سياسة عربية

مصريون ينتقدون إعلانا تضمن مشاهد "قاسية" عن الحروق

بعض الإعلانات التي تم عرضها خلال شهر رمضان بمصر أثارت جدلا وانتقادات- يوتيوب
بعض الإعلانات التي تم عرضها خلال شهر رمضان بمصر أثارت جدلا وانتقادات- يوتيوب

انتقد عدد من رواد مواقع الاجتماعي بمصر سلسلة إعلانات تلفزيونية لإحدى المستشفيات المتخصصة في علاج الحروق، مؤكدين أن تلك الإعلانات تضمنت مشاهد قاسية وتدعم العنف الأسري.

وخلال شهر رمضان، أطلقت مؤسسة "أهل مصر" (خاصة)، التي تم إنشاؤها عام 2013، حملة الإعلانية طرحت قصصا واقعية عبر تقنية الرسوم المتحركة، وتظهر الإعلانات تعرض مواطنين لحوادث حرق خطيرة بسيناريوهات متعددة.

 


وتقول مؤسسة "أهل مصر"، التي تم إنشاؤها عام 2013، عن نفسها، إنها "أول مؤسسة تنموية غير هادفة للربح في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا تهتم بقضايا الوقاية والعلاج بالمجان من الحوادث والحروق، خاصة أنها تركز على التعامل مع ضحايا الحوادث والعمل للوصول إلى مجتمعات إنسانية محمية وخالية من الحروق.

وفي أحد الإعلانات، ظهر أب يقوم بقذف "طاسة" بها زيت مغلي في وجه زوجته، إلا أنها أخطأت طريقها وأصابت طفلتهما.

 


وهاجم الإعلامي نشأت الديهي الإعلان، قائلا إنه "أزعج الكثيرين، وشعر بالضيق الكثيرون، لأنه يؤدي إلى تعميق وتدعيم العنف الأسري"، واصفا فكرة الإعلان بـ "المؤلمة جدا".

ورأى نشطاء على مواقع التواصل أن طريقة عرض الإعلان ليست احترافية، بل مستفزة وهدفها "حرق قلب المشاهد"، مشيرين إلى أن الإعلان "في منتهى الاستفزاز والقسوة لأي مريض حروق".

وطالب بعض النشطاء بإلغاء الإعلان والتحقيق مع المسؤولين عنه، مستنكرين "دعوة الناس للتبرع من خلال ابتزاز مشاعرهم وتخويفهم وتصدير الهلع إليهم".

 

اقرأ أيضا: أثار جدلا وانتقادات.. إيقاف بث إعلان "خادش للحياء" بمصر

تلك المشاهد التي اُعتبرت "قاسية"، دفعت المجلس القومي للطفولة والأمومة، لاستنكار الإعلان المُذاع عبر القنوات الفضائية خلال شهر رمضان بدعوى التبرع لإحدى المستشفيات المتخصصة لعلاج الحروق، مؤكدا أنه تم مخاطبة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بشأن اتخاذ اللازم نحو هذا الإعلان، لإساءته للطفل والأسرة المصرية.

 


وأوضحت أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، سحر السنباطي، أن "خط نجدة الطفل 16000 التابع للمجلس قد استقبل العديد من شكاوى المواطنين ضد هذا الإعلان، والذي يتضمن العديد من مشاهد العنف الأسري، والذي يصور واقعة قيام زوج بإلقاء وعاء به زيت مغلي على زوجته فيصيب طفلتهما بحروق مما أثار استياء المواطنين"، مشيرة الي أنه تم مخاطبة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفقا للضوابط والمعايير المهنية الضابطة للأداء الإعلامي، وتوقيع الجزاءات والتدابير المنصوص عليها في القانون رقم 92 لسنة 2016.

 


وقالت السنباطي" إن مثل هذه المشاهد تسيء للأسرة المصرية وترسخ العنف الأسري، مما يؤثر على الحالة النفسية للأطفال وسلوكياتهم، فضلا عن الإساءة للمجتمع المصري بما يتعارض مع العادات والتقاليد والأعراف المصرية الأصلية وبث رسائل إعلامية غير منضبطة"، منوهة إلى أن "هذه المواد الإعلامية لا يتم مشاهدتها في مصر فقط، بل أنها تُذاع في الدول الأخرى، مما يعطي صورة ذهنية غير صحيحة عن المجتمع والأسرة المصرية".

واعتبر محمد طه، الطبيب المتخصص بالصحة النفسية، على "الفيسبوك"، أن كون القصص حقيقية لا يعني عرضها للجمهور ليل نهار. واستشهد محمد بالحالات التي تعرضت لصدمات نفسية عقب الانفجارات التي حدثت خلال ماراثون بوسطن الأمريكية عام 2013، والتي تأثر بها متابعو الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي أكتر من الذين حضروا الانفجارات على أرض الواقع.

 


من جهتها، قالت مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر، هبة السويدي، على صفحتها على بالفيسبوك، ردا على الانتقادات،: "سامحونا عن قسوة المنظر اللي موجودة في الإعلان لكن قسوة المنظر والألم في الحقيقة أصعب بكثير".

وأقرت السويدي أن إعلان قذف الأب لـ "طاسة الزيت" كان قاسيا جدا، مضيفة: "حقكم عليا بجد أنا بعتذر منكم بس كان عندنا أمل أننا نوصل الحقيقة وصوت ضحايا الحروق اللي العنف الأسري كان سبب في الحكم عليهم بالإعدام وهم أحياء".

واعتبرت السويدي أن "الهدف من رسائل الحملة هي أن يحتاط الناس إلى أن تلك الحوادث والقصص حقيقية، حتى لا تتكرر لأفراد عائلاتنا، ولدعم قضية الحروق وضحايا الحروق، معنويا ونفسيا وليس ماديا فقط".

بدوره، دافع الشاعر جمال بخيت عن موقف سيدة الأعمال هبة السويدي، قائلا: "مشاعرنا لا تتحمل رؤية حملة بالصور الكرتونية فما بالكم بالواقع المؤلم الذي يعيشه ضحايا الحروق على مدى أعمارهم، والناس يهربون من مجرد النظر إليهم، وليس التعامل معهم فقط فلنستمر كمجتمع وكأفراد في دعم هذه المهمة الإنسانية النبيلة".

وتاليا جانبا من تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع الإعلان الذي أثار جدلا وانتقادات لاذعة:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

0
التعليقات (0)