بدأ في القاهرة اليوم الأحد، مؤتمر دولي لبحث إعادة إعمار قطاع غزة، بعد عدوان إسرائيلي استمر قرابة واحد وخمسين يوماً، سقط فيه أكثر من ألفي شهيد، وتدمرت عشرات الآلاف من المنازل والأبنية.
ويسعى الفلسطينيون للحصول على أربعة مليارات دولار، لإعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في حروبها على قطاع غزة في السنوات الأخيرة، وحصارها القطاع براً وجواً وبحرا.
ودعا الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي "
إسرائيل حكومة وشعبا لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون إبطاء"، متعهدا بأن "تظل مصر ملتزمة بوفائها للشعب الفلسطيني ومساندة لقضيته العادلة".
وقال السيسي في كلمته خلال افتتاح المؤتمر"أنادي الإسرائيليين حكومة وشعبا.. حان وقت إنهاء الصراع (الفلسطيني الإسرائيلي) دون إبطاء في الوفاء بالحقوق، حتى نحصد جميعا الأمان".
من جهته أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس أن العدوان على قطاع
غزة كشف هشاشة وخطورة الوضع في المنطقة في ظل غياب سلام عادل وجهود دولية تراوح مكانها ووعود لم تتحقق، مؤكداً تمسك السلطة الفلسطينية بالسلام والتزاماته كافة، وفق الشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها واتفاقاتها.
وشدد عباس على ضرورة إيجاد مقاربة جديدة لحل الصراع تنهي الاحتلال، وتفضي إلى إقامة دولة فلسطينية تكون "القدس الشرقية" عاصمتها، لتعيش جنبا إلى جنب مع "إسرائيل" بأمن وحسن جوار.
وطالب العالم بدعم سعي السلطة لإصدار قرار من مجلس الأمن يضع سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال، ومن ثم الذهاب إلى مفاوضات جادة لحل قضايا الوضع النهائي كافة، بدءًا بترسيم الحدود بجدول زمني لا يتعارض مع التزامات السلطة، على نحو يكفل الأمن والاستقرار لجميع شعوب دول المنطقة، ويعزز السلم والأمن العالميين.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة
حماس خليل الحية قال أمس السبت، إن حركته جاهزة لكل جهد لإنجاح مسيرة وعملية
إعمار غزة. وأكد أن حركته نزعت كافة الذرائع التي يمكن أن يتذرع بها البعض لتأخير إعادة إعمار القطاع.
ونوه إلى أن حماس تأمل أن تسير عملية إعمار غزة بشكل سريع، وأكد أن حركته تتابع بكل مسؤولية ذلك، وستساهم في بناء ما دمرته الحرب.
ويشارك في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي يستمر ليوم واحد، 30 وزير خارجية و50 وفدا من دول مختلفة.
وحضر المؤتمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ووزراء خارجية النرويج فرنسا وإيطاليا والأردن واليابان ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير.
ويسعى المؤتمر لتقديم الدعم السياسي والاقتصادي من أجل تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وتحقيق الاستقرار في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1860 وتفاهمات القاهرة لوقف إطلاق النار، ورفع القيود الإسرائيلية على دخول السلع والبضائع إلى قطاع غزة.
كما يهدف إلى تعزيز أسس وقف إطلاق النار وتحسين آفاق الحل السياسي للصراع عن طريق: تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية في تحمل مسؤوليتها بشأن إعادة تأهيل قطاع غزة، وتعزيز آلية الأمم المتحدة القائمة لاستيراد وتصدير البضائع من وإلى قطاع غزة، وتوفير الدعم المالي الخاص بإعادة إعمار القطاع.
وستقدم الحكومة الفلسطينية خلال أعمال المؤتمر، وبالتنسيق مع البنك الدولي، عرضا يتناول احتياجات القطاع وإعادة الإعمار للخمس سنوات القادمة. وفي هذا الصدد، يتعين على الدول المشاركة إعلان قيمة تعهداتها المالية خلال أعمال المؤتمر.