بدأت الحكومة الماليزية تحقيقا جنائيا في حادث اختفاء الطائرة الماليزية قبل 8 أيام.
وجاء القرار بعد بيان من رئيس الحكومة نجيب رزاق الذي تحدث عن توقف إجباري في الاتصال بين الطائرة المخطوفة، ومراكز الرادارات مما دعا الكثير من المحققين للتساؤل حول مصير الطائرة، وإن كانت قد تعرضت لعملية اختطاف على طريقة هجمات 9/11 فيما بدأت الحكومة الأمريكية تهتم بالتحقيق في هذه النظرية.
وقالت صحيفة "صاندي تلغراف" إن هناك أدلة تشير لمؤامرة خطط لها إسلاميون ماليزيون لاختطاف طائرة على طريقة هجمات أيلول/ سبتمبر.
وأشارت لشهادة ساجد بادات البريطاني المتهم بمؤامرة إرهابية وناشط
القاعدة، لمحكمة أمريكية الإسبوع الماضي، وقال فيها إن أربعة أو خمسة ماليزيين كانوا يخططون للسيطرة على طائرة واستخدام قنابل مخفية في أحذيتهم لفتح قمرة الطيار.
ويقول خبراء أمن إن الأدلة التي قدمها إرهابيون بريطانيون تعتبر "موثوقة". وقال بادات إنه قابل جهاديين ماليزيين، أحدهم كان طيارا، في أفغانستان وأعطاهم حذاء متفجرا ويساعدهم في السيطرة على الطائرة.
ونقلت عن مصدر أمني بريطاني قوله "هذه العمليات الكبيرة تأخذ وقتا للتحضير" مضيفة إلى أن إمكانية تعرض الطائرة المختفية (أم أتش 370) لعملية اختطاف زادت باعتراف رئيس الوزراء الماليزي أن نظام الاتصالات لطائرة بوينغ 777 قد قطع عمدا "من شخص على متن الطائرة".
مشيرة للتطورات الدرامية الأخيرة حيث بدا واضحا أن الطائرة قد غيرت مسارها وارتفاعها بعد شل نظام الاتصالات فيها، كما استمرت الطائرة بالتحليق مدة سبع ساعات قبل أن يفقد رادار مدني الاتصال معها. ويعتقد مسؤول لم تسمه أن الطائرة تعرضت للاختطاف رغم أن نجيب رزاق رفض تأكيد هذا الأمر، كما وحلقت الطائرة بعد تغيير اتجاهها إما باتجاه اندونيسيا أو قازاخستان بعد تعطيل جهاز الإرسال فيها.
وبسبب التطورات الأخيرة فقد قامت الشرطة الماليزية بتفتيش بيت الطيارين الذين كانوا على متن الطائرة ولمدة ساعتين، بناء على نظرية قيام أحد الطيارين بإغلاق نظام الاتصالات في محاولة للانتحار.
واتهمت السلطات الصينية الحكومة الماليزية بإخفاء معلومات في تطور يشير إلى زيادة التوتر الدبلوماسي بين البلدين.
وتقول الصحيفة إن الأدلة التي قدمها بادات وتحدث عن تلقيه أوامر وهو في معسكرات التدريب في أفغانستان لتزويد ماليزيين بأحذية مخبأ فيها متفجرات، ظهرت في شهادته لمحكمة في نيويورك تحاكم سليمان أبو غيث المتحدث باسم القاعدة وصهر أسامة بن لادن "أعطيت واحدا من أحذيتي لماليزيين لاستخدامها في الدخول لقمرة الطائرة". وتحدث بادات من خلال كاميرا فيديو حيث يقضي سجنا في بريطانيا.
وأضاف أن المؤامرة على الطائرة الماليزية هي من تخطيط خالد الشيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 9/11.
وبحسب بادات فقد احتفظ الشيخ محمد بقائمة لأطول بنايات في العالم، وشطب على برجي التجارة العالمي بعد هجمات 9/11 حيث كان "يمزح لإضحاكنا" كما قال بادات. وأخبر هذا الأخير المحكمة أن الماليزيين كانوا "جاهزين للقيام بالعمل".
وفي أثناء اللقاء الذي جرى بمعسكر في أفغانستان طرحت مسألة باب القمرة وإمكانية إغلاقه، وعندها قال بادات "ماذا لو أعطيتكم واحدة من متفجراتي لفتح باب القمرة".
وتطرح شهادة بادات -إن صحت- إمكانية محاولة الخاطفين تفجير برج بتروناس في العاصمة كوالمبور الذي كان رمزا لتقدم
ماليزيا وأطول بناية في العالم ما بين 1998 - 2004.
وكانت الطائرة "أم أتش -370" في طريقها لبحر الصين الجنوبي عندما اختفت من رادرات المراقبة المدنية، ولكن صورا فضائية التقطت لها وهي في طريق العودة لماليزيا.
وحكم على بادات بالسجن لمدة 13 عاما في عام 2005 بنفس التهمة التي وجهت لمفجر الحذاء ريتشارد غير. وقدم شهادة بهذا الصدد عام 2012 أي قبل فترة من اختفاء الطائرة الماليزية "أم أتش- 370".
وكانت شهادة بادات في عام 2012 أثناء محاكمة الأمريكي أديس ميدونجانين الذي اتهم لاحقا بالتآمر لتفجير قطار أنفاق نيويورك، حيث أخبر بادات المحققين عن القنبلة في الحذاء التي أعطاها للماليزيين.
وعندما سئل عما يعرفه عن الماليزيين قال "أعرف أنهم مجموعة مستعدون لتنفيذ عمل مماثل لاختطاف 9/11، وأضاف "لقد قدمت لهم واحدا من أحذيتي المتفجرة".
ونقلت عن أنتوني غليز من مركز الأمن والاستخبارات التابع لجامعة باكنغجهام، إن منظور مؤامرة إسلامية لاختطاف الطائرة يفسر السبب الذي جعل الحكومة الماليزية تخفي معلومات ولم تكشف عن كل الحقيقة.
ويضيف غليز "اعتقدت أنها محاولة اختطاف في اللحظة التي قيل لنا أن الطائرة غيرت اتجاهها".
والأدلة عن تغيير الطائرة الإتجاه والعودة لماليزيا يعني أنها كانت مؤامرة خطط لها إسلاميون ماليزيون.
وواصل قائلا "نعرف الآن بوجود خلية إرهابية كانت تطمح بتنفيذ هجمات".
ويمضي قائلا "الإرهابيون الإسلاميون في ماليزيا يمثلون خطرا سياسيا للدولة، فالتداعيات الدولية لهجوم مثل 9/11 يعني وقف الرحلات الجوية وانهيار السوق المالي أمر لا تريد حكومة مواجهته".
ويقول جيمس هيلي برات، مدير مكتب المحاماة في قضايا الملاحة الجوية "ستيوارت لو سوليتسترز" إن غياب المعلومات من الحكومة الماليزية يعني أنه كان لديها ما تخفيه، خلافا للطائرة الفرنسية التي سقطت عام 2009 في المحيط الاطلنطي ورد الحكومة الفرنسية في حينه.
وتشير الصحيفة إلى إدانة ماليزيين في أيار/ مايو الماضي بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة في ماليزيا. وفي حادث آخراعتقلت السلطات اللبنانية ماليزيين آخرين وهما يحاولان السفر لسوريا. وفي عام 2001 تمت إدانة يزيد سوفات، وهو خبير كيماوي وكابتن في الجيش بتهمة الانتماء للجماعة الإسلامية والتي نفذت هجمات في بالي عام 2002.
ويؤكد الخبراء في ماليزيا أن إمكانية جماعات إسلامية للقيام بهجوم كبير ضئيلة، نظرا لقلة عدد الأصوليين هناك.