يبحث
علماء إحاثة أرجنتينيون عما يعتبرونه رأس اكبر
ديناصور في العالم يوازي حجمه 14 فيلا، في منطقة باتغونيا الشاسعة.
وباشر العلماء من
متحف إديخيو بيروغليو لعلم
الإحاثة في تريليو الذين اكتشفوا عظام هذا الحيوان العاشب الذي كان يزن على الأرجح 80 طنا تقريبا، مهمة عملاقة.
وصرح خوسيه لويس كارباييدو الباحث في المجلس الوطني للأبحاث العلمية ورئيس الفريق الذي اكتشف هذا الصوروبودا قبل ثلاث سنوات "لم ننجز إلا 30% من أعمال التنقيب، لكننا عثرنا على 200 جزء أحفوري. ومن المتوقع أن تستغرق المهمة بعد سنتين أو ثلاث. ونحن نأمل ان نعثر على جمجمة الديناصور أو على الأقل على جزء منها".
ويتعجب زوار متحف تريليو على بعد 260 كيلومترا من الموقع الذي عثر فيه على عظام سبعة ديناصورات بحجم العظام.
فعظمة الفخذ البالغ طولها 2,40 متر، أي ما يوازي قطر جذع شجرة، تستقطب الزوار الذين يسارعون إلى التقاط الصور إلى جانبها.
ويقدر الخبراء طول هذا الحيوان الطويل العنق والذنب بأربعين مترا.
ولفت الباحث إلى أن "الأعمال تنفذ يدويا وببطء".
فهي تنجز بواسطة معاول ومجارف ومكانس من دون وسائل تكنولوجية متقدمة.
ويعتزم علماء الإحاثة استئناف الأعمال في أيلول/ سبتمبر عندما تصبح الأحوال الجوية مؤاتية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
وكشف عالم الإحاثة أليخاندرو أوتيرو "يقال إنه أكبر ديناصور في العالم، لكن الأهم بالنسبة إلينا هو المرحلة التي تلي الاكتشاف. فلدينا مواد كثيرة بحالة جيدة".
وأوضح خوسيه لويس كارباييدو: "لدينا سن واحد لا غير من الجمجمة وينقصنا العنق لكن لدينا الظهر والذنب ... ويعتبر اكتشاف الجمجمة مهما جدا، إذ أن الجماجم المكتشفة خلال تلك الفترة جد قليلة".
وعثر في الموقع عينه على مقربة من عظام الحيوانات العاشبة السبعة على 70 سنا لديناصورات لاحمة، فضلا عن أحفوريات لأجذاع أشجار وأوراق.
وصرح الباحث أن هذه الاكتشافات "ستسمح لنا بإعادة تشكيل البيئة التي كانت تعيش فيها الحيوانات".
ولا شك في أن البيئة التي كان يعيش فيها حيوان عاشب يزن 80 طنا كانت كثيفة النبات وسريعة التجدد، بحسب خوسيه لويس كارباييدو، مع العلم أن منطقة باتاغونيا باتت اليوم سهلا صحراويا شاسعا يقع بين الانديس والمحيط الأطلسي.
وكشف الباحث أنه "تم العثور على الأحفوريات في ثلاثة مستويات من الأراضي يدل كل منها على حقبة زمنية.
ومن الواضح أن هذه الحيوانات لم تنفق في الوقت عينه وأن الفترة التي تفصل بين نفوق كل منها تراوح بين عدة أشهر وعدة سنوات".
والفرضيات التي تقدم لتفسير نفوق هذه الحيوانات في الموقع عينه كثيرة.
وبعد استخراج العظام، تطرح مسألة نقلها.
وبانتظار توفير رافعة وشاحنة من شركة أشغال عامة، توضع الأحفوريات في ناووس مجصص قبل نقلها إلى متحف تريليو.
وأنذر الباحث من أنه في حال استمرت الأبحاث على هذا المنوال، لن يتسع المتحف لجميع الاكتشافات.
ولم يطلق بعد اسم على الديناصور، لكن اسمه سيرتبط من دون شك بعائلة مايو التي اكتشفت عظامه في حقلها.