ربطت دراسة أمريكية حديثة بين زيادة تناول الأطفال لعقاقير
المضادات الحيوية، المضادة للبكتيريا، وخطر الإصابة بالتهاب المفاصل مجهول السبب، الذي يصيب الأطفال تحت سن 16 عاما.
وأوضح أطباء بمستشفى "نيمور ألفريد دوبون" للأطفال بأمريكا، فى دراستهم التي قدموها اليوم ضمن فعاليات المؤتمر السنوى للكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، الذي يعقد في الفترة من 14 إلى 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في ولاية بوسطن الأمريكية، أن التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب، هو التهاب يحدث في مفصل واحد أو أكثر عند الأطفال تحت سن 16 عاما، ويطلق عليه أيضا اسم
التهاب المفاصل الروماتويدي.
وأضافوا أن هذا الالتهاب ينشأ نتيجة خلل في
جهاز المناعة لم يعرفه سببه حتى الآن، ويصيب المفاصل بالتيبس ويشتد ألمه في الصباح، ويتسبب في تغيير شكل المفصل وتعطل وظيفته، ويصاحبه حمى وطفح وتورم والتهاب في الغدد اللمفاوية، ويتم تشخيص المرض عندما تستمر الأعراض أكثر من 6 أسابيع.
ولكشف علاقة المضادات الحيوية بالتهاب المفاصل، تابع الباحثون السجلات الطبية لـ153 طفلاً تم تشخيص إصابتهم بالتهاب المفاصل مجهول السبب قبل سن 16 عاما، وجرى تقييم تناولهم للمضادات الحيوية.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يتناولون المضادات الحيوية المضادة للبكتيريا، وليس مضادات الفطريات أو مضادات الفيروسات، كانوا أكثر عرضة لتطور التهاب المفاصل مجهول السبب، من أولئك الذين لم يتناولوا تلك المضادات، وأن الخطر يتزايد مع زيادة عدد مرات تناول تلك الأدوية.
وقال فريق البحث: "رغم أهمية المضادات الحيوية لعلاج بعض الالتهابات، مثل مشاكل الجهاز التنفسى، إلا أن تلك الأعراض يمكن علاجها دون اللجوء إلى المضادات الحيوية".
وأضافوا: "إذا تأكد ارتباط المضادات الحيوية بخطر الإصابة بالتهاب المفاصل، قد يكون تجنب تناول تلك المضادات أحد طرق وقاية الأطفال من الإصابة بالتهابات المفاصل".
وتشير تقديرات الدراسة إلى أن حوالي 300 ألف طفل، في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يعانون من مرض التهاب المفاصل مجهول السبب، ويتراوح معدل الإصابة بالمرض فى الغالب ما بين طفل إلى طفلين لكل 1000 طفل.