ملفات وتقارير

هل تتمكن روسيا من نشر قواعد وسط ليبيا وعلى سواحلها؟

شدد المجعي على أن أي محاولات لتثبيت تواجد روسي دائم ستقابله معارضة ورفض من الدول الكبرى- جيتي
شدد المجعي على أن أي محاولات لتثبيت تواجد روسي دائم ستقابله معارضة ورفض من الدول الكبرى- جيتي

طرح إقحام روسيا لمرتزقة "فاغنر" في معركة سرت والموانئ النفطية الليبية في الجنوب تساؤلات عن سعي موسكو لإنشاء قواعد عسكرية وتمركزات لها في وسط وشمال شرق ليبيا، وما إذا كانت تقوم باستغلال ورقة النفط لفرض حضورها في الساحة الملتهبة.


وكان مرتزقة "فاغنر" قد فروا من معارك الغرب الليبي إلى مدينة بني وليد ثم إلى مدينة سرت، وسط البلاد لتنتقل منذ يومين مجموعات كبيرة منهم إلى مدينة أوباري في الجنوب للسيطرة على حقل الشرارة النفطي هناك.

واستبعد المتحدث باسم عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق، مصطفى المجعي، أن تكون هنالك مساع روسية لإنشاء قواعد دائمة في ليبيا، مستبعدا أن تتمكن من تحقيق ذلك أيضا.

 

لكن "المجعي" أوضح في حديث لـ"عربي21" أن موسكو ربما تعمل لتعزيز موقف حلفائها، مشددا أنها تدرك عدم إمكانية أن تحصل على أية مصالح دائمة واستراتيجية في البلاد.

وشدد المجعي على أن أي محاولات لتثبيت تواجد روسي دائم ستقابله معارضة ورفض من الدول الكبرى، مشيرا إلى أن هذا ما حدث بالفعل في ظل نظام معمر القذافي، الذي كان حليفا قويا لموسكو، لكنه لم يستطع تمكينهم في البلاد خوفا من ردود فعل الولايات المتحدة، بحسبه.

"مال فاسد إماراتي وسعودي"

بدوره، رأى عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس، أن تدخل روسيا غير المباشر ما كان ليحدث لولا "المال الفاسد الإماراتي والسعودي"، كون موسكو لا يمكن أن تنفق مثل هذه الأموال على مرتزقة في دولة معروف لديها أنها ضمن النفوذ الأوروبي، وأنه لا يمكن أن يسمح لها بهذا التواجد الرسمي من قبل الأوربيين والأمريكيين.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: مجلس لقبائل ليبية ينوي فتح حساب لعائدات النفط بروسيا

وأضاف "كرموس"، في حديث لـ"عربي21": "لكن طالما هناك من يسدد الفاتورة فلا مانع لدى روسيا من أن تمول المرتزقة أو تساعد في الخفاء، وربما تفاوض على تحقيق مصالح اقتصادية لها طالما موقف واشنطن غير مكتمل حتى الآن، وهذا الأمر ينطبق على مصر كذلك".

وتابع: "كل هذا نتاج عدم وجود إطار شرعي يمكّن روسيا من التدخل المباشر بعكس تركيا التي تستمد تدخلها من خلال الشرعية الدولية، والذي نعول عليه في تحييد روسيا مع تحقيق بعض المصالح الاقتصادية لها في ليبيا، تكون قيمتها أكبر مما تدفعه الإمارات والسعودية".

رفض أميركي وأوروبي

وفي حديث لـ"عربي21"، قال الكاتب والمدون من الشرق الليبي، فرج فركاش، إن الموقف الأميركي والأوروبي واضح في هذا الصدد، فواشنطن ومن خلفها دول حلف "الناتو" لن تسمح بأي تواجد عسكري روسي يهدد قواعد حلف الأطلسي الجنوبية في أوروبا.

وأوضح "فركاش" أن أقصى ما يمكن أن تتحصل عليه موسكو الآن هو حصة كبيرة في مشاريع إعادة الإعمار وخاصة في مجال النفط والغاز، و"ننتظر ما تتمخض عنه المفاوضات المؤجلة بين أنقرة وموسكو لمعرفة إلى أين تتجه الأمور، فإما مواجهة مع فاغنر أو مفاوضات سلمية".

0
التعليقات (0)