سياسة تركية

ما الجهة التي تقف خلف قصف "الوطية" بليبيا.. وهل ترد تركيا؟

لم يعلن أحد المسؤولية عن الهجوم الذي نفذ على قاعدة الوطية الجوية قبل أيام- صفحة بركان الغضب
لم يعلن أحد المسؤولية عن الهجوم الذي نفذ على قاعدة الوطية الجوية قبل أيام- صفحة بركان الغضب

تثار التساؤلات حول الجهة التي قامت بقصف قاعدة الوطية الجوية، غربي العاصمة طرابلس، بعد زيارة لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس هيئة الأركان ياشار غولر لليبيا، والموقف التركي من الهجوم.

 

وقال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع التركية، إن القصف "لم يسفر عن خسائر بشرية، وإنما استهدف بعض التجهيزات الخاصة بالقاعدة التي تم جلبها مؤخراً لتعزيز القاعدة من ضمنها منظومة للدفاع الجوي".

 

أنقرة تحمّل الإمارات المسؤولية عن الهجوم

 

ونقل الكاتب التركي، محمد أجاد، عن مسؤول تركي، أن أنقرة تحمل مسؤولية الهجوم على قاعدة الوطية، لدولة الإمارات.

 

وأضاف في مقال على صحيفة "يني شفق"، وترجمته "عربي21"، أن توقيت الهجوم الإماراتي على القاعدة لم يكن عفويا.

 

وأوضح الكاتب أن الهجوم وقع بعد مباحثات مكثفة عقدت بين وزير الدفاع التركي، وكبار المسؤولين العسكريين في حكومة الوفاق، لافتا إلى أن الهجوم بهذا الشكل كان رسالة للوفد التركي.

 

اقرأ أيضا: MEE: تركيا تتوعد الجهة المهاجمة للوطية بالعقاب
 

وأشار إلى أنه على الرغم من عدم إصدار بيان رسمي من أنقرة عن الجهة الني نفذت الهجوم على "الوطية"، لكن هذا لا يعني أنه غير معروف لديها الجهة التي تقف خلفه.

 

وأكد مصدر تركي، للكاتب، أن أنقرة ليس لديها أي شك بأن الإمارات تقف خلف الهجوم على القاعدة.

 

وأشار إلى أن أنقرة أظهرت موقفا صبورا على كافة التحركات الإماراتية ولسنوات عدة ضدها، لكن الإشارات بالآونة الأخيرة توحي أن هذا الموقف قد يتغير.

 

من جهتها قالت الكاتبة التركية، هاندي فرات، إن المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق بدعم تركي مؤخرا، أثارت غضب الدول الحليفة لحفتر، مصر وروسيا والسعودية الإمارات، بالإضافة لفرنسا التي تعد حليفة تركيا في الناتو.

 

وأشارت في مقال على صحيفة "حرييت" وترجمته "عربي21"، إلى أنه على الرغم من عدم إعلانها رسميا، فإن أنقرة تريد تحويل "الوطية" التي تبعد حوالي 125 كم عن العاصمة طرابلس، لقاعدة دائمة لها، ونشرت فيها رادارات وأنظمة دفاع جوي، وأنظمة الحرب الالكترونية التي صنعتها شركة أسلسان التركية.

 

وأشارت إلى أن قصف "الوطية" جاء بعد وقت قصير من مغادرة وزير الدفاع التركي لليبيا، والذي أكد أن بلاده ستواصل دعمها للوفاق حتى النهاية.

 

الوفاق تتهم.. والإمارات لم تنف

 

ولفتت إلى أن الإمارات لم تنف رواية المتحدث باسم الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب، عبد المالك المدني، التي أشار فيها إلى أن الطائرات المجهولة، والتي استخدمت خاصية التخفي عن الرادار، هي إماراتية.

 

وكان المدني، قال إن طيرانا من نوع "ميراج 2000-9" مملوك لدولة الإمارات متورط في القصف، وإنه أقلع من قاعدة براني الجوية المصرية القريبة من الحدود الشرقية لليبيا.

 

وتساءلت الكاتبة التركية، "أين وجدت الإمارات المعروفة بحقدها لتركيا، هذه الشجاعة لقصف القاعدة؟.. هل لدى أصدقائها روسيا والسعودية علم بالهجوم الذي نفذ بمقاتلات فرنسية تحولت إلى شبح؟.. السؤال غير موجه لمصر لأن الطائرات انطلقت من أراضيها".

 

اقرأ أيضا: أكاديمي إماراتي يغرّد "لقنّا تركيا درسا".. حذفها لاحقا
 

وتابعت الكاتبة، متسائلة: "هل أنظمة الدفاع الجوي، والرادارات تم تثبيتها بالقاعدة ولم يتم تفعيلها بعد؟.. أم أنه جرى تفعيلها لكنها واجهت مشاكل فنية؟".

 

وكان وكيل وزير الدفاع الليبي، صلاح الدين النمروش، قال إن الطيران الذي استهدف قاعدة الوطية "متطور جدا"، ولا يمكن أن يملكه الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، إلا إذا زودته به جهة أجنبية.

 

الجميع يقف خلف الهجوم.. ماذا يريدون؟

 

من جهته رأى الكاتب التركي، ندرت إرسنال، أن الجهة التي قصفت قاعدة الوطية، هي مصر والإمارات وفرنسا وروسيا، والمتحالفون مع حفتر، ويرجع سبب عدم إعلان أي جهة المسؤولية عن الهجوم، لأنهم أرادوا أن تكون الصورة هكذا.

 

وأضاف في مقال على صحيفة "يني شفق"، وترجمته "عربي21"، أنه إذا كان الفاعل معروفا، فهناك حاجة لتحليل الهجوم، لكن هذا الصمت غير جيد، ومن الواضح أنه خضع لحسابات مكانية وزمانية.

 

وأوضح، أنه من ناحية سياسية، من المفهوم أن تحالفا يريد إجبار تركيا وليبيا على الجلوس على طاولة السلام تحت تهديد السلاح.

 

وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ووزير المالية براءات ألبيرق، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان منتصف الشهر الماضي، آلمت تحالف داعمي حفتر كثيرا.

 

وأضاف أن اللقاء الذي عقد بين قائد البحرية التركية عدنان أوزبال، ورئيس أركان الجيش الليبي محمد شريف في قاعدة بحرية عسكرية، أزعج حلفاء حفتر، وبدأوا يفكرون بفعل شيء ميدانيا.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: أنقرة تسرع خطواتها الدبلوماسية لعملية سرت والجفرة
 

مقابلة أكار وخلفه طائرة روسية

 

ورأى أن "الهجوم على "الوطية" تقرر بعد اللقاء بين وزير الدفاع التركي، ورئيس هيئة الأركان، برئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وإلقاء خطابات لقوات البلدين، لكن تصريحات أكار، بأن تركيا ستبقى في ليبيا حتى النهاية، أثارت غضب تحالف حفتر".

 

ولفت إلى أن مشهد المقابلة التي عقدتها شبكة "بي بي سي" مع أكار، وهو يقف وخلفه طائرة روسية من طراز "ميغ25"، غير صالحة للاستعمال، رسالة واضحة تلقاها داعمو حفتر.

 

وأضاف أن سلسلة التحركات الدبلوماسية التركية الأخيرة، غذت لدى تحالف حفتر، أنه بداية حراك عسكري في الميدان، يجب مواجهته.

 

الهجوم موجه ضد تركيا.. ودور فرنسي روسي

 

وأكد أن الهجوم على "الوطية" كان موجها ضد تركيا، وسياستها في شرق المتوسط، كما أنه يعد إعلان حرب على ليبيا، لأنه جرى في منطقة تسيطر عليها الحكومة الليبية الشرعية.

 

وأشار إلى أنه من ناحية قانونية، إذا أعلن أن الهجوم نفذته طائرات إماراتية، فيمكن للسلطات الليبية اعتبار ذلك إعلان حرب بين البلدين.

 

ولم يستبعد الكاتب التركي، بأن باريس وموسكو ساهمتا في الهجوم، وقد يكون التوجيه الاستخباراتي تقف خلفه روسيا، لأنه من المعلوم لا يوجد شيء اسمه "طائرة مجهولة الهوية".

 

هل ترد أنقرة؟

 

ورأى أن أنقرة قد لا تتولى الرد على الهجوم بشكل مباشر، لكن هذا لا يعني أنه لن تحصل استجابة عليه في الوقت والمكان المناسب عليه.

 

وأضاف، أن لأنقرة الحق من حيث القانون الدولي، "الرد بالمثل"، إذا تم استهداف مستلزمات لها في القاعدة الليبية، إما بالدبلوماسية أو عسكريا.

 

اقرأ أيضا: طرابلس: قصف "الوطية" دافع لخوض معركة "سرت والجفرة"
 

وأشار إلى أن المهاجمين يريدون إجبار تركيا وحكومة الوفاق على الجلوس على الطاولة، وأنقرة ليست ضد هذه الفكرة، ولكنها ترى أن الظروف غير مواتية لذلك.

 

وذكر الكاتب أجاد، عن المصدر المسؤول، أن أنقرة سترد على الهجوم الإماراتي على "الوطية".

 

وأمس الثلاثاء، أكد مصدر عسكري من الجيش الليبي، أن منظومة دفاع جوي روسية الصنع تابعة لمليشيات حفتر في مدينة سوكنة، تم تدميرها.


وأوضح المصدر ذاته لقناة ليبيا الأحرار، أن تدمير المنظومة جرى بعد استهدافها بغارات جوية، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.

 

ونفت حكومة الوفاق الليبية، مسؤوليتها عن الهجوم الذي نفذ بالقرب من الجفرة واستهدف المنظومة الروسية.

التعليقات (1)
الحوت
الأربعاء، 08-07-2020 09:03 م
ياسيادة السلطان اوردغان لا سلام مع اولاد ال..... بن زايد وبن سلمان وابن النجسه السيسى الا بالقوه إضرابهم بيد من حديد هو الذى يجعلهم يجلسون كالكلاب يتمنون السلام مع المسلمين وانا ارى أن قتلهم وجنودهم عن بكرة أبيهم كما فعل سيدنا خالد بن الوليد رضى الله عنه <br>فى إحدى المعارك مع الفرس