سياسة عربية

ماذا يقول القانون الليبي في عودة "القذافي" للسباق الرئاسي؟

القذافي استبعد من قائمة المرشحين للانتخابات بسبب مخالفته لبندين من قانون انتخاب رئيس الدولة- الأناضول
القذافي استبعد من قائمة المرشحين للانتخابات بسبب مخالفته لبندين من قانون انتخاب رئيس الدولة- الأناضول

تسود الأوساط السياسية الليبية، حالة من الجدل في أعقاب عودة سيف القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل، إلى السباق الرئاسي من جديد، بعد أن رفضت محكمة ليبية في سبها الطعون التي قدمت ضد ترشحه.


ولبيان الرأي القانوني في عودة القذافي للتنافس في الانتخابات، قال الخبير القانوني، عبد الباسط الحداد؛ إن الحكم الذي صدر من لجنة الطعون الابتدائية بمحكمة سبها، والقاضي بعودة سيف القذافي إلى السباق الرئاسي، هو حكم ابتدائي وليس نهائيا، مشيرا إلى أن الحكم قابل للاستئناف خلال 72 من ساعة صدروه، أي حتى صباح يوم الأحد القادم.


ورأى الحداد في حديث متلفز تابعته "عربي21" أن الحكم يفترض أن يتم استئنافه من قبل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عن طريق أحد أعضاء إدارة القضايا، مؤكدا أنه حال تم الطعن عليه، ستنظر محكمة الاستئناف في الدعوى من جديد.


وشدد على أن "أحد أسباب هذه الطعون، بطلان الحكم الصادر من محكمة سبها، لصدوره بعد الموعد المحدد وفق للجدول الزمني الموضوع، ولكنه ليس السبب الرئيسي الذي يجعل المحكمة تلغي الحكم، وتقضي باستبعاد سيف القذافي من السباق الرئاسي".


وحددت مفوضية الانتخابات الجدول الزمني لمرحلة الطعون الانتخابية، والاعتراضات، على المرشحين للانتخابات الرئاسية، حيث يبدأ التسلسل الزمني للطعون الانتخابية ضد المترشحين في غضون 72 ساعة من نشر قوائم المرشحين، أمام لجان الطعون الابتدائية، التي يقع في دائرتها الموطن المختار للمطعون ضده.

لكن الحداد قال؛ إن "السبب الرئيس لاستبعاد القذافي، يكمن في أنه محكوم بالإعدام من محكمة جنايات طرابلس، حكما نهائيا واجب التنفيذ، وإن كان الحكم غيابيا، فإن نصوص قانون الإجراءات الجنائية تنص على أن ينفذ من الحكم الغيابي ما يمكن تنفيذه".

 

اقرأ أيضا: سيف القذافي يعود لسباق الرئاسة في ليبيا بحكم قضائي

وقال؛ إنه "معلوم لدى الجميع أن حكم الإعدام يحرم المتهم المحكوم من الحقوق المدنية مدى الحياة، وهذا يعني أن المحكوم ممنوع من مباشرة العديد من الحقوق المدنية، أولها يمنع من المشاركة في الانتخابات السياسية سواء كناخب أو منتخب".


وأكد أن الحكم الصادر بحق سيف الإسلام القذافي من محكمة طرابلس يحرمه من المشاركة بهذه الانتخابات، وفقا لنص المادة 33 من 34 من قانون العقوبات.


وإلى جانب ذلك، قال الحداد؛ إن القذافي مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، مشيرا إلى أن أمر القبض الصادر عن المحكمة ملزم للسلطات الليبية وواجب التنفيذ، باعتبار أن إحالة ليبيا لمحكمة الجنايات الدولية جاء بموجب قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع وهو ملزم لليبيا.


وإضافة إلى ذلك، أوضح الحداد أن "هناك ملفات مفتوحة لدى المدعي العام العسكري، تتهم سيف القذافي بجرائم ضد الانسانية وخطيرة ضد الدولة الليبية، ومطلوب القبض عليه بتلك الملفات، مشيرا إلى أن المدعي العسكري طالب المفوضية برفض ترشح القذافي بحكم أن الأخير مطلوب للعدالة.


ورأى الخبير القانوني أن "الإشكالية الكبيرة تكمن في ضعف القوات الشرطية والأمنية المنوط بها تطبيق القانون، إلى جانب عدم سيطرة قوات الحكومة على كامل المدن الليبية، ومن ثم فإن هناك عصابات مسلحة من الليبيين ومن المرتزقة يرفضون الانصياع للحكومة في طرابلس، وهذا واقع مرير للأسف، يعطل تنفيذ الأحكام القضائية".

 

وكانت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا استبعدت سيف نجل معمر القذافي من قائمة المرشحين للانتخابات في الخامس والعشرين من الشهر الماضي؛ بسبب مخالفته لبندين من قانون انتخاب رئيس الدولة.

وينص البند السابع من المادة العاشرة في قانون انتخاب رئيس الدولة على "ألا يكون محكوما عليه نهائيا في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة"، أما البند الخامس من المادة 17، فيدعو طالب الترشح إلى تقديم "شهادة الخلو من السوابق".

والقذافي محكوم عليه بالإعدام من قبل القضاء الليبي لتورطه في جرائم حرب في أثناء ثورة 2011، كما أنه مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، التي أصدرت بحقه مذكرة توقيف لا تزال سارية المفعول.

التعليقات (1)
أبو العبد الحلبي
الجمعة، 03-12-2021 03:04 م
لولا أننا نعيش في عالم يسيطر عليه التافهون الحاقدون المعادون لأمتنا بطريقة مريضة لما رأينا اثنين من المجرمين يترشحان للانتخابات في ليبيا . يقال "من أمن العقوبة ، أساء الأدب " لكن الأوضاع في وطننا العربي مزرية أكثر من حيث حرص المسيطرين على بقاء أي طاغية يسوم الناس سوء العذاب أي أن "من أمن العقوبة ، أجرم بدأب" . لن ننسى أن حافظ الأسد استمر في تحكمه بسوريا عقدين من الزمان بعد ارتكاب زبانيته المجازر في حماة و حلب و جسر الشغور و سجني صيدنايا و تدمر ، و ما استمر لقوته أو لذكائه و إنما لأنه كان ماسونياً عميلاً للدولة الأقوى في العالم التي دعمت بقاءه ثم عينت هذه الدولة بشار من بعده ليزيد من الأجرام و يتمادى فيه لأنه مدعوم . هذا ينطبق على كل متحكم ، فما دام يستند إلى تلك الدولة فهو لديه وظيفة ليقترف ما يتاح من الجرائم . سواءً أعطوا المنصب لحفتر أو لسيف بانتخابات مزيفة فإن مسلسل الإجرام سيستمر . كان الله في عون أهل ليبيا و في عون أي شعب عربي مظلوم مقهور مسحوق مقموع .