أضحت
مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، وسيلة يتعارف من خلالها آلاف
المهاجرين السوريين مع مهربي البشر في سواحل بحر إيجة بتركيا، ويساومونهم ويتفقون معهم من أجل الوصول إلى
أوروبا.
وترد في حسابات التواصل الاجتماعي، التي يفتحها مهربو البشر، إعلانات ومعلومات مثيرة للانتباه، حيث تتوفر صور للمنازل والغرف المؤقتة في تركيا قبل الإبحار في بحر إيجة، والمراكب والزوراق التي ستُستخدم في الرحلة، والأماكن التي سيقيم فيها المهاجرون على الجانب الآخر من الساحل، فضلا عن عبارات تصف الرحلة غير المشروعة بأنها ستمضي "دون أي مشاكل" و"بكل سهولة".
وتشير الحسابات المذكورة إلى أن الأجرة، التي يقبضها المهربون عن الراغبين في
الهجرة بطريقة غير مشروعة إلى اليونان، تبلغ 1250 دولارا. ولا يخضع الأطفال دون سن السنتين للأجرة، فيما يدفع المهاجرون نصف الأجرة عن الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين عامين و12 عاما.
ويُسلم المهاجرون السوريون أجرة الرحلة إلى شخص يعرفونه في محلات معينة بمدينة إزمير، ويتوجهون بالسيارات إلى المراكب البحرية، التي تكون في الانتظار على مسافة تبعد أربع ساعات، فيستقلونها، وعندما يصلون إلى اليونان يتصلون بالشخص المذكور، ويخبرونه بوصولهم، وعندها يتم تسديد الأجرة إلى المهرب.
وفي حوار مع الأناضول، قالت سوسن الأطرش، مديرة حساب تواصل اجتماعي عدد أعضائه سبعة آلاف سوري، إنها فرت مع أخيها من سوريا بسبب الحرب، وهي تعمل مدرسة لغة عربية في تركيا، موضحة أن أخاها توفي خلال توجهه إلى اليونان العام الماضي.
وأوضحت الأطرش أنها أنشأت المجموعة من أجل الحصول على معلومات أكثر عن المخاطر، التي يواجهها المهاجرون، والحيلولة دون أن يلحق بهم أذى، مشيرة إلى أن حياة الكثير من السوريين أُنقذت بفضل المجموعات المشابهة لمجموعتها على مواقع التواصل الاجتماعي.