صحافة إسرائيلية

غانتس "يشاكس" بينيت رغم حظوظه المتدنية برئاسة الحكومة

غانتس هو وزير الحرب، وهو قادم من رئاسة أركان الجيش، لكن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن أنه ينقل جسداً ضعيفًا- جيتي
غانتس هو وزير الحرب، وهو قادم من رئاسة أركان الجيش، لكن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن أنه ينقل جسداً ضعيفًا- جيتي

لا يخفي وزير حرب الاحتلال بيني غانتس في كل مناسبة أنه يطمح لأن يصبح رئيسًا للوزراء، وحين يسأل عن ذلك فهو يرد مرة بالإيجاب المباشر، ومرة أخرى يومئ رأسه بحماس، لكن السؤال الذي لم يتم طرحه عليه أنه لماذا يعتقد غانتس أنه مناسب لهذا المنصب، أو لديه فرصة كي يتم انتخابه لهذا الموقع، لا سيما في ضوء تأكيدات استطلاعات الرأي التي لا تتنبأ بحصول حزب أزرق-أبيض الذي يترأسه على أكثر من ثمانية مقاعد فقط، وهي التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة.

باروخ ليشيم الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أن "آخر استطلاع للرأي بين الإسرائيليين أجرته "القناة 13" حول الأكثر تأهيلا ليكون رئيس الحكومة القادم، فقد حصل غانتس على 9٪ فقط، على غرار نفتالي بينيت، مقابل 46٪ لبنيامين نتنياهو، و15٪ ليائير لابيد، وربما جاء ذلك على خلفية تبادل الاتهامات الأخيرة بين غانتس وبينيت أصحاب الحظوظ الدنيا في نظر الجمهور الإسرائيلي".

وأضاف أن "النسبة المتواضعة التي حصل عليها كل من غانتس وبينيت جاءت على خلفية اتهام الأول للأخير بأنه يكثر من ذكر كلمة "أنا وأنا وأنا" في مؤتمراته الصحفية، متجاهلا باقي الوزراء، رغم أن العمل الحكومي هو حصيلة جهد كثير من الوزراء، لكن رئيسهم أمام الكاميرات يتحدث بمنطق "أنا فقط"، ويعامل وزير الحرب كما لو كان وزير الرفاه، ولم يعد يذكره بشيء رغم أن وزارته هي المسؤولة عن القضية الأهم في إسرائيل، وهي الأمن، وتحوز على ميزانية بعشرات مليارات الشواقل، ورغم كل ذلك، فلا يحظى غانتس بأي مجاملات من بينيت، مما يثير غضبه، اعتقادا منه أن الأخير بحاجة إلى إشادة منه، وليس العكس".

رغم أن غانتس هو وزير الحرب، وهو قادم من رئاسة أركان الجيش، لكن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن أنه ينقل جسداً ضعيفًا، لأن التاريخ السياسي الحديث لإسرائيل يثبت أن الخدمة في هذا المنصب المركزي لا تمنح صاحبه ميزة انتخابية، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك، فقد شغل إسحاق مردخاي وزارة الحرب في حكومة نتنياهو الأولى 1996-1998، لكنه تشاجر معه، وشكل حزب الوسط مع أمنون شاحاك ودان ميريدور وروني ميلو، ومع ذلك فقد فاز حزبه في انتخابات 1999 بستة مقاعد فقط، وبعد ذلك تبخرت مسيرته السياسية في ظل ظروف جنائية.

أما ايهود باراك فقد تولى وزارة الحرب في النصف الثاني من حكومة إيهود أولمرت 2006-2008، واستمر في منصبه في حكومة نتنياهو الثانية 2009، وفي عام 2011 استقال من حزب العمل الذي أراد معظم أعضائه حل الشراكة مع الليكود، وشكل حزب "الاستقلال"، وقد خطط لخوض انتخابات 2013، لكن استطلاعات الرأي أوضحت أنه لن يكون قادرًا على تجاوز نسبة الحسم، مما دفعه للتقاعد من الحياة السياسية.

موشيه يعلون كان لديه أيضًا بضع سنوات كوزير للحرب كسيرة ذاتية، لكن ذلك لم يساعده قبل انتخابات 2019، فأسس حزب "تيلام"، وعندما أدرك أنه لن يجتاز نسبة الحسم انضم إلى قمرة القيادة في حزب أزرق-أبيض، واليوم يجد نفسه خارج الحلبة السياسية والحزبية.

أفيغدور ليبرمان استقال من منصب وزير الحرب ومن التحالف الحكومي في عهد نتنياهو قبل انتخابات 2019، لكنه فشل في الصعود، وحصل بعد ذلك على خمسة مقاعد فقط، وكذلك بينيت الذي شغل منصب وزير الحرب في حكومة نتنياهو الانتقالية، لكنه لم يستطع تجاوز نسبة الحسم مع حزبه "اليمين الجديد".

اليوم شغل غانتس منصب وزير الحرب منذ تشكيل الحكومة البديلة في أيار/ مايو 2020، مما يدل على أن ما يحصل عليه من دعم كاسح قد يجعله زعيما لمعسكر يسار الوسط، والدرس الذي قد يستخلصه من ذلك أن أمامه احتمالا معقولا لتوحيد الكتل الانتخابية، والتفكير في إعادة توحيد غانتس مع لابيد، لكن العداء بينهما منذ تفكك حزب أزرق- أبيض ربما لن يسمح بذلك أبدًا، لذلك من المحتمل أن يظل غانتس في الانتخابات المقبلة تحت السقف الزجاجي للمقاعد الثمانية، وفي أحسن الأحوال سيكون قادرًا على الضغط على موقع في حكومة الليكود، أما في أسوأ الأحوال فقد يواجه لابيد في المعارضة.

 


0
التعليقات (0)