صحافة إسرائيلية

استقالة مستشارة بينيت تزيد من صعوبات استمرار ائتلافه الحكومي

 استقالة مائير تفتح معركة المعسكرات في مكتب بينيت- جيتي
استقالة مائير تفتح معركة المعسكرات في مكتب بينيت- جيتي

في الوقت الذي تحارب فيه حكومة الاحتلال على جبهتها الخارجية تخوفا من جهود خصومها السياسيين لإسقاطها، فقد فوجئت باستقالة شمريت مائير المستشارة السياسية لرئيس الحكومة نفتالي بينيت على خلفية الصعوبات التي يواجهها التحالف بقيادته، بعد قرابة عام على تعيينها في هذا المنصب الحساس.

وهذا هو أول خروج من مكتب بينيت، رغم أن مائير تعتبر من أقرب المقربين إليه، ويمكن وصف موقعها بأنه أبعد من المستشار السياسي، فقد تشاور معها في كل قضية تقريبًا، وصاغت استراتيجيته الإعلامية في العديد من القضايا، بما في ذلك السياسية والحزبية، خاصة أزمة تقاعد عيديت سيلمان من التحالف، وأزمة كورونا، وحتى القضايا الشخصية مثل قضية فواتير المطعم التي تسببت في أضرار جسيمة لبينيت.

موران أزولاي خبيرة الشؤون الحزبية ذكرت في تقرير بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أن "مائير ذكرت في كتاب استقالتها أنها منذ قرابة العام حين تم تعيينها، فقد عاشت سنة مزدحمة من الصباح إلى المساء، وتطلبت سلسلة المهام الطويلة التي أوكلها رئيس الحكومة إليّ تضحية كبيرة في حياتي الشخصية، وقد حان وقت المغادرة، لكنني أعتزم المساعدة بقدر ما هو ضروري في ما يتعلق بزيارة رئيس الولايات المتحدة المرتقبة لإسرائيل".

وأضافت أن "بينيت قبل استقالتها، أشاد بجهود مائير في تعزيز المكانة السياسية لدولة الاحتلال، وبناء علاقة خاصة مع الإدارة الأمريكية، لمنع إنشاء قنصلية في القدس المحتلة، وتعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية، والنضال الدبلوماسي ضد إيران، والمشاركة في الوساطة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما أثار اهتمامًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم".

واكتسبت فيه مائير الكثير من القوة والنفوذ في مكتب رئيس الوزراء، لكنها اكتسبت أيضًا عددًا لا بأس به من الكارهين في بيئته، وخلف الكواليس نشأت بسببها التوترات والمعسكرات، وظهر عدد غير قليل ممن تحدثوا ضدها، وألقوا باللوم عليها في بعض الإخفاقات، لا سيما التوترات بينها وبين وزير الخارجية يائير لابيد، بجانب تبادل الاتهامات بشأن التسريبات الحكومية، وخلافات أخرى مع وزير الحرب بيني غانتس، ووزيرة الداخلية أييليت شاكيد.

ويدعي معارضو مائير أن بينيت اعتمد عليها أكثر من اللازم، ما قد يؤدي في النهاية إلى انهيار حزب يمينا، لكنه أعرب عن تقديره الكبير لها، ودعمها طوال الوقت، وطالب رجاله بالتوقف عن تقديم معلومات ضدها، لكن المصادر السياسية تعتقد أن اعتماده على مائير مسألة لافتة، لأنها صحفية عديمة الخبرة السياسية، بل إنها ظهرت منجذبة إلى صفوف اليسار، ولذلك فهي تتهم بأنها سحبت بينيت إلى اليسار، وفصله عن القاعدة الدينية اليمينية، رغم أنه لم يغير موقفه، فهو لا يزال يمينيًا.

في الوقت ذاته، فقد سعت مائير لإقامة علاقة ممتازة بين بينيت والبيت الأبيض، وكان لاجتماعها مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان دور في التغيير الذي طال انتظاره في موقف البيت الأبيض ضد إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، وساهمت بشكل كبير في إقناع الإدارة الأمريكية بالامتناع عن إنشاء قنصلية في القدس المحتلة للفلسطينيين، وتعزيز العلاقات مع أوروبا.

من الواضح أن استقالة مائير تفتح معركة المعسكرات في مكتب بينيت، لأن استقالتها شكلت تتويجا للمعركة الناشبة من الأساس بين طواقم مكتب بينيت، لا سيما تال غان تسفي رئيس طاقمه، ومستشار الاتصالات ماتان سيدي، ويوتام بن يتسحاق المتحدث السياسي باسم بينيت.. لكن منذ اللحظة التي غادرت فيها مائير فإنه يمكن القول إن عهد المعسكرات في ديوان رئيس الوزراء قد انتهى، صحيح أن رحيلها سيكون صعبًا على بينيت، لكنها ليست المرة الأولى التي يغادر فيها مستشارون في مكتب رئيس الوزراء، وهو ما يحدث بين حين وآخر.

 

0
التعليقات (0)

خبر عاجل