لقي عشرة نيجيريين على الأقل حتفهم خلال الأسبوع الماضي، ونقل 300 آخرين إلى المستشفى، إثر إصابتهم بوباء
الكوليرا، الذي ضربت موجة جديدة منه ولاية كانو، شمال غرب
نيجيريا مؤخرا.
وفي تصريحات خاصة لمراسل الأناضول قال الطبيب تيجاني حسين، نائب مدير إدارة الصحة العامة والسيطرة على الأوبئة في وزارة الصحة النيجيرية إن "ما يزيد عن 10 أشخاص، لقوا حتفهم، من منطقتي ناساراوا ودارلا، إثر إصابتهم بوباء الكوليرا (التهاب المعدة والأمعاء)، فيما أصيب 300 آخرين من أنحاء مناطق الولاية البالغة 44 منطقة، بالوباء نفسه، خلال الأسبوع المنصرم".
وكانو هي كبرى الولايات النيجيرية البالغة 36 ولاية، من حيث عدد السكان، والذي يقدر بعشرة ملايين نسمة، من أصل 174 مليون نسمة، هم إجمالي السكان بالدولة الواقعة غرب
أفريقيا، وتعتبر كبرى دول القارة السمراء من حيث تعداد السكان.
وقال حسين إن "غالبية المصابين يعالجون في مستشفى زانا الحكومي بولاية كانو"، محذرا من أن "المرض ينتشر بسرعة كبيرة وعلى مساحات واسعة، من خلال كافة الوسائل المتاحة".
ولفت المسؤول الطبي إلى أن الأزمة تتصاعد مع عجز المستشفى عن استيعاب مزيد من المرضى، بالإضافة إلى نقص الأسرّة.
من جانبها، ناشدت حكومة الولاية الأهالي سرعة الإبلاغ عن أي حالة تبدأ أعراض المرض في الظهور عليها، في أقرب مستشفى، لمساعدة الجهات الطبية للسيطرة على انتشار المرض، الذي أصاب 2771 نيجيريا خلال العام الجاري، انتهت 124 حالة منهم بالوفاة، الأمر الذي أرجعه خبراء إلى تردي الخدمات والأوضاع الصحية بالبلاد.
حسين الأهالي على الحرص على النظافة الشخصية والبيئية للمساعدة في القضاء على المرض وتجنب احتمالات ظهوره مجددا في المستقبل.
وكان كنعان نادر المدير المسؤول عن ملف الصحة والمياه والنظافة، بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة"
يونسيف"، قد كشف في تصريحات بمناسبة اليوم العالمي للمراحيض، الشهر المنصرم أن نحو ثلثي النيجيريين ليس لديهم مراحيض، كما أظهر استطلاع رأي أجري مطلع العام الجاري، أن 47% من النيجيريين الذين أجري عليهم الاستطلاع، ليس لديهم مصادر للحصول على المياه.
وظهر وباء الكوليرا في بدايات القرن التاسع عشر، حيث تعتمد جرثومته على الانتقال عبر المياه الملوثة من شخص إلى آخر، وتعد أفريقيا في الوقت الراهن من أكثر مناطق العالم التي تحدث فيها حالات وفاة بسبب الكوليرا، حيث تبلغ نسبة الوفيات فيها 5% من بين إجمالي حالات الإصابة التي تقع فيها، بينما أقل من 1% في باقي أنحاء العالم، بحسب تقارير دولية.
والكوليرا مرض وبائي معدي، يصيب الجهاز الهضمي، وتبدأ أعراضه بإسهال شديد السيولة، يليه قيء شديد، وانخفاض كبير في ضغط الدم نتيجة فقدان الجسم لسوائله، الأمر الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إذا لم يقدم العلاج المناسب للمريض سريعا.