تفاجأت شركة "برج فيو" للتجارة قيام شركة "غوغل" الخميس، بحذف
لعبة رقمية صنعتها الشركة باسم "Gaza Man" من تطبيقاتها، بدعوى أنها تنشر الكراهية ضد جنس أو طائفة محددة.
واستنكرت مديرة الشركة وصاحبة فكرة اللعبة، الأردنية علا العابد، خطوة إدارة "غوغل" واصفة إياها بالمتسرعة وغير المبررة، وبدا لها أنها جاءت استجابة لضغوط إسرائيلية منظمة قامت بها جهات في الكيان المحتل.
وقالت العابد لـ"
عربي21" إن هذا القرار يمثل استجابة "لضغوط سياسية" وليس لمخالفات فنية كما زعمت "غوغل". وأضافت أن "قرار غوغل جاء بعد شنّ حملة شرسة على اللعبة، وبعد أن كان عدد التنزيلات للعبة أكثر من 10000 تنزيل خلال ثلاثة أيام فقط، مع تقييم 4.8 من 5".
وأكدت الشركة المنتجة وبشكل قاطع أنها اتبعت كل المعايير الفنية العالمية في إنشاء اللعبة، ولم تكن تحرض على العنف أو الكراهية، بل إن أساس فكرتها الدفاع عن المدنيين ومناصرة المظلومين ورد الحقوق.
ودعت الشركة إدارة "غوغل" للتراجع عن قرارها بحذف اللعبة.
ودعت الشركة المنتجة كل المثقفين والحقوقيين والإعلاميين إلى تسليط الضوء على هذه الخطوة الخاطئة التي قامت بها إدارة "غوغل".
وأشارت العابد إلى أن "خوف المحتل من لعبة رقمية على الفضاء الإلكتروني يدل على هشاشته وضعفه".
استنكار إسرائيلي أمريكي
وكانت جهات إسرائيلية نافذة استنكرت فكرة اللعبة.
وابتدأ التحريض الإسرائيلي ضد اللعبة بمجرد نشرها. فقد نشرت جريدة "جروسلم بوست" الإسرائيلية تقريرا يحرض ضدها، مدعية أنها تدعو الشباب العرب "للقتال" ذهنيا ضد المحتلين.
وقام موقع أمريكي متخصص برصد ومتابعة كل ما يعارضه
الاحتلال الإسرائيلي، بنشر تقرير مفصل عن اللعبة.
فكرة اللعبة
وكان ناشطون أطلقوا لعبة لتحاكي الواقع الفلسطيني، وتسلط أحداثها الضوء على ما يدور بين مقاوم فلسطيني وجيش الاحتلال.
وقال مبرمج اللعبة الفلسطيني أسيد ماضي، إن "لعبة التحرير Gaza Man تسعى لتعزيز ثقافة النصر ورفع الظلم من أعماق الجيل، وإطلاقها يعتبر خطوة أولى في هذا الطريق".
وأوضح ماضي لـ"
عربي21"، أن الألعاب التي تملأ الأسواق والفضاء الإلكتروني ومكتبات الألعاب، تحتوي على كم كبير من الرسائل السلبية، وتحدث ضررا كبيرا في عقول وقلوب الشباب.
وبحسب المبرمج، فإنه كان لا بد من إنتاج لعبة ملتزمة بأهدافها ووسائلها وروحها، بالقيم العربية والإسلامية والحضارة الإنسانية الراقية.
وبحسب العابد، فإن اللعبة تحمل رسائل إنسانية ووطنية عديدة، منها حب الوطن وحق المظلوم في الدفاع عن نفسه، وتصوّر تضحيات المقاوم صاحب الإمكانات القليلة مقابل جبروت الظالم المحتل وقوته.
وتتحدث اللعبة عن طفل اختطفه جنود مدججون بالسلاح وهو يلعب بالكرة من أمام منزله، وتنتهي بإرجاع الطفل إلى أحضان أمه.