف يجعل أعضاء الحلف من الأوروبيين يهبون إلى مساعدة تركيا، حيث تعتبر المادة الخامسة من ميثاق الحلف، بأن الاعتداء على سيادة أي عضو في الحلف هو اعتداء على جميع دوله.