نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لسارة بوسلي، قالت فيه إن المشروبات المحلاة بالسكر، مثل الكوكا كولا وغيرها من
المشروبات الغازية، تؤدي دورا خطيرا في ارتفاع نسبة
السكري في المملكة المتحدة وأمريكا، بحسب أبحاث جديدة، بغض النظر إن كان الشخص سمينا أم لا.
وينقل التقرير عن الباحثين من جامعة كامبردج قولهم إنهم وجدوا علاقة، وإن كانت ضعيفة، بين السكري من النوع الثاني والناس الذين يشربون عصير الفواكه، أو ما يسمى بمشروبات الحمية "diet"، التي تحتوي على المحليات الصناعية، مبينين أن هذه المشروبات ليست بديلا جيدا للمشروبات المحلاة بالسكر. وقال فومياكي إمامورا من مجلس الأبحاث الطبية في وحدة علم الأوبئة في جامعة كامبردج إن "القهوة والشاي غير المحليين والماء قد تكون هي الخيار الصحي".
وتبين الصحيفة أن هذه
الدراسة تأتي بعد التوصيات النهائية للجنة العلمية الحكومية بخصوص التغذية، التي شددت الجمعة الماضية على ضرورة تقليل استهلاك السكر إلى ما لا يزيد على 5% من استهلاك الشخص. وركز المستشارون المستقلون على أهمية تجنب المشروبات الغازية والعصائر المركزة.
وتورد الكاتبة أن فريق كامبردج، الذي نشر بحثه في المجلة الطبية البريطانية، قال إنهم لا يستطيعون إثبات أن تناول الكثير من المشروبات المحلاة يتسبب بالسكري من النوع الثاني، بناء على الأدلة التي استطاعوا تجميعها. مستدركين بأنه إذا أخذنا العلاقة السببية بعين الاعتبار "فإنه يقدر بأن الاستهلاك الحالي للمشروبات المحلاة يتسبب بحوالي مليوني حالة إضافية من السكري من النوع الثاني في الولايات المتحدة و80 ألف حالة في المملكة المتحدة على مدى عشر سنوات، وهذا قد يكلف 12 مليار جنيه إسترليني في الولايات المتحدة و206 مليون جنيه إسترليني في المملكة المتحدة".
ويشير التقرير إلى أن المجتمع العلمي يقبل بشكل واسع العلاقة بين السمنة المفرطة ومرض السكري من النوع الثاني. ويريد الباحثون التأكد إن كانت المشروبات وحدها قد تتسبب بالحالة. ويقولون إن الآليات البيولوجية تشير إلى أن استهلاك كم كبير من السكر في المشروبات يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة، ما يجعل الجسم غير قادر على التعامل معها.
وتذكر الصحيفة أن الباحثين قاموا بتحليل 17 دراسة قامت على المراقبة، آخذين بعين الاعتبار تصميم تلك الدراسات ونوعيتها للتقليل من الانحياز. ولم تمول الشركات أيا من تلك الدراسات، ووجدوا أن من يشربون المشروبات المحلاة باستمرار هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وتنقل بوسلي عن المتحدث باسم حملة "التعامل مع السكر" عاصم مالهوترا، قوله: "هذه الدراسة هي دليل إضافي على أن المشروبات المحلاة تزيد من مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، وحتى عند الناس الذين لا يعانون من السمنة المفرطة، ما يجعلنا جميعا عرضة للإصابة، وهذا يعني أن هذه المشروبات لها علاقة بعشرات الآلاف من حالات الوفاة في العالم بسبب
مرض السكري النوع الثاني وأمراض القلب والسرطان. فإن استبعدت هذه القنابل الموقوته من المواد الغذائية سيكون سكان المملكة المتحدة في حالة صحية أفضل".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن علماء آخرين قد شككوا باستنتاجات الدراسة، ويقول المتخصص في التغذية البروفيسور توم ساندرز من جامعة كنغز كوليج في لندن إن الدراسة اعتمدت على تقارير في عادات الشرب قبل عدة سنوات من الإصابة بالمرض. وفي المراحل الأولى من السكري من الطبيعي أن يزيد الشرب لدى المصابين. ويضيف: "هذا يمكن أن يبين جزءا من العلاقة، خاصة في المشروبات المحلاة صناعيا. ومن المعروف أيضا أن ذوي السمنة المفرطة أكثر احتمالا لأن يتناولوا المحليات الصناعية والمشروبات المحلاة صناعيا".
ويضيف ساندرز أن الأدلة التي تربط بين المشروبات المحلاة بالسكر والسكري من النوع الثاني في الدراسة، أقل بكثير من تلك التي تعزو الإصابة إلى تأثير السمنة المفرطة وقلة التمارين الرياضية، وأكد أن "السن والسمنة وقلة الحركة هي العوامل الرئيسة خلف خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، ومعظم حالات السكري الجديدة من هذا النوع هي لأشخاص فوق سن الخمسين، وليسوا من المستهلكين الكبار للمشروبات المحلاة (عدا السكر المضاف إلى الشاي)"، بحسب الصحيفة.
وتعرض الكاتبة لما يراه مدير أبحاث السكري في المملكة المتحدة إلاسدير رانكين، الذي يقول إن الدراسة "تضيف إلى الأدلة أن المشروبات المحلاة ليست صحية، وقد تزيد من فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني. ولكن هذه الدراسة لا تقدم دليلا قويا حول ما إذا كان السبب هو عدد السعرات المحتواة، أم هو شيء آخر يحصل في الجسم، ويؤدي إلى زيادة فرص الإصابة".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول رانكين: "ننصح الناس أن يحدوا من المشروبات المحلاة المتناولة، كون ذلك جزءا من حمية صحية ليقللوا من فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني. هناك دليل قوي على أن حمية صحية مع نشاط بدني مستمر يمكن أن يؤديا إلى وزن صحي ويمنعا الإصابة بالسكري من النوع الثاني".