صحافة إسرائيلية

صحيفة عبرية: اندلاع انتفاضة الأقصى بعد أوسلو بدد وهم السلام

في سبتمبر (أيلول) 1996، استغل عرفات فتح أنفاق حائط البراق لإضرام النار في المنطقة- أ ف ب
في سبتمبر (أيلول) 1996، استغل عرفات فتح أنفاق حائط البراق لإضرام النار في المنطقة- أ ف ب

قال كاتب إسرائيلي؛ إن "اتفاقيات أوسلو شكلت أكثر المغامرات الدموية التي كلفت إسرائيل خسائر بشرية ومادية، لاسيما أنها أسفرت عن اندلاع انتفاضة الأقصى التي يحيي الإسرائيليون ذكراها السنوية العشرين هذه الأيام".


وأضاف حاغاي سيغال رئيس تحرير صحيفة "مكور ريشون"، بمقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "انتفاضة الأقصى التي اندلعت قبل 20 عاما، شكلت حدثا حربيا جعل إسرائيل بأكملها جبهة مواجهة، وهي تجربة لم تعرفها إسرائيل منذ مواجهتها الجيوش العربية إثر إعلان قيامها".

 

وتابع: "شهدت إسرائيل خلال سنوات الانتفاضة سفك الدماء على جانبي الخط الأخضر، في كل المدن الكبرى، عند التقاطعات على الطرق، وحتى في المنازل".

 

وأشار سيغال، المحرر السابق لمجلة "نقطة"، ومؤسس قسم الأخبار في القناة السابعة، إلى "ما شهدته إسرائيل من حداد عام خلال الانتفاضة جراء عمليات الفلسطينيين، سواء في الهجمات الانتحارية، أو إطلاق الرصاص، وصولا إلى قتل الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي أمام الفندق".

 

وأوضح أن "إسرائيل احتلت رام الله عقودا طويلة، بعضها سنوات سيئة وعنيفة، توقف السائقون الإسرائيليون بشكل متكرر للشكوى من تحطم الزجاج الأمامي في شوارع المدينة بسبب رشق الحجارة، كل بضع سنوات كان قتلى إسرائيليون، لكن كل هذا لم يقترب من حجم الكارثة التي حدثت بعد أن قررت حكومة رابين-بيريس نقل غزة وأريحا ومدن الضفة الغربية لسيطرة منظمة التحرير الفلسطينية". 

 

اقرأ أيضا: عقدان على "انتفاضة الأقصى".. هذه أبرز محطاتها

 

وأكد أن "الفرضية المتسرعة التي حكمت إسرائيل في حقبة أوسلو، اعتمدت على أنها كلما زادت الأراضي والمسؤولية التي يتلقاها الفلسطينيون، تراجعت كراهيتهم لنا. ولذلك أعلن رئيس الوزراء إسحاق رابين في اليوم الذي تم فيه التوقيع على الاتفاقية، أن "مائة عام من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تقترب من نهايتها". 

 

وأضاف أنه "لمدة 84 شهرا، بين سبتمبر (أيلول) 1993 وسبتمبر (أيلول) 2000، تم تطبيق الطريقة اليسارية العقلانية لحل القضية الفلسطينية على الأرض، بحيث نقلت إسرائيل المزيد من الأراضي للفلسطينيين، وحررت 90 في المئة منهم من نير "الاحتلال"، ومنحتهم حكما ذاتيا، أقل من دولة، حتى إن صعود بنيامين نتنياهو للسلطة في 1996 لم يعرقل تنفيذ العملية".

 

وأشار إلى أن "الاعتقاد الإسرائيلي السائد آنذاك أن ياسر عرفات يمكن أن يكون مقاولا للأمن الإسرائيلي، لكن ثبت لاحقا أنه مقاول ماكر، خدعنا وغدر بنا، ولم يفكر لحظة في الاكتفاء بما حصل عليه، والانكماش إلى حدود 1967، في بعض الأحيان يسحب سلاحه لبضعة أشهر بسبب ضغوط المجتمع الدولي، لكنه في معظم الأوقات كان يستعد للحرب القادمة". 

 

وأوضح أنه "في سبتمبر (أيلول) 1996، استغل عرفات فتح أنفاق حائط البراق لإضرام النار في المنطقة، في مايو (أيار) 2000، أجرى اختبارا لأداة قتالية في مفترق الضفة الغربية، في اليوم الذي قررت فيه حكومة إيهود باراك نقل أبو ديس، وفي سبتمبر (أيلول) 2000 نشبت المعركة الحاسمة، وعلى عكس حرب 1973، فلم تكن هذه مفاجأة صادمة، لأن اليمين الإسرائيلي وحفنة من ممثليه في وسائل الإعلام، تنبؤوا بوضوح باندلاع هذه الحرب".

 

ولفت إلى أن "عضو الكنيست من الليكود بيني بيغن حذر رابين في سبتمبر (أيلول) 1993 قائلا: "لقد طلبت اتفاقا بأي ثمن، وها أنت حصلت على اتفاق، لكننا سندفع الثمن جميعا"، بسبب الاعتماد على عرفات، في حين أن باراك أعلن في نهاية أكتوبر (تشرين الثاني) 2000 أن "الأيام ستخبرنا ما إذا كان عرفات شريكا أم لا"، وكان ذلك بعد انتشار العمليات المسلحة في رام الله ومعارك الشوارع في الضفة الغربية وقطاع غزة". 

 

اقرأ أيضا: في ذكرى توقيع "أوسلو".. ماذا قدمت للأسرى الفلسطينيين؟
 

ونقل عن وزير الخارجية الأسبق شلومو بن عامي أنه قال: "ربما لايزال هناك شيء جيد واحد ينبثق من الشر العظيم في الأسابيع الأخيرة، بأن المزيد والمزيد من الإسرائيليين يفهمون بالفعل أن المستوطنات لا يجب أن توجد في مكانها"، وهو ما بدا واضحا بأن معظم قادة أوسلو، كان هدفهم الحقيقي هو تهجير المستوطنات".

 

وأكد أن "الهجمات الفلسطينية المسلحة حررت معظم الإسرائيليين من أوهام أوسلو، رغم ما أثار إعجابهم عدة مرات في احتفالات السلام في مروج البيت الأبيض وثرثرة بيريز حول شرق أوسط جديد، وخلافا لرغبات يوسي ساريد، أدرك المزيد والمزيد من الإسرائيليين تدريجيا أن المستوطنات ليست المشكلة، بل إن الاتفاق مع منظمة التحرير هو المشكلة، ومن المستحيل تحقيق السلام معها".

 

وأشار إلى أنه "تمت الإطاحة بإيهود باراك، وشلومو بن عامي، ويوسي ساريد، ويوسي بيلين، لصالح ما كان يعتبر آنذاك رجلا يمينيا واضحا وهو أريئيل شارون، بعد عام آخر ومئات من العمليات الفلسطينية الجديدة، عاد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام إلى مدن الضفة الغربية وأعماقها، حينها ماتت اتفاقات أوسلو بالفعل، ولم يعد الإسرائيليون، في الغالب، يؤمنون بإمكانية الحلول اليسارية للسلام والأمن". 

 

وأضاف أن "مقولة شارون اللاحقة بأن "تل أبيب مثل نيتساريم"، جاءت رؤية متأخرة، بعد أن استهلكت الكثير من الدماء، مما جعل من اتفاقيات أوسلو أغلى مغامرة دموية دخلت فيها إسرائيل بوعي وعزم كامل".

التعليقات (0)