وافقت حكومة الأردن الأحد، على جميع الاتفاقيات المتعلقة بمشروع إنتاج الطاقة الكهربائية بالحرق المباشر للصخر الزيتي الذي ستنفذه شركة "إنيفيت" الأستونية.
وتعمل "إنيفيت" الأستونية في مشاريع الصخر الزيتي في منطقة
عطارات أم الغدران والتي تحتوي على احتياطات تصل إلى ما يزيد على 3.5 مليار طن من الصخر الزيتي.
وتوقع
وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني محمد حامد في مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد، بحضور وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، أن يتم توقيع الاتفاقية رسميا مع الجانب الأستوني خلال أسبوعين على أبعد تقدير.
وقال حامد إن هذا المشروع الذي سيكون فريدا على مستوى المنطقة، سينفذ وفقا لنظام (BOO) بناء وتملك وتشغيل بحجم استثمار يبلغ نحو 2.4 مليار دولار، مشيرا إلى أن مساحة منطقة امتياز الشركة تعتبر غنية بخامات الصخر الزيتي.
وأضاف أن جولات مكثفة من المفاوضات مع الشركة الأستونية أفضت إلى التوصل إلى كافة الاتفاقيات المتعلقة بالمشروع من كافة جوانبه، وفي مقدمتها سعر بيع الطاقة الكهربائية المنتجة من المشروع والبالغة 95 فلسا للكيلو واط الواحد في حال امتدت الاتفاقية لمدة 30 عاما، لتتراجع الأسعار إلى 92 فلسا للكيلواط الواحد في حال تمديدها لمدة 40 عاما.
وبين أن إنتاج الكيلواط حاليا يكلف شركة الكهرباء الوطنية 170 فلسا.
ولفت وزير الطاقة الأردني إلى الأهمية الإستراتيجية للمشروع في خدمة الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أنه سيسهم في خفض تكلفة إنتاج الطاقة التي تعتمد حاليا على الديزل (السولار) بنسبة 70% والوقود الثقيل بنسبة 30%، ما يؤشر إلى ضرورة تنويع مصادر الطاقة.
ويسهم المشروع كذلك في توفير إتاوة سنوية للدولة تبلغ نحو 21.1 مليون دولار بالإضافة إلى توفير أكثر من 3500 فرصة عمل للأردنيين والمساهمة في تحريك النشاط الاقتصادي للعديد من القطاعات الإنتاجية الأخرى.
وأعلن الوزير الأردني أن شركة صينية ستقدم عروضها المالية والفنية خلال ثلاثة شهور لتنفيذ مشروع مماثل لإنتاج الكهرباء من الصخر الزيتي.
ومن المتوقع أن تبدأ المحطة بإنتاج الكهرباء للاستهلاك المحلي خلال النصف الثاني من عام 2017، وسيحقق المشروع وفرا قيمته 493.5 مليون دولار من نفقات الأردن اللازمة لاستيراد المشتقات النفطية سنويا.
وبحسب الاستراتيجية الوطنية للطاقة للأعوام 2007-2020 فعلى الحكومة إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة، من خلال استغلال المصادر المحلية مثل الصخر الزيتي والطاقة المتجددة، بما يضمن تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة المستوردة، حيث تهدف الاستراتيجية إلى رفع مساهمة المصادر المحلية إلى 39% بحلول عام 2020، وتخفيض مساهمة الطاقة المستوردة من 96% إلى 61%.
ويتميز الصخر الزيتي الأردني تحديدا بجودته العالية، كما أنه يتميز بقربه من سطح الأرض، ما يجعل التعدين السطحي مناسباً.
ويعد الصخر الزيتي في الأردن مصدرا محليا كفيلا بتزويد الأردن باحتياجاته من الطاقة من مصدر وفير وقليل التكلفة وعالي الجودة، ويمكن التعويل عليه بشكل كبير بما يلبي الاحتياجات المحلية من الطاقة على المدى البعيد ويسهم في مواجهة تحديات الطاقة.
وتشير الدراسات المختلفة إلى أن الصخر الزيتي متوفر في ما يزيد على 60% من مساحة الأردن ليشكل الاحتياطي نحو 70 مليار طن، وهو ما يجعل الأردن يحتل الموقع الرابع عالميا في مخزون الصخر الزيتي.
ويعول الأردن كثيرا على مشاريع الصخر الزيتي للتغلب على مشكلة الطاقة التي يعاني منها، وخاصة بعد انقطاع الغاز المصري منذ تموز/ يوليو العام الماضي والذي كان يعتمد عليه لتوليد الطاقة الكهربائية ما رفع فاتورة الطاقة لأكثر من 6 مليارات دولار سنويا، وهو ما يشكل 20% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ويواجه الأردن تحديات اقتصادية كبيرة وعجزا ماليا يتجاوز 1.5 مليار دولار لهذا العام وحجم مديونية لامس 29 مليار دولار مع نهاية الأسبوع الماضي، حيث ارتفع الدين بمقدار مليار دولار بعد اقتراض الحكومة لهذا المبلغ من مستثمرين دوليين بعد طرح سندات يوروبوند بكفالة الولايات المتحدة.