سياسة تركية

جدل "الانقلاب" و الانتخابات المبكرة يعود مجددا بتركيا.. لماذا؟

اتهم مسؤولون في العدالة والتنمية، المعارضة بمحاولة استغلال الظروف الاستثنائية- جيتي
اتهم مسؤولون في العدالة والتنمية، المعارضة بمحاولة استغلال الظروف الاستثنائية- جيتي

عاد من جديد، حديث الانتخابات المبكرة والانقلابات في تركيا، بالوقت الذي تستعد فيه البلاد لتخفيف الإجراءات التدبيرية التي اتخذت مع تفشي كورونا.

 

نظام القصر.. وانقلاب

 

يأتي ذلك، بالوقت الذي شهدت فيه البلاد نقاشا حادا، بسبب هجوم شنه مسؤول في حزب الشعب الجمهوري على الحكومة التركية واصفا إياها بـ"نظام القصر"، لتتعالى الأصوات المحذرة من أنها دعوة انقلابية.

 

وزعم نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أوغور أوزال، أن النظام الرئاسي يقترب من نهايته، ويأتي بعده نظام "الجمهورية التركية".

 

وهاجم أوزال في تصريحات صحفية، رئيس مكتب الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، ورئيس الشؤون الدينية، علي إرباش.

 

وعقب تصريحات أوزال، قالت رئيسة فرع إسطنبول لحزب الشعب الجمهوري جانان كافتانجي أوغلو، إن النظام (الرئاسي) سيسقط عن طريق انتخابات مبكرة أو بطرق أخرى.

 

واتهم مسؤولون في حزب العدالة والتنمية، المعارضة بمحاولة استغلال الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد بسبب وباء كورونا، من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

 

مقالة "لا مفر من المصير المروع"

 

وفي خضم هذا الجدل، رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعوى قضائية ضد كاتب يدعى رجب زراكولك، وقناة "آر تي ميديا"، بشأن مقال للكاتب عنوانه "لا مفر من المصير المروع"، تضمن تهديدات بالقتل والانقلاب، ونشرته القناة التركية المعارضة مرفق معها صورة لأردوغان ورئيس الوزراء الراحل عدنان مندريس.

 

من جهته نشر رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الجيد، لطفي ترككان رسالة على "تويتر"، أشار فيها إلى "انتهاء السنة الثانية لانتخاب البرلمانيين، وموعد حصولهم على الحقوق الشخصية، متسائلا: هل 28 حزيران/ يونيو مناسب للانتخابات؟".

 

وأعرب ترككان عن تطلعاته بإجراء انتخابات مبكرة في ذلك التاريخ، أو في فصل الخريف من العام الجاري.

 

الجدال يعود بعد كورونا

 

وفي هذا السياق، قال الكاتب التركي، محرم ساريكايا، إن النقاشات والجدالات السياسية توقفت مع تفشي وباء كورونا المستجد في تركيا، ولكن ها هي الآن تعود من جديد مع انخفاضه وبداية عودة الحياة التدريجية إلى طبيعتها بالبلاد.

 

ونقل في مقال له على صحيفة "خبر ترك"، وترجمته "عربي21"، عن إنغين ألتاي المسؤول في حزب الشعب الجمهوري، توقعاته بإجراء انتخابات عامة مبكرة، مبديا تأييده لأوزال.

 

ورأى المسؤول في الحزب المعارض، أن أردوغان يسعى لإجراء انتخابات عامة مبكرة بالبلاد، مشيرا إلى أنه مع انخفاض تفشي كورونا بالبلاد، فإن تركيا ستتوجه بسرعة إلى الانتخابات.

 

وتوقع أن الانتخابات لن تجرى في خريف هذا العام، بل في شهر شباط/ فبراير أو أذار/ مارس المقبل.

 

وتر الاقتصاد

 

وأشار إلى أن تركيا نجحت في اختبار كورونا، بفضل اللجنة العلمية التي تشكلت، ولكن الحال في الاقتصاد لم يكن كذلك، منوها إلى أن أردوغان قد يجري بعض التحسينات الاقتصادية، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

 

من جهته قال الكاتب ساريكايا، إن الرأي المتداول بشأن الانتخابات المبكرة، لا يتشارك فيه حزب الجيد، الذي يستبعد إجراءها.

 

ونقل عن نائب حزب الجيد، جيهان باتشاجي، أنه لا يرى إمكانية إجراء انتخابات مبكرة، مضيفا، أن إدارة الحكومة التركية في قضية كورونا كانت جيدة للغاية في الجوانب الصحية، وهي محاولة لجمع مكاسبها في صندوق الاقتراع، ولكن إدارتها في الملف الاقتصادي لا تسمح لها بذلك.

 

ولفت الكاتب التركي، إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، لا يتوقع أيضا إجراء انتخابات مبكرة في البلاد.

 

وعلى الجانب الآخر، نقل ساريكايا، عن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، نعمان كورتولموش، قوله، إنه لا يوجد سبب واقعي لإجراء انتخابات مبكرة، مشيرا إلى أن المعارضة تريد إجراءها، ولكن لا يوجد على جدول أعمال تركيا مثل هذا الطرح.

 

لا تأثير لها

 

وأضاف: "في السابق كانت تطرح ويثار الجدل حولها أو يتم مناقشتها، ولكن هذه المرة ليس لها أي تأثير".

 

وأشار إلى أن تعامل تركيا مع كورونا، كان مثالا يحتذه به في العالم، بفضل النظام الحكومي الحالي، والاستجابة السريعة.

 

ولفت إلى أن "لذلك فاتورة وهي الملف الاقتصادي، ولكن ليس كما يقال، ومع قليل من التركيز سنتجاوز أزمتها".

 

يشار إلى أن زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي، قال قبل يومين إنه لا يتوقع إجراء انتخابات عامة مبكرة، وأنها ستجرى في موعدها المحدد.

 

خيار مستبعد لهذا السبب

 

ورأى الكاتب التركي، أنه "ليس من الحكمة القطع بعدم إجراء انتخابات مبكرة، ولكن يجب أن لا ننسى أن القرار يعود لشخصين فقط، هما أردوغان وبهتشلي".

 

وأوضح أن أردوغان إذا اتخذ هذه الخطوة، فسيجد صعوبة في الحصول على أغلبية عددية في البرلمان بهذه المرحلة.

 

ولفت إلى أن الأهم من ذلك، أنه من المفترض إجراء مؤتمرات حزبية هذا العام، ولكنها تأجلت للعام المقبل بسبب تفشي وباء كورونا.

 

وأضاف أن المعارضة تعول على الاقتصاد، ولكنه ليس سيئا بما فيه الكفاية بحيث يؤدي إلى الانتخابات، مستبعدا إجراءها في الوقت القريب.

 

الانتخابات ومعركة كورونا

 

من جهته قال الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، إن جناحا في حزب الشعب الجمهوري وحده يتحدث عن الانتخابات المبكرة، ولا يمكن القول بالمعارضة لأن حزب الجيد لديه وجهة نظر أخرى.

 

وأضاف في مقال له على صحيفة "حرييت"، وترجمته "عربي21"، أن هناك ادعاء بأن أردوغان الذي سجل نقاطا لصالحه في "معركته مع كورونا" ومن أجل تحويلها إلى مكسب سياسي، سيتخذ قرارا بإجراء انتخابات مبكرة.

 

ولفت إلى أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، لا يرى شخصيا إمكانية إجراء انتخابات مبكرة، ولكن بعض وسائل الإعلام المقربة من حزبه وبعض قادته يطمحون لإجراء انتخابات مبكرة هذا العام.

 

بهتشلي مفتاح الانتخابات

 

وأكد أن الأوساط الحكومية، لا ترى إمكانية اتخاذ مثل هذا القرار، وأنهم لا يشعرون بأن الرئيس التركي يفكر بذلك.

 

وأشار إلى أن الأمر الذي يشغل الرئيس التركي حاليا، هو عملية عودة الحياة إلى طبيعتها بعد كورونا، وتحسين الاقتصاد.

 

وأوضح، أن أردوغان إذا ذهب لانتخابات مبكرة، فإن فترة رئاسته الأولى وفق النظام الجديد، حتى عام 2023 ستنتهي، فلماذا يجريها بينما تبقى منها ثلاث سنوات؟

 

ولفت إلى أن رجل الانتخابات المبكرة في تركيا هو زعيم الحركة القومية بهتشلي، أي أنه يعد "مفتاح الانتخابات"، لذلك يجب النظر إلى رأيه قبل الجدال حول الأمر.

التعليقات (0)