أصدر المرشد الأعلى
للجمهورية
الإيراني، علي
خامنئي، قرارا بالعفو الجماعي عن عشرات آلاف السجناء، بمن
فيهم معتقلو الاحتجاجات الأخيرة ضد النظام بعد حادثة وفاة الفتاة مهسا أميني التي
اعتقلتها شرطة الأخلاق بإيران.
وجاء العفو في ظل احتفال
إيران بالذكرى الـ44 لثورة 1979، والتي أطاحت بنظام الشاه رضا بهلوي.
وجاء في بيان نشره
الموقع الإلكتروني للمرشد الأعلى أنه "بعد اقتراح رئيس السلطة القضائية على
قائد
الثورة الإسلامية الموافقة على العفو وتخفيف العقوبة عن عدد كبير من
المتهمين والمحكومين في الأحداث الأخيرة، وكذلك المحكوم عليهم في المحاكم العامة
ومحاكم الثورة والقضاء العسكري، وافق الإمام خامنئي على هذا المقترح".
وذكرت وكالة
"مهر" المحلية أن خامنئي وافق على اقتراح رئيس القضاء محسني إجائي
بإصدار عفو عام.
ووفقا للمادة 110 من
الدستور الإيراني، يمكن العفو عن المدانين، أو تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم إذا
قدم رئيس القضاء الاقتراح ووافق عليه المرشد الأعلى.
وليس من الواضح بالضبط
عدد السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب العفو، الذي يأتي بعد ما يقرب من 5
أشهر من الاحتجاجات.
وأثارت حادثة مهسا
أميني غضبا شعبيا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية بإيران، وسط روايات
متضاربة عن أسباب الوفاة.
اظهار أخبار متعلقة
وقتل المئات، بينهم
عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة
للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءا
كبيرا منها بمثابة "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" الجمهورية
الإسلامية.
وفي ما يتعلق
بالموقوفين على خلفية الاحتجاجات، عدد البيان فئات الذين يحق لهم الاستفادة من
العفو، وهي "عدم ارتكاب أعمال التجسس لمصلحة الأجانب، وعدم التواصل المباشر
مع عناصر أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وعدم ارتكاب القتل والجرح المتعمد، وعدم
ارتكاب الأعمال التخريبيّة وإحراق المرافق الحكومية والعسكريّة والعامة، إضافة إلى عدم وجود مشتك أو مدع خاص".
من جانب آخر، قال موقع
"ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية، إن الموقوفين على خلفية
الاحتجاجات لن يتم الإفراج عنهم إلا في حال وقّعوا "إعلان ندم، وتعهدا خطيا
بعدم تكرار جريمة جنائية متعمدة مماثلة".
على صعيد آخر، أوردت
صحيفة "شرق" الإصلاحية عبر موقعها الإلكتروني أن الصحافية في صحيفة
"هم ميهن" إلناز محمدي "تم توقيفها الأحد في طهران بعد
استدعائها"، من دون تفاصيل إضافية.
وإلناز هي شقيقة إلهه
محمدي، وهي أيضا صحافية في "هم مهين"، أوقفت في أيلول/ سبتمبر، بعدما قامت
بتغطية مراسم تشييع أميني في مسقطها مدينة سقز في محافظة كردستان بغرب إيران،
والتي شهدت تحركات احتجاجية كبيرة.
ووجّه القضاء إلى إلهه
محمدي، مثلها مثل المصوّرة في "شرق" نيلوفر حامدي التي زارت المستشفى
حيث كانت ترقد أميني في غيبوبة بعد توقيفها، تهمة "الدعاية" ضد
الجمهورية الإسلامية و"التآمر للعمل ضد الأمن القومي".
من جهة أخرى، أصدر
القضاء عقوبة بالسجن سنة واحد بحقّ الصحافي حسين يزدي الموقوف في أصفهان منذ مطلع
كانون الأول/ ديسمبر، وفق "شرق".
ولم تحدد الصحيفة
التهم التي حوكم بموجبها يزدي، مشيرة إلى أنه كان يتولى إدارة موقع "مبين
24" الإخباري.
وكانت جمعية الصحافيين
في طهران أفادت، في كانون الثاني/ يناير، بأن 30 صحافيا لا يزالون موقوفين على خلفية
الاحتجاجات، مشيرة إلى أن "حوالى 70 صحافيا" أوقفوا منذ بدئها، لكن عددا
منهم "أفرج عنه بكفالة" في وقت لاحق.