شهدت عملية اقتراع المصريين ببريطانيا في أول انتخابات رئاسية عقب
انقلاب الثالث من تموز/ يوليو مفارقات عديدة، لفتت انتباه مراقبين للمشهد الانتخابي في أيامه الخمسة.
حضور قوي ومنظم للمصريين الأقباط، و غياب تام لصباحي وأنصاره ومندوبيه، انتهاء بالاتهامات التي انهالت على شرطي بريطاني بأنه من الإخوان المسلمين.
وعاد الحديث عن حقيقة دور الأقباط المصريين في دعم الانقلاب العسكري في مصر للواجهة مرة أخرى، مع رصد مراقبين للتدفق الكبير لأقباط أوروبا في
التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تنتهي الاثنين.
وتحدث مراقبون حضروا أيام الاقتراع الخمسة عن باصات تقل الأقباط، بإشراف كنسي للتصويت لصالح قائد الانقلاب العسكري مرشح الجيش المشير عبد الفتاح السيسي.
العطفي: مواقف تواضروس تعرض المسيحيين للخطر
وفي حديثه لـ"عربي21"، قال رئيس التحالف المصري في
بريطانيا سامح العطفي، إنه لاحظ باصات تقل الأٌقباط للتصويت في مقر السفارة في لندن، حيث يقف هو منذ خمسة أيام لمتابعة مجريات الاقتراع، ويبدي العطفي استغرابه من إصرار الكنيسة في مصر على دعم كل ما يتصادم مع خيارات الشعب المصري التي عبر عنها عبر استحقاقات انتخابية متعددة.
وبين العطفي أن اختيارات وقرارات الكنيسة بقيادة تواضروس، تعرض مستقبل الأقباط في مصر للخطر، بالزج فيهم في أتون صراع سياسي، تقف فيه الكنيسة مباشرة مع فصيل في مواجهة فصيل آخر، ذي امتدادات واسعة في المجتمع المصري، داعيا العقلاء من أقباط بلاده إلى التعقل والتفكير في مستقبلهم، بدلا من الارتماء الكامل في أحضان العساكر الذين يبحثون عن مصالحهم فقط، بحسب تعبيره. وأكد العطفي أن التعليمات صدرت للكنائس المصرية في أوروبا بالتصويت لصالح السيسي.
وفيما يتعلق بنسب التصويت، قال رئيس التحالف المصري في بريطانيا، إن أعداد المصوتين قليلة، وهي نفس الأعداد والوجوه التي شاركت في الاستفتاء على دستور الدم، بحسب تعبيره.
وأظهرت عدد من الصور التي التقطتها عدسة "عربي 21" من أمام السفارة المصرية في لندن، حضورا بارزا للأقباط في هذه الانتخابات، خاصة مع محدودية العدد الذي شارك فيها.
وكان الجدل قد بدأ حول الموقف الكنسي من أول يوم ظهر فيه البابا تواضروس إلى جانب السيسي، ليبارك انقلابه على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي. بعدها توالت التصريحات الكنسية لصالح قائد الانقلاب.
وتوج البابا تواضرس مواقفه المثيرة للجدل بزيارة لدولة الإمارات التي تعد الداعم الأبرز للانقلاب العسكري في مصر، التقى فيها أحمد شفيق المرشح الخاسر في انتخابات 2012 ومحمد دحلان القيادي الفتحاوي المفصول من حركة فتح الذي يعمل مستشارا لولي عهد أبوظبي، الأمر الذي رأى فيه محللون انكشافا تاما للدور التآمري لراعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، جعلته يواجه انتقادات واسعة من داخل الوسط المسيحي ذاته، حيث عبرت حركة "مسيحيون ضد الانقلاب" مرارا عن قلقها البالغ من الزج بالمسيحيين في أتون الصراع السياسي.
وفي كلمة له من أمام السفارة المصرية بلندن، قال القيادي الإخواني إبراهيم، إن الأعداد تقل بكثير عن الانتخابات الرئاسية السابقة رغم محاولة الانقلاب تضخيمها، وأوضح منير أن معظم من صوتوا في هذه الانتخابات هم ممن كانوا مناصرين أصلا لنظام مبارك، مشيرا إلى أن موظفي السفارة أنفسهم هم منخرطون في تأييد السيسي، ما يجعل الحديث عن نزاهة وشفافية أمر بعيد تماما.
ورأى القيادي الإخواني أن عهد السيسي يوحي بالانحدار السياسي والاقتصادي كما ظهر من التصريحات الأولية له، وبين أن السيسي وعصابته فشلوا في تسويق أنفسهم للخارج، رغم المحاولات المتواصلة لهم والدعم المالي الضخم من انقلاب الثالث من تموز/ يوليو.
إقبال ضعيف في لندن.. وشرطي بريطاني متهم بالانتماء للإخوان!
وشهدت الأيام الخمسة إقبالا ضعيفا رغم قيام السفارة في لندن وسفيرها المعروف بعدائه البالغ وتحريضه العلني على الإخوان المسلمين بتسهيلات لحث المصريين على الاقتراع، لكن الصورة جاءت عكس ذلك، حيث أظهرت الصور والفيديوهات عدم وجود إقبال على التصويت، وخلو أبواب السفارة إلا من العدد القليل رغم حشد موظفيها للتهليل لكل مقترع.
ومن المفارقات التي رصدها "عربي 21" هو اتهام أحد أنصار السيسي لشرطي بريطاني بأنه من الإخوان المسلمين، بسبب محاولة الشرطي إقناع هذا "السيساوي" كما يصفه أنصار مرسي بالوقوف على الرصيف بدلا من منتصف الشارع ما يعيق حركة السيارات. إلا أن "السيساوي" صاح في وجه الشرطي البريطاني، قائلا له "أنت كحكومتك تدعمون الإخوان ولو كانت الصورة لمرسي لما اعترضتهم"، أمر أثار دهشة الشرطي الذي اكتفى بالابتسام.
وكان اللافت في هذه الانتخابات هو الغياب التام للمرشح الرئاسي الثاني حمدين
صباحي الذي لم توجد له أي صورة، ولا أي مندوب أو مناصر أمام السفارة المصرية بلندن، ما جعل الأمر يبدو وكأن الانتخابات تجري بين الرئيس محمد مرسي وأنصاره من جهة وبين وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي وأنصاره من جهة أخرى.
ورأى مراقبون في هذا تأكيدا لما يتردد حول الرجل من أنه يقوم فقط بدور تجميلي للانتخابات لصالح المشير السيسي. وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تساءلت في عددها الصادر يوم الأحد الماضي 18 أيار/ مايو، عن حقيقة كون صباحي منافسا حقيقيا للسيسي أم ممثل مساعد.
وذكر تقرير لمراسلها توم دال من القاهرة،أن المشهد في مصر ربما يجب ألا ينظر إليه بمعزل عن الانتقاد الرئيس الذي يوجه لصباحي، في أن وجوده يهدف فقط إلى إضفاء شرعية على عملية فاسد.
لمشاهدة الفيديو اضغط
هنا