سياسة عربية

مصريو الخارج يشكلون مجلسا ثوريا لاستكمال ثورة يناير

مظاهرة في دمياط احتفالا بالعيد الثاني لثورة 25 كانون الثاني/ يناير بمصر - أرشيفية
مظاهرة في دمياط احتفالا بالعيد الثاني لثورة 25 كانون الثاني/ يناير بمصر - أرشيفية
أعلن سياسيون وأكاديميون ومثقفون مصريون، يمثلون أطيافا مختلفة من القوى السياسية، والمستقلين، عن تأسيس "المجلس الثوري المصري"، في اسطنبول، الجمعة، ليكون كيانا للقوى والأفراد المصريين في الخارج المتمسكين بمبادئ ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد في اسطنبول، الجمعة، تلاه العضو المؤسس لحركة "مصريون في الخارج"، محمد كامل، وذلك على هامش الاجتماع التأسيسي، الذي يواصل أعماله في وقت لاحق الأحد، ويضم نحو 50 شخصية مصرية مقيمة في الخارج.

وجاء في البيان أن "تأسيس هذا المجلس يمثل دعم للحراك الميداني السلمي، وأنه ليس بديلا عن القيادة الميدانية، بل مؤيدة ومساندة لخطواتها"، مشيرا إلى "إصرار الشعب المصري على الحصول على الحرية والكرامة والعدالة، ومتمسكا بحقه الأصيل في اختيار حكامه تعبيرا عن إرادته الشعبية الحرة".

وعرف البيان بالمجلس بأنه "كيان للقوى والأفراد المصريين في الخارجِ، على اختلاف اتجاهاتهم السياسية وانتماءاتهم الفكرية، المتمسكينَ بمبادئ ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، والعاملين على تحقيقِ أهدافها، والمناهضين لكلِّ صور الفساد والاستبداد والانقلاب العسكريّ، وما ترتب عليه، والرافضين لتدخلِ المؤسسة العسكرية في السياسة، والمؤمنين بالشرعية الدستورية، والمتطلعين لتأسيسِ  دولة مدنية، تعبيرا عن إرادة الشعب وحريته في اختيارِ من يحكمه".

كما أوضح البيان أن "المجلس سيكرس جهوده في التحرك الدولي على كل المستويات، خاصة السياسية، والقانونية، والحقوقية، والإعلامية، لحشد الدعم اللازم للثوار في الشارع، لمقاومة الحكم العسكري وأساليبه القمعية، والعمل على تفكيك دولة الفساد والاستبداد".

ودعا المؤسسون "كل الوطنيين من أبناء ثورة كانون الثاني/ يناير، داخل مصر وخارجها، للالتفاف حول الثورة وأهدافها، وتوحيد الجهود لمواجهة الثورة المضادة، وانقلابها العسكري، والقوى المدافعة عن حقوق الشعوب في العالم لدعم قضيتهم، والانتصار لقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان في مصر".

ومن الأهداف التي تضمنها البيان التأسيسي، "اصطفاف كافةِ القوى الثورية والشبابية المناهضة للانقلاب ونظام الحكم العسكريّ، وتجاوز خلافاتِ الماضي، وبناء رؤية مشتركةٍ للمستقبل، إضافة إلى حشد الدعم الدوليّ لثورة يناير ، وحقّ الشعب المصريّ في إقامة دولة مدنية دستورية".

وتضمنت الأهداف أيضا: "تقديم الدعمِ الكاملِ للمقاومة الشعبية، وكافة قوى الثورة في الداخل لإسقاط  الانقلاب والحكم العسكريّ، وتحقيق التحرُّرِ والاستقلال الكامل للإرادة الشعبية، وتحقيقُ أهداف ثورة يناير، من خلال مشروع سياسيّ انتقاليّ متكامل".

كما يهدف المجلس حسب البيان، إلى "رسم مسارات تفكيك مؤسسات الفساد، وأركان الدولةِ العميقة، وإعادة بناء مؤسسات الدولةِ على أسس من الشفافية، وسيادة القانون، وبناء دولة المواطنة، والعدل، والحرية، والكرامة الإنسانية".

وأوضح البيان أن "المجلس له مهام مختلفة من خلال "مكتب سياسي"، يقوم على الشئون السياسية، وإدارة الاتصالات والعلاقات الدولية للمجلس، مع جميع الحكومات والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني".

ويضم التحالف الجديد "مكتب قانوني وحقوقي، يتولي توثيق وحصر الجرائم والانتهاكات في ظل الانقلاب العسكري، والتواصل مع الجهات القانونية والحقوقية لملاحقة من قاموا بهذه الانتهاكات امام المحاكم الدولية والإقليمية".

وعن المكتب الإعلامي، فبحسب البيان "يتولى التواصل مع كافة وسائل الإعلام، من خلال استراتيجيات وسياسات تفصيلية، تحقق نشر رسالة المجلس وأعماله، وتفعل التأييد لمقاومة دولة الاستبداد والفساد".

وقال البيان إنه "يجري تشكيل هذه الهياكل مع استكمال تأسيس المجلس الثوري، حيث تم تكليف الهيئة التنفيذية، للتواصل مع جميع الكيانات والأفراد الفاعلين، لدعوتهم للمشاركة في تحقيق أهداف المجلس".

واعتبر المجتعون في بيانهم أن "القوى الوطنية والثورية وبعد عام من انكشاف المواقف والمؤامرات، قادرة على مواجهة الانقلاب الدموي الإرهابي الذي سرق ثورتهم، وقتل وسجن أبناء الشعب، وباع الوطن، ونشر فيه الفقر والخراب والإرهاب، وخطف رئيسه المدني المنتخب، الدكتور محمد مرسي واعتقل النشطاء السياسيين والثوريين".

وأكد "المجلس الثوري المصري" في ختام البيان على حق المصريين في رفض القهر والظلم وإرهاب دولة العسكر، والحق في المقاومة الشعبية ضد حكم العسكر، ومحاكمة القتلة والمجرمين، والقصاص للشهداء والمصابين".


الأمن المصري يفض مسيرات منددة بالعدوان على غزة

في سياق متصل، نظّم أنصار الرئيس المصري الشرعي محمد مرسي ومعارضو الانقلاب العسكري مسيرات، عقب صلاة الجمعة، في عدة مدن، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفضت قوات الشرطة عددا من هذه المسيرات التي تأتي في مستهل أسبوع احتجاجي جديد بعنوان "المقاومة أمل الأمة"، دعا له "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الداعم لمرسي، وفق شهود عيان.

في القاهرة الكبرى، فضت قوات الشرطة مظاهرات بمنطقة عين شمس (شمال شرقي العاصمة القاهرة)، وحي المهندسين بمدينة الجيزة وشارع فيصل (غربي العاصمة)، وحلوان (جنوب).

كما فرقت قوات أمنية باستخدام قنابل الغاز والخرطوش (رصاصات حديدية صغيرة) مظاهرات خرجت في محافظات بني سويف والفيوم والمنيا (وسط)، وأسيوط (جنوب)، والقليوبية ودمياط (دلتا النيل/ شمال).

وندد المشاركون في المظاهرات بما أسموه "تخاذل" الأنظمة العربية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وطالبوا بتحرك عاجل لنصرة القطاع.

ورددوا هتافات منها "لبيك غزة"، و"غزة.. صرخة أم شهيد بتنادي"، و"يسقط كل من خان".

وفي السياق، استنكر المتظاهرون ارتفاع الأسعار والحالة الاقتصادية التي وصلت إليها البلاد، منذ الانقلاب على حكم مرسي وتنصيب قائد الانقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسي رئيسا، داعين إلى "انتفاضة" شعبية الخميس المقبل، ضده في ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية يوم 14 آب/ أغسطس الجاري.

وردد المشاركون في الاحتجاجات هتافات ضد السيسي، ورفعوا صورا لمرسي، كما رددوا هتافات تطالب بعودته إلى رئاسة مصر، ورفعوا لافتات "الشعب يريد إسقاط النظام".

وعقب صلاة الجمعة، خرجت مظاهرات بشبرا الخيمة (شمال)، والحلمية والمطرية (شمال شرق)، والمعادي وحلوان (جنوب)، والجيزة (غرب) رفع المشاركون فيها أعلام فلسطين والشال الفلسطيني، بجانب صور مرسي، وصور "الشهداء والمحبوسين"، داعين إلى انتفاضة شعبية ضده في ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية، بحسب المتظاهرين.

كما خرجت مظاهرة أمام مقر المخابرات الحربية بمصر الجديدة (شرقي القاهرة)، ردد المشاركون فيها هتافات "لبيك غزة"، و"صرخة أم شهيد بتنادي" و" يا زهار يا هنية.. أوعي تسيب البندقية"، و"يسقط حكم العسكر".

وفي الاسكندرية (شمالي مصر)، نظم مؤيدو مرسي، مظاهرات في منطقة برج العرب والورديان والعجمي (غرب)، والرمل والمنتزه (شرق)، ندد فيها المتظاهرين بالاعتداءات المستمرة على قطاع غزة، وغلق معبر رفح.

كما شهدت محافظات الشرقية، والدقهلية، ودمياط، وكفر الشيخ، والبحيرة والقليوبية (دلتا النيل، شمال)، والمنيا وبني سويف (وسط)، وأسيوط (جنوب)، والسويس والإسماعيلية (شمال شرق) فعاليات مماثلة لمؤيدي مرسي.

ومنذ الانقلاب على حكم مرسي في تموز/ يوليو 2013، ينظم أنصاره مظاهرات شبه يومية غالبا ما تقابل بالقمعمن قبل قوات الأمن ما يتسبب في سقوط قتلى ومصابين.

ويوم 14 آب/ أغسطس 2013، فضت قوات الأمن اعتصام مؤيدين لمرسي في ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة) ونهضة مصر (غرب) ما أوقع مئات القتلى وآلاف الجرحى، بحسب حصيلة رسمية.

وتشن اسرائيل عدوانا على قطاع غزة، منذ 7 تموز/ يوليو، الماضي، وأسفرت عن اشستشهاد 1894 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
التعليقات (0)