تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، صورا ومقاطع فيديو، توثّق لما تمّ العثور عليه بداخل قصر رئيس النظام السوري المخلوع،
بشار الأسد، في دمشق.
وتبرز المقاطع، الآتية من قلب ردهات "قصر الشعب"، أن السجاجيد الحمراء لا تزال تفترش، رغم أنها باتت مليئة بملصقات ممزقة لصور الرئيس الهارب وبقايا متعلقات تعطي لمحة عن حقبة انتهت للأبد، وذلك عقب سيطرة المعارضة السورية على المدينة.
أيضا، بحسب عدد من التقارير، المُتفرّقة، فإن المواطنين السوريين والصحفيين ممّن زاروا القصر المتواجد على جبل قاسيون، قد وجدوا قطع نجف ضخمة تتدلّى في غرف الاستقبال المليئة بالأثاث الدمشقي، وأيضا عدّة منحوتات لا تزال في مكانها في المكاتب وغرف الجلوس.
ووفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التي زارت القصر، فإنه: "يحتوي على غرفتين لاجتماعات مجلس الوزراء: واحدة فوق الأرض، وأخرى تحت الأرض يبدو أنها كانت مخصصة لحالات الطوارئ".
وتابع التقرير: "في غرفة مجلس الوزراء، على بعد 3 طوابق تحت القصر، توجد لوحات نحاسية تحدد مقاعد وزير الدفاع والقادة العسكريين، وعلى رأس الطاولة، تم تحديد مكان الأسد: القائد العام"، مردفا: "الغرفة متصلة بغرف معيشة تحت الأرض، وغرفة نوم وحمام، وأماكن إقامة الموظفين".
وأضاف: "في مكتب الأسد الذي بات مهجورا، كانت الأرضية مملوءة بالكتب والأوراق، من بينها كتاب عن تاريخ الجيش الروسي، وخريطة لشمال شرق
سوريا، وعثر أيضا على أقراص من عقار البنزوديازيبين المضاد للتوتر على المكتب".
وأشار التقرير نفسه، إلى أنه: "في غرف المؤتمرات العملاقة، كانت هناك صناديق تحتوي على مجوهرات وأوان زجاجية فاخرة وهدايا"، متابعا: "عثر أيضا على مكتب يتمتع بإطلالات رائعة مزود بحمام داخلي".
"هذا المكتب خصص لبثينة شعبان، التي عملت مستشارة لعائلة الأسد لعقود من الزمن، وفيه عثر على صورة كبيرة لما يبدو أنه من حفل عيد ميلادها السبعين" أوضح المصدر ذاته.
واسترسل: "في غرفة تخزين كبيرة، عثر على هدايا حصل عليها الأسد من ضيوفه، بينها لوحات وتماثيل للأسد، وتمثال لجمل مع سرج مرصع بالجواهر، وقلعة ذهبية داخل علبة خضراء كبيرة، وصورة للملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب".
من جهتها، قالت صحيفة "
نيويورك تايمز" في تقرير لها: "يبدو أن المزاج داخل القصر لم يكن جيدا في الساعات الأخيرة قبيل وصول المعارضة دمشق، إذ فاضت حاوية القمامة بالأوراق الممزقة، وعلى واحدة من الطاولات، عثر على فنجان قهوة نصف منته، وعشرات أعقاب السجائر التي توحي أن شخصا ما كان يدخن بعصبية بينما يشاهد أخبار تقدم المتمردين".
اظهار أخبار متعلقة
تجدر الإشارة إلى أن القصر الذي يأخذ شكلا مكعبا مترامي الأطراف، ويمكن رؤيته من جميع أنحاء المدينة تقريبا، قد صمّمه مهندس معماري ياباني، خلال عام 1990، تحت حكم حافظ الأسد.
إلى ذلك، تمكنت "هيئة تحرير الشام" من تأمين القصر بعد أن اقتحمت حشود من السوريين المبتهجين المجمع، الأحد الماضي، وحملوا الأثاث والأعمال الفنية، وشاهدوا مرآبا مليئا بالسيارات الرياضية الفارهة.