من يسيطر على بحر الشمال؟

يأتي ذلك في الوقت الذي يقوم فيه بحارة البحرية البريطانية بتدريب أفراد البحرية الأوكرانية على تشغيل اثنتين من السفن المختصة بالبحث عن الألغام من طراز "سانداون" التي سيتم بيعها إلى أوكرانيا.

عادت إلى الأذهان حرب الغواصات المرعبة في أعقاب ملاحقة قطعة حربية بريطانية غواصتين روسيتين في بحر الشمال بمحاذاة السواحل النرويجية.


وأعلنت البحرية البريطانية أنها تتبعت غواصتين روسيتين في بحر الشمال قبالة السواحل النرويجية، في تموز/ يوليو الماضي.

وقالت البحرية في بيان إن السفينة البحرية "إتش إم إس بورتلاند" قامت بتتبع غواصة "سيفيرودفينسك" الروسية المزودة بصواريخ كروز بعد ظهورها، وفق "بي بي سي".


ويطلق على "إتش إم إس بورتلاند" "صائدة الغواصات".


وظهرت غواصتان روسيتان، وفق البيان، بشكل منفصل، شمال غربي بيرغن في النرويج.


وقالت البحرية البريطانية إنها تعقبت الغواصتين أثناء إبحارهما تحت الماء جنوبا على طول الساحل النرويجي من القطب الشمالي.


ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة للمملكة المتحدة تدريب أفراد الجيش الأوكراني.


وأعلمت "إتش إم إس بورتلاند" عن تحركات الغواصة الروسية "سيفيرودفينسك" المزودة بصواريخ كروز، والغواصة الهجومية من طراز "أكولا فيبر" الجمعة.


وقال متحدث باسم البحرية الملكية إن إحدى طائرات الدوريات البحرية بعيدة المدى الجديدة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، "بوسيدون بي8"، عملت أيضا بشكل وثيق مع "إتش إم إس" بورتلاند "لمطاردة وتعقب" الغواصات.


يأتي ذلك في الوقت الذي يقوم فيه بحارة البحرية البريطانية بتدريب أفراد البحرية الأوكرانية على تشغيل اثنتين من السفن المختصة بالبحث عن الألغام من طراز "سانداون" التي سيتم بيعها إلى أوكرانيا.


وتكمنُ أهميةُ البحر الواقعِ شمال أوروبا بأنه يتصلُ ببحرِ البلطيق عن طريقِ بحر سكاغيراك ويربطُ مضيقَ دوفر والقنالَ الإنجليزي بالمحيطِ الأطلسي ويعدُّ من أهمِ الممراتِ المائيةِ والتجاريِّة في العالمِ، ونظرة فاحصة على خارطةِ موانئه تُظهرُ أهميتهُ الكبرى حيثُ الميناءُ الانجليزي وهامبورغ الألماني، وأمستردام وروتردام الهولنديان وأنتورب البلجيكي ودنكرك الفرنسي.


وروسيا التي تمتلكُ 62 غواصةً نوويةً وتقليدية تريدُ السيطرةَ على بحر الشمال للإمساكِ بالطريق التجاري على أوروبا، في حالِ اندلاع حربٍ أو زيادةِ التضييقِ وإطالة أمدِ الحصارِ المفروض عليها على خلفيةِ حربِها على أوكرانيا.


ووفقَ رئيسَ أركانِ البحرية الإنجليزية، الأدميرال توني رادكين، فالغواصاتُ الروسية تحومُ بالقربِ من كابلاتِ الإنترنت التي تؤمنُ غالبيةَ اتصالاتِ العالم، والتجارةِ الدولية، وكثيرٌ من هذه الكابلاتِ، تمرُ عبرَ بحرِ الشمال في طريقِها إلى العالم.


ولكن ليس قطع الكابلات ولا تهديدُ الملاحة أو تعطيلُ التجارةِ البحرية وحدها ما يُخيفُ بريطانيا، فمن الغواصاتِ الروسية ما جُهِز بطوربيدات "بوسيدون" النووية تحملُها بعضُ الغواصاتِ الروسية بإمكانها إطلاقُ موجاتِ إشعاع تحولُ مساحاتٍ شاسعة، من السواحلِ المستهدفة، إلى مناطقَ خالية، وغيرَ صالحةٍ للسكن لعقودٍ، وبإمكانها إغراقُ مدن ساحليةٍ بأكملها بتسونامي مشع.

 

التعليقات (0)