صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من تفتت التكتل اليميني بسبب مطامع شخصية

مكونات الائتلاف الحكومي لديهم أسباب شخصية وجيهة للانتقام من نتنياهو- جيتي
مكونات الائتلاف الحكومي لديهم أسباب شخصية وجيهة للانتقام من نتنياهو- جيتي

فيما تواجه دولة الاحتلال تحديات أمنية متلاحقة لمواجهة العمليات الفلسطينية المتزايدة، فضلا عن الجبهات الأخرى المتوترة حولها، فإن هناك تحديات لا تقل أهمية عن تلك الأمنية، وهي المتعلقة بالجوانب السياسية والحزبية، وسط حالة من عدم الاستقرار الحكومي، في ظل الاستقالات المتلاحقة في الائتلاف الحكومي، وتجميد القائمة العربية الموحدة لعضويتها في الحكومة.


في الوقت ذاته، تبدي محافل اليمين الإسرائيلي قلقها مما تعتبرها "الحقيقة التي لا يمكن إنكارها"، لأن أيديولوجية اليمين السياسي تتضاءل، بعد أن وضع كل الممثلين المنتخبين من المعسكر القومي جانبا كل مناقشاتهم حول أرض "إسرائيل"، و"الصهيونية"، و"الاستيطان"، و"الأمن"، و"الهوية اليهودية للدولة"، وانجذبوا إلى مصالحهم الحزبية الذاتية، بعيدا عن المفاهيم الأيديولوجية، وكأن الفيصل الحقيقي بات يتركز في شعار "فقط بيبي"، أو "فقط ليس بيبي". 


كالمان ليبسكيند الكاتب اليميني ذكر في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "الأيديولوجية التي طالما تغنى بها المعسكر اليميني في إسرائيل اقتربت من نهايته، وابتدأ ذلك مع غدعون ساعر الذي انسحب من حزب الليكود، وأنشأ حزبه "أمل جديد"، رغم أنه تمتع يوماً ما بنظرة قومية حادة، لكنه اليوم بات مستعبدا بالكامل لمصلحته الشخصية، وبات يقود حربا علنية ضد زعيم الليكود؛ ويستمر الأمر مع أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "يسرائيل بيتنا، الذي وافق على الجلوس مع أعداء إسرائيل في الائتلاف الحكومي لمجرد أن كراهيته لنتنياهو هو الشيء الوحيد الذي يفوق كراهيته لهم".

 

اقرأ أيضا: سيناريوهات محتملة بعد فقدان حكومة بينيت الأغلبية بالكنيست

وأضاف أن "العرض الحزين لنفتالي بينيت ورفاقه في حكومته الحالية، يتمثل في تجميعه لمجموعة من أعضاء الائتلاف الذين لا علاقة لهم بأي فكرة أيديولوجية جامعة، فقط تركزت مهمتهم في الانتقال من استوديو إلى استوديو قبل عام للمطالبة بإجراء الانتخابات، واليوم لم يبق شيء من الأيديولوجية التي دفعتهم للالتزام بالجلوس معاً، وإلا بماذا نفسر اجتماع يائير لابيد مع نفتالي بينيت، فضلا عن منصور عباس، الذي ينفي وجود إسرائيل كدولة يهودية". 


من الواضح أن مكونات الائتلاف الحكومي لديها أسباب شخصية وجيهة للانتقام من نتنياهو، لأنه تسبب لكل منهم بمرارة وخيبة أمل، لكن ذلك تسبب بموت بينيت صاحب الأفكار اليمينية، لأننا أمام بينيت جديد، خال من الأيديولوجيا، ومن التزاماته السابقة، ولم يعد يكفيه اليوم سوى أن يكون على بابه لافتة تعلن أن رئيس الوزراء جالس هنا، وأن اسم زعيم المعارضة مرتبط بنتنياهو، وكل شيء آخر أقل أهمية.


في المقابل، فإن الليكوديين، ومنذ يوم تشكيل الحكومة الحالية يسكبون النار والكبريت عليها، بزعم أنها "حكومة سيئة، وخطرة، وتنتقص من الهوية اليهودية للدولة، وتستسلم للحركة الإسلامية"، وأكثر فأكثر، ومثلما أبدى بينيت وليبرمان وساعر استعدادا للتخلص من كل الأيديولوجية التي نشأوا عليها طالما بقي نتنياهو في المعارضة، فإن الليكوديين على استعداد للتخلي عن جميع الخيارات لاستبدال "حكومة الكارثة"، طالما أن حزبهم يترأسه نتنياهو ذاته.

التعليقات (0)