صحافة دولية

انتقاد إسرائيلي لأداء شعبة الاستخبارات.. تسببت لنا بحرج كبير

شيف: كوخافي وصف "حارس الأسوار" بأنه نجاح استخباري عظيم وكأن بدايتها لم تكن حرجا استراتيجيا بارزا- جيتي
شيف: كوخافي وصف "حارس الأسوار" بأنه نجاح استخباري عظيم وكأن بدايتها لم تكن حرجا استراتيجيا بارزا- جيتي
انتقدت صحيفة إسرائيلية أداء شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في ظل غياب حساب النفس.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في مقال أعده الكاتب الإسرائيلي عيناب شيف، إلى أن عقد المؤتمر السنوي لشعبة الاستخبارات الأسبوع الماضي في بئر السبع المحتلة، "لم يكن صدفة؛ فموضوع المؤتمر كان "تسجيل الدخول إلى النقب"، وتحدث العديد من المسؤولين، منهم: وزير الأمن، رئيس الأركان، رئيس شعبة الاستخبارات المنصرف ورئيس بلدية بئر السبع.. وكلهم "أثنوا على الخطوة، على اعتبار أنها تجسيد لحلم بن غوريون الصهيوني".

وأوضحت أن "المؤتمر لم يحتل عناوين رئيسة كثيرة؛ فهو لم يصدر عنه أقوال جديدة عن التهديدات التي تحيط بإسرائيل، والرسائل الموجهة إلى الخارج لم تتعد التأكيد كي تصل إلى الأذن الصحيحة، كما أنه لم يكشف تفاصيل سرية وعاصفة".

ولفتت الصحيفة إلى أن واقع مؤتمر الاستخبارات "كان مفاجأة سلبية، بالضبط للأسباب التي جعلت الموقف مثيرا للفضول"، مضيفة أنها "لم تكن الفترة الأخيرة بسيطة على الاستثمارات؛ فحملة "حارس الأسوار" (الاسم الذي أطلقه الاحتلال على العدوان الأخير على قطاع غزة) بدأت بالفشل في توقع قرار يحيى السنوار ونار الصواريخ على مستوطنات القدس، ما خلق ميزانا جديدا وحساسا حيال حماس".

وتابعت: "لاحقا جاءت "حملة التضليل" التي جرى الحديث عنها وولدت إنجازات أقل بكثير مما تم تسويقه للجمهور، وعندها انكشفت قضية ضابط الاستخبارات الذي انتحر، وطرحت أسئلة عسيرة عن سلوك الجيش حتى قبل القصور الظاهر في السجن العسكري".

وذكرت أنه "في الأسبوع الماضي قبل يوم من حديث رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي عن كم هي الاستخبارات ذكية ومميزة و"تجعل قدراتنا أكثر أخلاقية"، مرة أخرى رفعت للعناوين الرئيسة قضية شركة "NSO" الإسرائيلية (صاحبة برنامج التجسس "بيغاسوس")، وكان هذا تذكيرا أليما بما يمكن أن تفعله أفضل العقول التي خرجت من وحدة مثل "8200" (تابعة للجيش مسؤولة عن التجسس الإلكتروني) بعد أن انتهوا من تحويل قدراتنا إلى أكثر أخلاقية بكثير"، في إشارة إلى الاستهزاء من حديث رئيس الأركان.

ونبهت "يديعوت" إلى أن هذه القضية "لم تشغل بال الحاضرين"، منوهة إلى أن "كوخافي وصف "حارس الأسوار" كنجاح استخباري عظيم، وكأن بدايتها لم تكن حرجا استراتيجيا بارزا (حيث بادرت المقاومة بقصف المستوطنات الإسرائيلية ردا على استمرار العدوان على القدس وأهلها)، ولعل أيا من المسؤولين لم يرغب في تخريب الاحتفال مع بعض النقاط التي ينبغي فيها الاعتراف بالأخطاء، كي يثبت أن قدرة التعليم لدى الجيش عامة وشعبة الاستخبارات خاصة، لا ترتبط فقط بالتحسينات في المجال المسمى "السايبر الهجومي".

ورأت أن "القيادة الحقيقية، من النوع الذي يدعي الجيش الإسرائيلي أنه يمثلها، لا تطمس المشاكل ولا تتجاهل العوائق"، موضحة أن "المركزية المتزايدة للاستخبارات في الأمن القومي وبعد ذلك في الاقتصاد، تعزز فقط الواجب للإيضاح المرة تلو الأخرى؛ ما هو المسموح به وما هو المحظور، ما كان صحيحا في حينه ويحتاج الآن إلى تعديل، وما الذي يتطلب الإصلاح السريع قبل الاضطراب التالي".

وقالت: "هذا هو الخط الذي يربط بين الأحداث آنفة الذكر، ولا سيما الإحساس بجعل الاستخبارات النخبة الجديدة التي تتعاطى مع الميول في عمق السيليكون؛ الكثير من الكفاءة، الغرور الذي لا نهاية له، القليل جدا من الانسجام الفكري وتقريبا بلا أي حساب للنفس".

0
التعليقات (0)