لم يصدق الموظف هاني أن الحكومة الفلسطينية في
رام الله قررت
خصم "العلاوات الإشرافية" و"المواصلات" عن موظفي
غزة إلا بعد أن تلقى اليوم الخميس راتبه المخصوم من قيمته 500 شيكل (142 دولار).
وكان قد أوهم نفسه بأن القرار المشار إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أمس عبارة عن شائعة تم تداولها بين الموظفين.
ولم يكن الموظف هاني هو الوحيد إذ اشتكى آلاف الموظفين من خصم في رواتبهم بعد قرار حكومة رام الله خصم العلاوات والمواصلات عن موظفي غزة غير العاملين والجالسين في بيوتهم منذ أن سيطرت حركة حماس على القطاع في منتصف حزيران/ يونيو2007.
وقال هاني وهو مدير دائرة في إحدى الوزارات الحكومية بغزة في حديث لـ"الأناضول" إن 400 شيكل (114 دولار امريكي) كانت قيمة خصم العلاوات من راتبه إلى جانب 100 شيكل (28 دولار).
وأضاف أن الخصم يختلف من موظف لآخر حسب نوع قيمة العلاوة الإشرافية والمواصلات، مؤكدا أن القرار لم يستثني أحدا من الموظفين المدنيين عدا العاملين في وزارة الصحة والتعليم.
أما الموظفين في القطاع الأمني والعسكري فكما يؤكد الموظف "أحمد" فلم يتم خصم أية قيمة مالية من رواتبهم.
وقال لـ"الأناضول" إن جميع أصدقاءه العاملين في قطاعات مدنية تعرضت رواتبهم للخصم، مشيراً إلى أن هذه الحادثة سبق وأن تكررت في الأعوام السابقة ومع ما أبداه الموظفين من سخط وتذمر تم إعادتها.
وكانت وسائل إعلام محلية قد نقلت مساء أمس عن مصادر مطلعة بأن أكثر من 12 ألف موظف -مدنيين-لا يعملون والتزموا بقرارات حكومة رام الله بعدم التوجه لأماكن عملهم ستكون فاتورة رواتبهم للشهر الحالي خالية من العلاوات الإشرافية والمواصلات.
ولم يتسن لوكالة الأناضول، التحدث إلى أي من مسئولي الحكومة في رام الله للوقوف على مدى مصداقية تلك المعلومات.
ووفق المصدر فإن فاتورة "العلاوات الإشرافية والمواصلات" تبلغ ما يقارب الـ 3 مليون شيكل(850 الف دولار) لموظفي قطاع غزة .
وتقول الموظفة سمر إنها فوجئت بخصم مبلغ 400 (114 دولار) شيكل للعلاوة الإشرافية، و200 (57 دولار) للمواصلات وأضافت بتذمر واضح :" لسنا من اختار الجلوس في البيت، دفعنا فاتورة التعب النفسي، والآن ندفع الفاتورة من رواتبنا."
ولا تزال السلطة الفلسطينية تدفع مرتبات موظفيها في قطاع غزة والبالغ عددهم 55 ألف موظف، يمتنع أكثرهم عن الذهاب لأماكن عملهم بأوامر من السلطة عقب سيطرة حركة حماس على غزة وتوليها الحكم في القطاع في صيف حزيران/يونيو 2007 بعد الاقتتال الداخلي مع حركة فتح.