سياسة تركية

بعد تثبيت وقف إطلاق النار.. ما أولويات تركيا القادمة بإدلب؟

 لدى تركيا أولويات في سياستها الخارجية منها إدلب مع اهتمام حالي كبير بعمليات شمال العراق- الأناضول
لدى تركيا أولويات في سياستها الخارجية منها إدلب مع اهتمام حالي كبير بعمليات شمال العراق- الأناضول

أكد رئيس وفد المعارضة في مباحثات "أستانا" أحمد طعمة، أن الأطراف الضامنة لمسار أستانا (تركيا، روسيا، إيران) أكدت خلال الجولة الأخيرة التي اختتمت، الأربعاء، على تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، الذي جرى في آذار/مارس 2020.

وأضاف لـ"عربي21" أن الأمور تسير بشكل جيد نحو تحويل هذا الاتفاق إلى اتفاق نهائي ودائم، قائلاً: "باعتقادي اتفقت الدول الضامنة على جعل الاتفاق نهائيا، والنظام يحاول عدم الالتزام، غير أن المعارضة لديها من أدوات الرد ما يمكنها من الرد على أي خرق من النظام".

وتثار تساؤلات حول أولوية تركيا في إدلب للفترة المقبلة، بعد تثبيت وقف إطلاق النار، وما إن كانت ستواصل الدفع بتعزيزات عسكرية لتعزيز انتشارها في شمال غرب سوريا.

وفي رده على ذلك، قال المحلل السياسي التركي، باكير أتاجان، إن التوافقات على إدلب ليست الأولى من نوعها، لكن سرعان ما يعاود النظام السوري والأطراف الداعمة له خرقها.

وأضاف لـ"عربي21"، أنه قياسا على التجارب السابقة، ستواصل تركيا سياسة الردع في إدلب، لحماية الشعب السوري في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وربما سيكون الرد مضاعفا على أي خرق يهدد أمن تلك المناطق.


اقرأ أيضا : المعارضة لـ"عربي21": تثبيت الهدنة بإدلب أهم مخرجات أستانا 15


من جانبه، قال الصحفي التركي، حمزة خضر، إن ما جرى في "أستانا" كان حاجة تركية وروسية وإيرانية، نظرا لحاجة الأطراف إلى الهدوء حاليا في ملف إدلب، للتركيز على ملفات أخرى.

وفي حديثه لـ"عربي21" أكد أن لدى تركيا أولويات في سياستها الخارجية، وإدلب من بينها، غير أن التطورات العسكرية في شمال العراق، باتت تحظى بأهمية قصوى لدى تركيا في هذا الوقت.

وأوضح خضر أن لدى تركيا رغبة بتهدئة الأوضاع العسكرية في سوريا، للتركيز على شمال العراق، وكذلك لدى روسيا أولويات أخرى في الملف السوري بعيدا عن إدلب، بمعنى أن أطراف أستانا تحاول في هذه الفترة ضبط إيقاع الصراع غربي الفرات، للتركيز على المناطق الواقعة شرقه.

بدوره، رجح الكاتب الصحفي والناشط السياسي، مصطفى النعيمي، أن تواصل تركيا التركيز على تعزيز نقاطها العسكرية المتقدمة في ريف إدلب الجنوبي في محاولة لتثبيت خط وقف إطلاق النار الحالي، وحتى تبعث برسائل لقوات النظام والمليشيات الإيرانية بأنها ليس لديها القدرة على أي معركة مستقبلية.

وقال لـ"عربي21"، إن تثبيت نقاط خارطة إدلب الحالية، سيعطي لتركيا الفرصة للمساهمة في عملية إنشاء مشاريع اقتصادية في محافظة إدلب، ومن أبرز تلك المشاريع استجرار الكهرباء، وربما في القريب العاجل سيتم إنجاز مشاريع اقتصادية أخرى.

وكانت الدول الثلاث الضامنة لمسار "أستانا" قد شددت في بيانها الختامي للجولة الأخيرة، الأربعاء، على ضرورة التنفيذ الكامل لجميع اتفاقات التهدئة في محافظة إدلب في سوريا، مؤكدة دعمها لعمل اللجنة الدستورية، وحددت منتصف العام 2021 موعدا للاجتماع المقبل.

التعليقات (0)