صحافة دولية

الغارديان: شغب مؤيدي ترامب الوجه الحقيقي لأمريكا

أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس الأربعاء وسط أعمال عنف- جيتي
أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس الأربعاء وسط أعمال عنف- جيتي

سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على أعمال العنف التي أحدثها أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب في الكونغرس، معتبرة أن ما قدمه هؤلاء يمثل الوجه الحقيقي لأمريكا.


وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن ترامب كان مستعدا منذ شهور لمذابح ضد النظام السياسي الذي رفعه إلى أقوى منصب، إذا هدده بالتخلص منه.


ولفتت إلى أن النتائج والفوضى التي حدثت الأربعاء أكدت أن الحزب الذي مكنه من الصعود ثم خاف منه أصبح محطما وانقسم إلى درجة أن الجمهوريين خسروا مقعدي مجلس الشيوخ في معقلهم الجنوبي في جورجيا، وفي اللحظة التي اقتحم فيها أتباع ترامب مبنى الكابيتول، انقسم الجمهوريون إلى فصائل متناحرة.


وتابعت الصحيفة أن عشرات من أعضاء مجلس الشيوخ وأكثر من مائة عضو في مجلس النواب كانوا مستعدين للتصويت ضد المصادقة على النتائج المؤكدة للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر.


لكن نائب الرئيس مايك بنس، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، ومعظم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أرادوا القفز من قطار ترامب قبل أن يصل إلى محطته الأخيرة، وحاولوا وضع حد لتوهم الرئيس المحموم بأن الرئاسة ستُعاد إليه بعد الهزيمة الانتخابية.

 

اقرأ أيضا: حشد لـ"محاسبة ترامب".. هل يتنحى طوعا باللحظات الأخيرة؟

كان إعلان بنس أنه سيتبع الدستور ويقر بنتيجة الانتخابات، بدلا من محاولة تغييرها، هو الذي أثار غضب ترامب على ما يبدو، وأطلق الأحداث التي أدت إلى تحريك الأمور وفي المحصلة إلى اقتحام مبنى الكابيتول.


وبينما كان يتم اصطحاب أعضاء مجلس الشيوخ إلى مكان آمن، ورد أن عضوا قياديا في الحزب الجمهوري، المرشح الرئاسي السابق ميت رومني، قال لزعيم الموالين، تيد كروز: "هذا ما جنيتموه" .


وشددت الصحيفة على أنه قبل أقل من ساعة من انتهاك مبنى الكابيتول، قال ترامب لمؤيديه: "نريد أن نحترم الجميع جدا - الأشخاص السيئون. وسيتعين علينا القتال بقوة أكبر"، وأخبرهم أن يسيروا من البيت الأبيض على طريق ناشيونال مول إلى مبنى الكابيتول "لإنقاذ ديمقراطيتنا". حتى أنه قال إنه سيذهب معهم، لكنه كان مجرد وعد آخر ليس لديه نية للوفاء به، حيث أخذ موكبه لحوالي مئة ياردة عودة إلى البيت الأبيض.


وتابعت: "قال لهم ترامب اذهبوا إلى الكونغرس بسلام ووطنية، لكن بعد دقائق، سقطت الحواجز خارج مبنى الكابيتول وكان الغوغاء يهجمون".


وبعد ساعات من اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول، أصدر ترامب مقطع فيديو يقول لهم: "اذهبوا إلى بيوتكم، نحن نحبكم، أنتم مميزون جدا". لكنه استخدم مقطع الفيديو أيضا لتكرار مزاعمه التي لا أساس لها بشأن "تزوير" الانتخابات التي خسرها.

 

اقرأ أيضا: MEE: ما جرى في الكونغرس عكس "روح أمريكا"

مع حلول الليل على العاصمة، غرد: "هذه هي الأشياء والأحداث التي تحدث عندما يتم تجريد فوز مقدس ساحق في الانتخابات بشكل وحشي ومهين من الوطنيين العظماء الذين عوملوا معاملة سيئة وغير عادلة لفترة طويلة. عودوا إلى بيوتكم بالحب والسلام. وتذكروا هذا اليوم إلى الأبد".


وذكرت الغارديان أن بذور العنف كانت مخبأة داخل قشرة النظام القديم، حيث بدا يوم الأربعاء وكأنه يبدأ مثل أي كرنفال سياسي أمريكي آخر، بأعلام براقة، وأزياء كثيرة، وباعة يبيعون قمصانا وطعاما. ولكن من خلال نظرة فاحصة، كان هناك شيء أكثر ظلمة بكثير، مع احتمال هيجان للعنف.


وأضافت: "أعتقد أن خيار ترامب الوحيد المتبقي له حقا هو الدعوة إلى عمل عسكري لأن من حقه القيام بذلك".


وختمت بالقول: "عندما أنهى ترامب خطابه، تفرق الحشد، وتدفق الآلاف على طول طريق ناشيونال مول إلى مبنى الكابيتول، وفي شارع جانبي على بعد مسافة ما من الزحام، استرخت مجموعة صغيرة من الرجال الملتحين بملابس عسكرية وقبعات استعدادا لما عرفوا أنه سيأتي لاحقا، عند غروب الشمس، ولم يكن واضحا إن كان ذلك مجرد تجسيد للتشنج الأخير لقوة مستهلكة، أم أنه الوجه الحقيقي لمستقبل أمريكا".

التعليقات (0)