قدمت بعثة
الأمم المتحدة مجموعة أفكار تشكل ركيزة لحل الأزمة المستفحلة في
ليبيا تشمل تشكيل مجلس رئاسي من شخصيات مستقلة، إلى جانب حكومة وحدة وطنية وبرلمان موحد، وذلك ضمن مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات جديدة واستفتاء على الدستور.
وقالت البعثة في بيان صدر بعد زيارة قام بها رئيسها برناردينو
ليون إلى طبرق وطرابلس إن هذه الأفكار جاءت "في أعقاب أسابيع من النقاشات مع كافة الأطراف، وفي ضوء الوضع العسكري المتدهور"، مشددة على أن هذه الأفكار، التي ذكرت أنها ليبية، لا تهدف إلى تقديم "تفاصيل ملموسة أو حل نهائي للأزمة، غير أنها تشكل ركيزة يمكن للأطراف العمل بالاستناد إليها".
وتشمل هذه المقترحات تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومجلس رئاسي مكون من شخصيات مستقلة، إلى جانب "مجلس للنواب يعد الهيئة التشريعية يمثل جميع الليبيين في إطار التطبيق الكامل لمبادئ الشرعية ومشاركة الجميع".
ويجري طرفا الأزمة حوارا في المغرب لحل النزاع الذي يشكل حلقة من مسلسل الصراع المستمر على السلطة منذ إسقاط نظام معمر القذافي في العام 2011، والفوضى التي تعيشها ليبيا منذ سنوات، بعد رفض غالبية الجماعات التي قاتلت النظام السابق إلقاء السلاح.
وتشمل أيضا الأفكار التي تطرحها الأمم المتحدة تشكيل مجلس أعلى للدولة، وهيئة لصياغة الدستور، على أن يتم في مرحلة لاحقة من المحادثات تشكيل مجلس للأمن القومي ومجلس للبلديات.
وقالت البعثة الأممية إنه "سوف يتم تمديد فترة عمل هذه الهيئات خلال المرحلة الانتقالية الجديدة، التي ستتفق الأطراف على مدتها، والتي ستنتهي بإجراء انتخابات جديدة بعد الموافقة على الدستور وإجراء الاستفتاء".
وحذرت من أن ليبيا تواجه خطر "توسع انتشار المواجهات وتعمق الانقسامات، وعندها سيشكل الإرهاب وتناميه تهديدا خطيرا على البلاد والمنطقة"، مشددة على أنه "ليس بمقدور ليبيا الانتظار أكثر من ذلك للتوصل إلى تسوية يمكن أن تعيد الأمن والاستقرار، وتنهي معاناة الناس".
وذكرت البعثة أن ليون الذي عبّر الاثنين عن اعتقاده بوجود "فرصة" بأن يقترح البرلمانان المتنازعان "أول الأسماء" المطروحة للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية "الأسبوع الحالي"، سيعود إلى الصخيرات في المغرب الثلاثاء، حيث تنعقد جلسات الحوار السياسي الليبي "على أمل أن تكون الأطراف مستعدة لتسريع المباحثات".
والتقى ليون في طرابلس، فجر الثلاثاء، أعضاء في المؤتمر الوطني العام، الذراع التشريعية للسلطة الحاكمة في طرابلس، الذي تعدّه الحكومة المعترف بها دوليا برلمانا منحلا.
وقبيل زيارته إلى العاصمة، قام ليون بزيارة سريعة إلى مدينة طبرق، حيث التقى وزير الخارجية الليبي محمد الدايري في مطار المدينة و"بحثا الحوار وسير المحادثات"، بحسب مصدر في وزارة الخارجية الليبية.
وذكر مصدر حكومي آخر أن ليون اكتفى بلقاء الدايري في مطار طبرق، دون أن يخرج منه ويتوجه للقاء أعضاء في البرلمان كما كان متوقعا، بعدما نظمت تظاهرة في محيط المطار طالبت بعثة الأمم المتحدة بوقف الحوار مع "الإرهاب".
وتخوض القوات الموالية لطرفي الأمة في ليبيا مواجهات في مناطق عدة، تشمل منذ أيام مناطق قريبة من العاصمة من جهة الجنوب، قالت الحكومة المعترف بها دوليا إنها بداية لعملية عسكرية تهدف إلى "تحرير طرابلس".