صحافة دولية

بلومبيرغ: الرياض تحاول تبييض سمعتها بقضية خاشقجي خارج واشنطن

واشنطن - CC0
واشنطن - CC0

قالت وكالة "بلومبيرغ" إن السعودية تحاول تبييض سمعتها في خارج العاصمة الأمريكية، بعد فضيحة قتل الصحفي، جمال خاشقجي.


وأضافت الوكالة في تقرير لها ترجمته "عربي21"، أن السفيرة السعودية في أمريكا، الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، قامت، قبيل إغلاق السفر بسبب جائحة كورونا الربيع الماضي، بزيارة إلى محكمة وايومنغ العليا في شايان للتحدث عن حقوق المرأة مع ثلاث قاضيات في المحكمة.


وفي تموز/ يوليو، تحدثت الأميرة عن خطط بلدها للإصلاح الاجتماعي والتنويع الاقتصادي جنبا إلى جنب مع سيدات الأعمال الرائدات في مؤتمر افتراضي على زوم استضافته مؤسسة "كولورادو بيزنس".


وفي تشرين الأول/ أكتوبر، انضمت إلى الاجتماع الشهري للجنة التوجيه والشبكات النسائية التابعة لغرفة التجارة في سيوكس سيتي، أيوا، لمناقشة دور المرأة في القوى العاملة، بعد أن قدمها المدير التنفيذي لمركز مراقبة السموم في ولاية أيوا.


ولفتت الوكالة إلى أن زيارات السفيرة تؤكد تحويل التركيز السعودي خارج واشنطن، لترميم صورتها بعد ضربات مثل مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي كان يكتب في صحيفة واشنطن بوست عام 2018، وتورط الرياض في الحرب في اليمن، وفقدان حليفها المقرب دونالد ترامب.

 

اقرأ أيضا: WP: شركات العلاقات العامة بواشنطن تواصل الترويج لابن سلمان

وذكرت أنه "بعد أشهر قليلة من وصول الأميرة ريما إلى واشنطن، استأجرت السعودية مجموعة لارسون شاناهان سليفكا "LS2" ومقرها ولاية آيوا، وفقا لوثائق قانون تسجيل الوكلاء الأجانب المقدمة إلى وزارة العدل".


كما عقدت السفارة السعودية فعاليات افتراضية مع مجلس إنديانا للشؤون العالمية، حيث تحدثت الأميرة عن العلاقات الأمريكية السعودية، وجامعة ولاية ميشيغان، والتي تضمنت المتحدث باسم السفارة، وفقا لملفات"LS2".


بدوره، قال فهد ناظر المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن في رسالة بالبريد الإلكتروني للوكالة: "نحن نقدر حقيقة أن الأمريكيين خارج واشنطن مهتمون بمعرفة المزيد عن التطورات في السعودية، والعديد منهم، بما في ذلك مجتمع الأعمال والمؤسسات الأكاديمية ومجموعات المجتمع المدني، حريصون على الحفاظ على علاقات طويلة الأمد مع المملكة أو تنمية علاقات جديدة".


وقالت بلومبيرغ، إن المملكة فقدت داعما قويا في واشنطن عندما خسر ترامب الرئاسة، الذي كان قد جعل السعودية محور سياسته في الشرق الأوسط. 


وعلى النقيض من ذلك، أصدر الرئيس جو بايدن تقريرا استخباراتيا عن مقتل خاشقجي، على الرغم من أن إدارته لم تصل إلى حد فرض عقوبات مباشرة على ولي العهد، محمد بن سلمان.

 

اقرأ أيضا: بلينكن: ابن سلمان سيقود بلاده لفترة طويلة وعلينا العمل معه

ولفتت إلى أن الأميرة ريما أبقت نشاطها في واشنطن على وتيرة منخفضة حيث حاول المشرعون من كلا الحزبين معاقبة المملكة بفرض عقوبات وخفض المساعدات العسكرية.


وشرعت الأميرة، التي تحمل شهادة من جامعة جورج واشنطن ولها سمعة كمدافعة عن المرأة، في جولة في جميع أنحاء أمريكا، للترويج للتقدم الذي حققته السعودية في مجال حقوق الإنسان وتعزيز العلاقات الاقتصادية القوية، بحسب ما ذكرت يو إس إيه توداي في وقت سابق عن حملتها التوعوية.


وبالرغم من أن العديد من أعضاء جماعات الضغط قد قطعوا عقودهم مع المملكة بعد مقتل خاشقجي، إلا أن المملكة لا تزال تعمل مع العديد من الشركات التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، بما في ذلك مكاتب المحاماة هوغان لوفيلز وكينغ آند سبالدينغ، التي تربطها بها علاقات طويلة الأمد، وشركة كورفيز للشؤون العامة.


وفي العام الماضي، تلقى مكتب هوغان لوفيلز أعلى أجر بين جماعات الضغط التي تعمل لصالح المملكة، حيث حصل على مليوني دولار، وفقا للبيانات التي تم جمعها من قبل مركز السياسة المستجيبة.


ويتزامن تغيير المملكة في التكتيكات مع تحول أوسع في الضغط الأمريكي من قبل الدول العربية.
وبعد مقاطعة قادتها السعودية في الخليج العربي، كثفت قطر بشكل كبير من جهود الضغط في أمريكا مع خروج ترامب من البيت الأبيض، ورأت فرصة لكسب النفوذ مع إدارة بايدن وسرعان ما استأجرت سبع شركات في ثلاثة أشهر للقيام بذلك، للضغط والعمل الاستشاري.


واتبعت الإمارات استراتيجية مماثلة لتلك التي اتبعتها المملكة في السنوات الأخيرة، لكن إنفاق الإمارات للضغط يفوق بكثير إنفاق جارتيها، حيث أنفقت 16 مليون دولار في 2020، في حين أنفقت قطر 11 مليون دولار والسعودية 8 ملايين دولار. بحسب "بلومبيرغ".


وحتى مع تزايد المنافسة من جيرانها الخليجيين في لعبة التأثير في واشنطن، تُظهر جولات الأميرة ريما المستمرة عبر البلاد أن السعودية تعمل على إعادة بناء علاقتها مع أمريكا من الألف إلى الياء، كل ولاية على حدة، بينما تنتظر لتهدئة الغبار في العاصمة.

0
التعليقات (0)