صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: أشكنازي بدأ التخطيط لتولي رئاسة الحكومة المقبلة

معلم:  يعتبر اشكنازي منصبه الجديد في وزارة الخارجية نقطة انطلاق لتحقيق تطلعاته الشخصية- جيتي
معلم: يعتبر اشكنازي منصبه الجديد في وزارة الخارجية نقطة انطلاق لتحقيق تطلعاته الشخصية- جيتي

قالت كاتبة إسرائيلية إن "غابي أشكنازي لديه طموحات أخرى أعلى مما هو فيه اليوم، وإن تعيينه وزيرا لخارجية إسرائيل، ليس سوى الخطوة الأولى في تصاعده السياسي المتوقع".


وأضافت مزال معلم بمقالها على موقع "المونيتور"، ترجمته "عربي21" أنه "في 2012، وبعد أيام من اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقبة غير عضو، ناقش قائد الجيش أشكنازي هذا التطور مع المشاركين مع جهات صنع القرار، وبينما وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخطوة بغير المهمة، قدم أشكنازي رأياً مختلفا، وقال إننا بحاجة لدولة يهودية، وإذا أردنا الحفاظ على ذلك، فيجب علينا الانفصال عن الفلسطينيين". 


وأشارت معلم، الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون الحزبية، أن "أشكنازي، الذي أنهى قبل عام واحد 4 سنوات كرئيس لأركان الجيش، كان يُنظر إليه آنذاك باعتباره القائد المقبل لحزب العمل، وشعبيته أعلى بكثير من نتنياهو، واعتبر أحد رعاة الرئيس الراحل شمعون بيريس، الذي تحدث معه للانغماس في الحياة السياسية، حيث آمن بآفاقه لقيادة الحزب، تمهيدا للإمساك بمقاليد الحكم في إسرائيل".


وأكدت معلم التي عملت سابقا بصحيفتي هآرتس ومعاريف، وتقدم برامج تلفزيونية أسبوعية في القضايا الاجتماعية بقناة الكنيست، أن "أشكنازي، الجندي السابق، تشبث بفكرة الدولتين، وأعاد تأهيل الجيش بعد حرب لبنان الثانية 2006، فهو صقر دفاعي، وحمامة دبلوماسية، وبعد أن خلع الزي العسكري، دعا لمفاوضات غير مباشرة مع الفلسطينيين، وتنازلات جغرافية مؤلمة لإسرائيل".


وأوضحت أنه "اليوم بعد مرور عقد من خلعه البزة العسكرية، يجد أشكنازي 66 عامًا نفسه وسط قيادة تيار يسار الوسط، ووزيرا للخارجية في خامس حكومة لنتنياهو، المندفع لضم مستوطنات الضفة الغربية، لكنه من أجل وصوله لمكانه هذا، فقد انتهك أشكنازي، بجانب خليفته في الجيش وشريكه الآن في قيادة حزب أزرق- أبيض، بيني غانتس، تعهدهما للناخبين بالبقاء خارج الحكومة بقيادة رئيس وزراء متهم".


وأضافت أن "أشكنازي اليوم وزيرا للخارجية، يتعين عليه المناورة بين رؤيته للانفصال عن الفلسطينيين، وأجندة ضم نتنياهو، دون أن نشهد صدامًا داخل حكومة الوحدة، في وقت يقترب فيه نتنياهو من تطبيق جهوده لخطة الضم، أما غانتس وأشكنازي فليسا حريصين على أزمة سياسية أو انتخابات أخرى، ولا يبدوان قلقين بشكل مفرط من نشطاء يسار الوسط الذين يتهمونهما بالخونة، بعدم استكمال جهودهما للإطاحة بنتنياهو".


وأشارت أن "اللافت أن البعض في الليكود ينظرون لأشكنازي زعيما محتملا للحزب بعد نتنياهو، مع أن شعبيته تبدو تهديدًا أكبر لغانتس أكثر من نتنياهو، وليس سرا أنه لم يكن معجباً بمهارات غانتس القيادية منذ خدمتهما العسكرية معاً، وهكذا بدأ أشكنازي العمل في أوساط الرأي العام والإعلام كمنافس مؤكد لرئاسة الوزراء، ولم يعتبر غانتس مناسبًا للحياة السياسية".


وأوضحت أنه "خلال الأشهر الـ 18 الماضية، التي شهدت ثلاث جولات انتخابية، وبعد فشل غانتس مرارا وتكرارا بتشكيل حكومة أغلبية، بدأت تصدر أوساط أشكنازي مطالبات لغانتس بالتنحي، وتسليمه مقاليد الحكم، صحيح أن علاقتهما تبدو سليمة، على الأقل حتى الآن، لكن غانتس ورفاقه يدركون جيدًا الطموحات السياسية لوزير الخارجية، مما يجعل التوترات المستقبلية بينهما أمرا لا مفر منه".


وأكدت أن "أشكنازي لا ينوي أن يكون وزيرا للخارجية "دمية" بيد نتنياهو يسحب خيوطه، على العكس، لأنه يعتبر منصبه الجديد نقطة انطلاق لتحقيق تطلعاته الشخصية، ويتشوق لتولي وزارة الحرب بعد 18 شهرا، كما ينص اتفاق التناوب مع نتنياهو".


وختمت بالقول أن "أشكنازي سيزور الولايات المتحدة قريبًا، حيث يعتبر شخصية مألوفة في قاعات البنتاغون والبيت الأبيض، وحين كان قائدا للجيش زار واشنطن بشكل متكرر، وهو يوظف اتصالاته وجاذبيته الدولية لوظيفته الجديدة، ويتوقع أن يتم تعيينه بجانب غانتس في منتدى مجلس الوزراء الدبلوماسي الدفاعي الصغير الذي يعتزم نتنياهو تشكيله، وكل ذلك يؤكد أن أشكنازي بدأ نجمه السياسي بالصعود من الآن".



0
التعليقات (0)

خبر عاجل