اقتصاد دولي

بريطانيا تستضيف أول قمة حضورية لـ"G7" منذ جائحة كورونا

جونسون: مجموعة السبع توفر "فرصة هائلة" للتعافي العالمي من الوباء- جيتي
جونسون: مجموعة السبع توفر "فرصة هائلة" للتعافي العالمي من الوباء- جيتي

استضافت بريطانيا، الجمعة، أول قمة يعقدها قادة مجموعة السبع بحضور شخصي منذ نحو عامين، وسط تصميم على تأكيد وحدتهم في مواجهة الأزمات العالمية بدءا بالمناخ ووباء كورونا مع التركيز على إعادة توزيع مليار جرعة لقاح ضد كوفيد-19. 

 

وبعد أشهر من لقاءات عبر الفيديو، يلتقي قادة الدول حول الطاولة نفسها للبحث في المشكلات العالمية خلال حفل استقبال مع الملكة إليزابيث الثانية الجمعة وحفلة شواء على الشاطئ السبت. وتستمر الاجتماعات حتى الأحد.

 

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة بأول قمة يعقدها قادة مجموعة السبع بحضور شخصي منذ نحو عامين، مشيرا إلى "فرصة هائلة" لبدء التعافي من أزمة كورونا.


وأكد في مستهل الجلسة الأولى لاجتماع القادة في كورنوال في جنوب غرب انجلترا ضرورة تحقيق مزيد من المساواة في العالم مستقبلا.

 

وأضاف: "علينا التأكد عندما نتعافى بأن نتقدّم ونعيد البناء بشكل أفضل. لدينا فرصة هائلة للقيام بذلك كمجموعة السبع".

وتجمع أول قمة حضورية منذ نحو عامين، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا واليابان والولايات المتحدة في منتجع كاربيس باي الساحلي في شمال غرب إنجلترا. 

 

ويتوقع أن يتفق قادة الدول السبع على توفير "ما لا يقل عن مليار جرعة" وزيادة قدرات الإنتاج مع هدف يقوم على "القضاء على الجائحة في 2022" على ما أفادت رئاسة الحكومة البريطانية.

ووعدت الولايات المتحدة بتوفير نصف مليار جرعة فيما التزمت بريطانيا بمئة مليون أخرى عبر آلية كوفاكس العالمية لتشارك اللقاحات خصوصا.

إلا أن المنظمات غير الحكومية تعتبر ذلك غير كاف. وقالت منظمة أوكسفام إن 11 مليار جرعة على الأقل ستكون ضرورية لاستئصال الوباء الذي تسبب بوفاة 3,7 ملايين شخص في العالم. وتدعو إلى تعليق براءات الاختراع للسماح بإنتاج كبير. وتؤيد واشنطن وباريس ذلك فيما تعارضه ألمانيا بقوة.

وربع الجرعات الـ 2,3 مليار التي أعطيت في العالم حتى الآن إنما أعطيت في دول مجموعة السبع التي تضم 10% من سكان العالم. والدول "الضعيفة الدخل" بحسب تصنيف البنك الدولي حصلت حتى الآن على 0,3% فقط من الجرعات.

 

وستكون مكافحة الاحترار المناخي أولوية أخرى في القمة التي تعتمد الحياد الكربوني، قبل مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي حول المناخ (مؤتمر الأطراف السادس والعشرون) المقرر في تشرين الثاني/نوفمبر في اسكتلندا.

ويطمح بوريس جونسون إلى "ثورة صناعية خضراء" مع هدف خفض نصف انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة بحلول 2030.

للحفاظ على التعددية الحيوية، يرغب في أن تتعهد مجموعة السبع بحماية "30% على الأقل" من الأراضي والمحيطات بحلول ذلك التاريخ.

ويرتقب أن تشجع مجموعة السبع الاستثمارات في البنى التحتية المراعية للبيئة في الدول النامية لتحفيز اقتصادها وجعله خاليا من الكربون.

بحسب المسؤول الأمريكي فإن الأمر يتعلق باقتراح مضاد "لطرق الحرير الجديدة"، المشروع الكبير للصين الهادف إلى بناء البنى التحتية في الخارج لزيادة نفوذها.

وقال إن "مجموعة السبع ستعتمد آلية تلغي الفساد، ذات معايير عالية وشفافة تحترم المناخ للاستثمار في البنى التحتية الحسية والرقمية والصحية في الدول ذات الدخل المحدود والمتوسط".

وقبل القمة، اعتمد بوريس جونسون وجو بايدن موقفا موحدا بشأن ضرورة التحرك على صعيد المناخ مع إقرار "ميثاق الأطلسي" الجديد الذي يشدد أيضا على ضرورة مواجهة الهجمات الالكترونية.

وفيما يتفق الحليفان الكبيران على الملفات الدولية الرئيسية مثل التحديات التي تشكلها الصين وروسيا وستطرح خلال قمة مجموعة السبع، لا يزال التشنج قائما بين الطرفين بشأن إيرلندا الشمالية التي هي في صلب خلاف بين لندن والاتحاد الأوروبي إثر بريكست.

وفي حين امتنع جو بايدن الذي له أصول إيرلندية عن أي انتقاد علني، ينوي القادة الأوروبيون تذكير بوريس جونسون بتمسكهم بالاتفاقات الموقعة التي تريد لندن إعادة النظر فيها في مواجهة الغضب في هذه المقاطعة البريطانية. 

وبحسب الشرطة المحلية تظاهر حوالي ثلاثة آلاف شخص مساء الخميس في بلفاست ضد الإجراءات الجديدة التي اعتمدت بعد بريكست.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حذر الحكومة البريطانية الخميس من أن الاتفاقات الموقعة "ليست قابلة لإعادة التفاوض"، فقد رد عليه وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الجمعة قائلا إن "وحدة أراضي المملكة المتحدة" غير قابلة للتفاوض.

 

التعليقات (0)