ملفات وتقارير

تحذير إسرائيلي من خطر يتهدد الاحتلال: قدراتنا بالحكم تتآكل

بار-إيلي: الواقع يفاقم تحطم الساحة السياسية والصعوبة في إنتاج حزب حاكم يديره- جيتي
بار-إيلي: الواقع يفاقم تحطم الساحة السياسية والصعوبة في إنتاج حزب حاكم يديره- جيتي

حذر كاتب يميني إسرائيلي، من خطر كبير يتهدد الاحتلال الإسرائيلي، الذي قال إنه يعيش في هذا الوقت تآكلا خطيرا جدا في قدرته على الحكم، وتحطم ينال من الساحة السياسية.


وقال الكاتب الإسرائيلي آفي بار-إيلي في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم": "يلوح أن بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة وزعيم حزب الليكود) يخسر في معركته ضد من ينهضون لخلافته، ففي 4 معارك انتخابية تغلب نسبيا وبشكل غير متوقع على تهمة الرشوة الملتصقة به".


وبين أن "نتنياهو لم ينجح في جلب ناخبين كثرٍ له لصناديق الاقتراع في الانتخابات الرابعة، وليس له ما يكفي من القوة الآن ليحطم مقاومة الساعين للحلول محله"، علما بأن الفترة التي منحت لها من قبل رئيس الاحتلال لتشكيل الحكومة تنتهي مساء الثلاثاء القادم الساعة الـ12 ليلا.


ورأى بار-إيلي، أن "الحكومة التي تتشكل الآن بين مائير لبيد، وأفيغدور ليبرمان، ونفتالي بينيت وجدعون ساعر، إلى جانب بيني غانتس واليسار، تنبع من سيطرة نتنياهو رغم عدم قدرته على تشكيل حكومة، وهؤلاء الشركاء هم خصوم الواحد للآخر، وكل واحد منهم وحده غير قادر على أن يخلق حزبا حاكما بديلا عن الليكود برئاسة نتنياهو، وعليه، وبلا مفر، ورغم المنافسة الشديدة السائدة بينهم، لعلهم ينجحون في الاتحاد ضده".


وأكد أن التهم الموجهة لنتنياهو "تساعدهم على الاتحاد ضده، ولكن الاتهامات نفسها ليست هي السبب الحقيقي لهذا الائتلاف الغريب، بل الطموح والإحباط الذي يبعثه ظل نتنياهو عليهم، فالاتهامات لم تمنع ساعر مثلا من أن يعرض نفسه لثقة الجمهور ثلاث مرات في قائمة الليكود بقيادة نتنياهو، وهي لم تمنع بينيت من الارتباط بـ"كتلة اليمين" التي أقامها نتنياهو".


وأضاف: "هي لم تمنع ليبرمان من التفاوض على الانضمام لحكومة نتنياهو في 2019، ولبيد "طاهر اليدين" إن جاز التعبير، فقط لأنه لم يتم التحقيق في علاقاته المشكوك بها مع موزيس (في قضية "إسرائيل اليوم")، ولكن هذه العلاقات تقوض إلى حد كبير الصدمة المسرحية من "المتهم"، إذ إن الحديث يدور عن العلاقة السياسية–الإعلامية ذاتها حقا".


ونبه الكاتب إلى أنه "لأي من مقيمي الحكومة المتشكلة، لا يوجد وزن شخصي أو قوة حزبية-برلمانية كافية، ولهذا فهم ملزمون بالاتحاد، وليس لهم بالطبع أي خطة عمل مشتركة باستثناء "فقط لا بيبي"، ولهذا فإن الائتلاف المتشكل يعاني في أساسه من نقص الشرعية والاستقرار، كما أنه لا يوجد حزب حاكم يحمله ولا مضمون سياسي يجمعه، باستثناء رعب مشترك من انتخابات مبكرة".


ولفت إلى أن "القوة التي ترص صفوفهم والمتمثلة برعب كهذا، محدودة، لأن الانتخابات ستعرض للخطر بالأساس رئيس الوزراء المرشح بينيت وحليفه ساعر، ورئيس وزراء يدرك أن انتخابات مبكرة ستصفيه كرئيس وزراء قابل للابتزاز وحكومته ستكون ضعيفة، مآلها أن تصطدم بكل حجر في طريقها ويسيطر عليها الشركاء، أو أن تتفكك من الداخل".


وقدر أن "الحكومة التي تقام الآن تسير على الطريق التكافؤي لحكومة نتنياهو–غانتس، فلا يوجد فيها حزب حاكم، زعيم يؤيده الجمهور الغفير، برنامج سياسي صغير ومفاهيم مشتركة ترد بقوتها مثلا على التطورات الخطيرة من جبهة واشنطن–إيران".


وتابع: "كل هذه النواقص تستدعي بينيت–لبيد، أن يعمدا إلى الإحباطات المتبادلة الشالة، والتي ستكون دركا أسفل غير مسبوق في تدهور طريقة الانتخابات النسبية والهدامة لدينا"، موضحا أن "ظاهرة التعطيل المتبادل معروفة لنا منذ حكومات الوحدة في 1984- 1990، والتي كانت "البلاستر" الأولى التي ألصقت على طريقة الانتخابات، وكانت الانتخابات الشخصية لرئاسة الوزراء "البلاستر" الثانية التي ألصقت على طريقة الانتخابات الفاشلة، التي بادرت إليها الأحزاب".


وأفاد بار-إيلي، بأن هذا الواقع "يفاقم تحطم الساحة السياسية والصعوبة في إنتاج حزب حاكم يديرها"، لافتا إلى أن "حكومة نتنياهو-غانتس كانت "البلاستر" الثالث، وأما الحكومة التي تقام حاليا فستكون أسوأ منها".


وخلص الكاتب إلى أن "إسرائيل تعيش تآكلا خطيرا جدا في إدارة الحكومات التي ننتخبها، الرسمية الإسرائيلية التي تتضعضع، بسبب طريقة الانتخابات المتطرفة لدينا، والتي توقفت تدريجياً عن تشكيل حزب حاكم، وعقب التسييس الفاسد الذي يفسد النيابة العامة ومحكمة العدل العليا".

0
التعليقات (0)