قال خبير
إسرائيلي
بارز، إن تعزيز
روسيا لعلاقاتها مع
إيران من المسائل الهامة بالنسبة لـ"إسرائيل"،
ملمحا إلى إمكانية تسريب موسكو معلومات أمنية مهمة تخدم المصالح الأمنية
الإسرائيلية.
وأوضح عومر دوستري،
وهو خبير الاستراتيجية والأمن القومي في "معهد القدس للاستراتيجية
والأمن" (JISS)، أن غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، أدى إلى
"تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا وإيران، حيث تساعد إيران روسيا
بوسائل قتالية وبدعم دبلوماسي".
ونبه في مقاله بصحيفة
"معاريف" العبرية، إلى أن "لروسيا وإيران مصالح مشتركة في مجالات
عديدة؛ أولا وقبل كل شيء، هم يرون في الولايات المتحدة تهديدا على نفوذهما
وهما معنيتان بتقليص دورها في الشرق الأوسط وفي أوروبا، كما أنهما يعانيان من عقوبات
اقتصادية فرضتها عليهما دول الغرب"، مؤكدا أن "التعاون بين روسيا وإيران
يستهدف تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط".
ومن ناحية طهران، فإنه "يعد التقرب من روسيا هاما على نحو خاص في ضوء الحلف بين واشنطن وتل أبيب
ودول الخليج، كما أن لروسيا وإيران مصالح مشتركة في سوريا، ويعملان في العقد
الأخير لأجل حماية نظام بشار الأسد".
اظهار أخبار متعلقة
ورغم المصالح المشتركة بين موسكو وطهران، فإن دوستري بيّن أن "هناك غير قليل من المصالح المتضاربة أيضا
بين روسيا وإيران، حيث تحرص روسيا على الحفاظ على مناطق النفوذ الحصرية لها في
منطقة اللاذقية وطرطوس، كما أن موسكو لا ترى بعين الإيجاب التموضع العسكري
الإيراني في سوريا، والذي يجر ردود فعل عسكرية إسرائيلية.. وتخشى من تعلق زائد لنظام
الأسد بإيران".
ومن بين المصالح
المتضاربة، أن "روسيا يهمها الحفاظ على علاقات مع السعودية، الخصم الأكبر
لإيران في المنطقة، وبخاصة في كل ما يتعلق بالتنسيق في موضوع إنتاج النفط وتحديد
سعره في السوق".
وذكر الخبير أن
"الحرب في أوكرانيا لم تعزز فقط العلاقات بين روسيا وإيران بل قلبت المواجع
بينهما، فإضافة إلى مساعدة طهران موسكو بوسائل قتالية وبدعم دبلوماسي، فإن روسيا
تستخدم المفاوضات على الاتفاق النووي مع إيران كورقة مساومة مع القوى العظمى
لأوروبا والولايات المتحدة، ومن جهة أخرى فإن روسيا غير معنية لأن ترى دولة نووية
مجاورة لها، تخرق التوازن الاستراتيجي في وسط آسيا".
وأكد أن "تعميق
التعاون بين إيران وروسيا في هذه المرحلة لا يشكل تهديدا أمنيا ذا مغزى على تل
أبيب، وعلى إسرائيل أن تتابع عن كثب تواصل توريد الوسائل القتالية الإيرانية
لروسيا، لأن أوكرانيا تشكل بالنسبة لإيران منطقة تجربة هامة لصناعة السلاح لديها،
والتي ستستخدمها في مواجهة محتملة ضد إسرائيل".
وشدد دوستري، على أن
"إسرائيل ملزمة بأن تحافظ على علاقات طيبة مع روسيا بسبب مصالحها لمواصلة
المعركة بين الحروب في سوريا مع قيود قليلة قدر الإمكان".
وفي المقابل، فإنه أشار إلى
أن "الحاجة للحفاظ على سياسة حيادية تجاه روسيا من شأنها أن تخلق توترات مع
الإدارة الأمريكية وأوروبا، وفي هذه الحالة، فإن خير ما تفعله إسرائيل هو مواصلة المساعدة الإنسانية لأوكرانيا، وبالتوازي، فإن عليها أن تجمع معلومات عن استخدام روسيا
لوسائل قتالية إيرانية".
ولفت إلى أهمية أن
"تتعاون إسرائيل مع أوكرانيا سرا لأجل تطوير وسائل الدفاع ضد استخدام
المسيرات (الإيرانية)، لأن تعاونا كهذا سيسمح لإسرائيل بفهم أفضل قبيل التصدي
لتهديد مشابه على إسرائيل"، مؤكدا أن "الدبلوماسية الحكيمة، إلى جانب
الحصول على المعلومات الاستخبارية سيخدمان جيدا المصالح الأمنية لإسرائيل".