سياسة دولية

تفاصيل "مؤامرة إيرانية" لاختطاف صحفية أمريكية.. وموقف طهران

واشنطن أكدت استعدادها لمواصلة المحادثات النووية مع طهران رغم مؤامرة اختطاف صحفية أمريكية- جيتي
واشنطن أكدت استعدادها لمواصلة المحادثات النووية مع طهران رغم مؤامرة اختطاف صحفية أمريكية- جيتي

أكدت واشنطن، الخميس، استعدادها لمواصلة المحادثات النووية مع طهران، رغم انتقادها المؤامرة المزعومة عن محاولة أربعة عملاء إيرانيين اختطاف صحفية وناشطة إيرانية أمريكية على أراضي الولايات المتحدة.

 

وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت عن توجيه اتهامات إلى 4 إيرانيين في مؤامرة لخطف صحفي أمريكي وناشط في مجال حقوق الإنسان من مدينة نيويورك، دون الكشف عن هوية الضحية، وفقًا للائحة الاتهام التي نشرتها محكمة اتحادية في نيويورك، الثلاثاء.

 

وبينما نفت طهران تلك الاتهامات، أكدت الناشطة البارزة مسيح علي نجاد، التي قادت حملة ضد فرض الحجاب في إيران، أنها كانت الشخصية المستهدفة.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في مؤتمر صحفي، إن الإدارة لديها "مجموعة أدوات موسعة للغاية" للرد على العدوان الإيراني "عندما يكون ذلك في مصلحتنا وعندما يكون من المناسب القيام بذلك"، لكنه رفض ذكر أي خطوات محددة قد تتخذها بلاده في هذه الحالة.

 

وردا على سؤال من صحفي عن إمكانية تطبيق "حظر خاشقجي" ضد إيران، قال برايس: "أنا لا أضع أو أستبعد أي شيء، لكنك محق تمامًا، فلدينا عدد من الأدوات تحت تصرفنا، بما في ذلك حظر خاشقجي. لقد تم استخدامه وتطبيقه بالفعل في عشرات الحالات، لكننا نراجع دائمًا الحالات التي قد تكون متورطة في حظر خاشقجي والتي قد يكون من المناسب استخدامه تجاهها".

وكان وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن قد أعلن في شباط/فبراير الماضي، بعد نشر تقرير الاستخبارات الأمريكية عن مقتل خاشقجي، عن إقرار سياسة جديدة باسم "حظر خاشقجي".

وتسمح هذه السياسة لوزارة الخارجية بفرض قيود على التأشيرات على الأفراد الذين يُعتقد أنهم شاركوا، نيابة عن حكومة أجنبية، بشكل مباشر في أنشطة جادّة مناهضة للمعارضين خارج الحدود الإقليمية، بما في ذلك قمع ومضايقة ومراقبة وتهديد أو الإضرار بالصحفيين أو النشطاء أو غيرهم من الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم منشقون، بسبب نشاطهم.

كما تشمل هذه السياسة أولئك الذين ينخرطون في مثل هذه الأنشطة ضدّ عائلات هؤلاء الناشطين والمعارضين أو المقربين منهم. ويمكن لسياسة تقييد التأشيرة هذه أن تمتدّ لتشمل أفراد عائلات الأفراد الذين يقومون بهذه الممارسات، عند الاقتضاء.

وقالت علي نجاد في مقابلة هذا الأسبوع عقب علمها بأن ممثلي ادعاء اتحاديين أمريكيين وجهوا اتهامات لأربعة إيرانيين بالتآمر لاختطافها "سرت القشعريرة في جسدي وبكيت. لكن هذه معركتي. لم أفعل شيئا سوى التعبير عن آراء الناس".

ولم يتم الكشف عن شخصية علي نجاد في أوراق القضية التي رُفعت عنها السرية يوم الثلاثاء باتهام الإيرانيين الأربعة لكنها أكدت لرويترز أنها الشخص المستهدف في المؤامرة.

وعرضت مقطع فيديو لوجود الشرطة بشكل شبه دائم خارج بيتها في نيويورك بهدف حمايتها.

وتضمنت أوراق الدعوى التي تم الكشف عنها اللقطة التي قال ممثلو الادعاء إنها ضبطت على جهاز إلكتروني وعليها كتابات باللغة الفارسية.

وتقول السلطات الأمريكية إن المؤامرة جزء من جهود متصاعدة من جانب الجمهورية الإسلامية لمضايقة الناشطين الإيرانيين في الخارج ومراقبتهم واختطافهم.

ووصف سعيد خطيب زادة المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اتهامات الاختطاف بأنها "لا أساس لها وسخيفة".

غير أن طهران قالت خلال العامين الأخيرين إنها ستعزز عملياتها الاستخباراتية في الخارج ردا على العقوبات والتصرفات العسكرية الأمريكية مثل قتل الجنرال قاسم سليماني.

وقد استعان الإيرانيون الأربعة المتهمون في الدعوى بمخبرين خصوصيين في مانهاتن لمراقبة علي نجاد وأسرتها. وتقول السلطات الأمريكية إن ضباط الاستخبارات الإيرانية كانوا يتدبرون كيفية نقل علي نجاد سرا من نيويورك عن طريق البحر إلى أمريكا الجنوبية.

يقول ممثلو الادعاء إن شبكة ضباط المخابرات الإيرانية ذاتها استهدفت أربعة ناشطين آخرين على الأقل في كندا وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة واستعانوا بمحققين محليين من القطاع الخاص لتصوير مداخل بيوتهم وتتبع أفراد أسرهم ومراقبة اتصالاتهم.

وتقول السلطات إنه قبل أن تبدأ مؤامرة اختطاف علي نجاد في 2020 بذل ضباط المخابرات عدة محاولات فاشلة لإغرائها بالتوجه إلى تركيا وذلك بالضغط على أفراد من أسرتها لدعوتها لحضور مناسبة يلتئم فيها شمل العائلة.

وقالت علي نجاد إن شقيقها حذرها من الخطة.

وأضافت: "أخي فضحها وأُلقي القبض عليه" في إيران. وقالت إن أفرادا آخرين من أسرتها ممن يعيشون في إيران أُرغموا على التنديد بها على الملأ.

التعليقات (0)