صحافة دولية

نجل شارون يهاجم بينيت: "خاضع" للفلسطينيين في الأقصى

المعتكفون تصدوا لاقتحامات قوات الاحتلال للأقصى- جيتي
المعتكفون تصدوا لاقتحامات قوات الاحتلال للأقصى- جيتي

رغم الهدوء النسبي في الأيام الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، والمسجد الأقصى خصوصا، فما زالت الأوساط الإسرائيلية توجه اتهاماتها نحو الحكومة لأنها أبدت خضوعا أمام الفلسطينيين، بزعم أن هذه السياسة تمنح المقاومة الفلسطينية القدرة على رفع رأسها، وتحصل على الوقود من جديد.

في الوقت ذاته، لا تخفي المحافل السياسية الإسرائيلية أنها خسرت المعركة الأخيرة مع المتظاهرين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، لأن هذه الأحداث تسببت في أصداء في جميع أنحاء العالم، ورغم أن نفتالي بينيت وحكومته حاولوا "احتواء" هذه الأحداث، فإنهم واجهوا نقصا في الحكم، وفوضى في دولة الاحتلال.

غلعاد شارون، نجل رئيس الحكومة الراحل أرئيل شارون، وعضو مركز حزب الليكود، ذكر في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "موافقة حكومة بينيت على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى ممن هم دون سن الخمسين، خطوة ليست مبررة، لأن ما حصل من معركة في القدس والأقصى، يشبه إصابة الجسم في مكان القلب، وإذا دارت المعركة في ذلك القلب، فهي معقدة وخطيرة".

وأضاف أن "ساحات المسجد الأقصى مليئة بأعلام حماس، والعلم الفلسطيني معلق على القبة الذهبية، بالتزامن مع قرار بينيت إغلاق المسجد الأقصى في وجه المستوطنين اليهود، لأنه باختصار أبدى خضوعا أمام المقاومة الفلسطينية التي لم تهدأ، بل على العكس، ترفع رأسها، وتغضب أكثر، والأحداث الأمنية التي يشهدها باب العامود دوما، ولا يبعد أكثر من كيلومترين فقط من مبنى الكنيست، يعني أن الأمر بات مسألة أمن قومي إسرائيلي، بدون مبالغة".

 

اقرأ أيضا: خبير عسكري: العبث بالأقصى كفيل بإشعال حريق في المنطقة


ورغم أن هذه الانتقادات التي يوجهها شارون الابن تحمل أبعادا حزبية وسياسية داخلية، فإنها تبدي استنكارها على تراجع بينيت عن مزاعمه بشأن حق اليهود المزعوم في القدس المحتلة، والآن يفرض قيودًا عليهم، بدليل أن الحشود الفلسطينية الغاضبة لا تهدأ في وجه الضعف والانطواء الإسرائيلي، على العكس من ذلك، فإن المواجهات تتزايد فقط.

ويأخذ معارضو بينيت عليه أنه تراجع أمام الفلسطينيين بعد صمته على حديث وزارة الخارجية الأمريكية عن "عنف المستوطنين"، والتزم الصمت في وجه دعوة رئيس الوزراء الأردني لوقف العنف، ومواجهة التصريحات المحرضة لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبهذه الطريقة لن يكون الهدوء في إسرائيل، لأن الضعف في هذه المنطقة يعني دعوة لمزيد من المواجهات والاحتجاجات الفلسطينية.

في الوقت ذاته، لا تتردد الأوساط الإسرائيلية في الاعتراف بأن السلوك الضعيف الذي اتبعه بينيت تجاه أحداث الأقصى يحمل أهدافا شخصية له تتعلق ببقائه في مقعد رئيس الحكومة، بغض النظر عن الثمن الذي دفعته دولة الاحتلال، وفي الوقت ذاته، شجع الفلسطينيين على المضي قدما في تثبيت أقدامهم في المسجد الأقصى، وقد اتبعوا أمام الاحتلال سياسة حافة الهاوية، التي أثبتت نجاحها في هذه الجولة.

التعليقات (0)