هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبر مصريون عن استيائهم من سوء استغلال قرار غلق المساجد وخاصة في شهر رمضان وعدم رفع الأذان وليس فقط منع صلوات الجماعة، للحد من انتشار فيروس كورونا، منتقدين تقاعس السلطات المعنية في البحث عن بدائل لتفعيل دور المساجد كما حدث في بعض الدول.
وعلى مدار السنوات الماضية وضعت السلطات العسكرية الحاكمة قيودا على مظاهر عبادة المصريين في رمضان، بداية من التضييق عليهم في صلاة التراويح والتهجد، وحظر قراءة القرآن والدعاء عبر مكبرات الصوت، ومنع بعض الدعاة من الخطابة والإمامة، وتقليل أعداد المعتكفين، والرقابة على صلاة العيد في الخلاء.
وما زاد من مخاوف بعض المصريين على أوضاعهم الدينية خلال شهر رمضان فتوى أصدرها مفتي مصر السابق علي جمعة، قبل أيام من دخول شهر رمضان، بأن الأطباء إذا نصحوا بالإفطار في شهر رمضان، للوقاية من فيروس كورونا، فيتوجب اتباعهم.
وفتوى أخرى، مثيرة للجدل أصدرها أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أحمد ممدوح، الثلاثاء، بأن رفع القرآن الكريم في مكبرات المساجد الخارجية إفساد في الأرض، ومن المنكرات، على حد قوله.
"جاءت للعسكر على الطبطاب"
وفي توقعاته لأحوال المساجد والمصريين في رمضان، قال الداعية الإسلامي والإعلامي الشيخ سلامة عبدالقوي، إن "جائحة كورونا أصابت العالم بالخوف والهلع ما يدعونا للعودة والإنابة لله تعالى، وهي فرصة بقدوم شهر رمضان"، موضحا أنها "الأصل عندما تحل بالأمة مصيبة كهذه وكالتي ابتليت بها بسنواتها الأخيرة من الظلم الشديد والقتل والتشريد والتدمير بحق المسلمين".
ويعتقد مستشار وزير الأوقاف الأسبق، في حديثه لـ"عربي21"، أن ما تعيشه الأمة والعالم الآن هو "جزء من دفع الثمن على هذا الظلم الشديد الذي يتعرض له المسلمون في كل مكان، وجزء بسيط من عقاب الله للجميع بلا استثناء".
وأضاف أنه "على الرغم من أنه أمام مثل هذه المصائب يجب على العبد العودة إلى الله وعلى الأمة التضرع له بشكل مجتمع إلا أنه دفعتنا هذه الجائحة لعدم التجمعات وصلاة الجماعة"، موضحا: "لكن هناك فارق بين عدم الصلاة في جماعة بالمسجد وبين غلق المسجد وخاصة في رمضان".
وأكد الداعية الإسلامي، أن "الإسلام لا يدعو لغلق المساجد حتى وإن كانت هناك جائحة مثل هذه؛ ولكن يُفتح المسجد ويُرفع فيه الآذان ويصلي الناس ببيوتهم، لكن غلق المساجد وعدم رفع الأذان كما هو حال كثير من المساجد الآن فهذه مصيبة وكأنها جاءت للعسكر على الطبطاب كما يقولون".
وقال إنه "أحب ما على العسكر أن تظل المساجد مغلقة ولا يتجمع الناس لا في تراويح رمضان ولا في جمعة ولا جماعات؛ فهم فعلوا ذلك لسنوات، وبالتالي ستكون كورونا بالنسبة لهم شماعة ممتازة لعدم فتح المساجد في رمضان حتى لا ترتفع الدعوات جهارا جماعة للدعاء على الظالمين".
ويعتقد الشيخ سلامة، أن "مسألة كورونا لن تنتهي في يوم وليلة وربما تستمر لما بعد رمضان"، معتبرا أن "ترك المساجد وخلوها من الراكعين الساجدين خاصة في رمضان مصيبة كبيرة وعظيمة".
وأوضح أنه رغم ذلك فما زلنا "ننصح الناس بأخذ الحيطة والحذر والبقاء في بيوتهم وإن كانت هناك وسيلة يمكن اتخاذها لفتح المساجد وعودة المصلين فيجب دراستها، ومنها ما فعله مسلمون في إندونيسيا بإقامة غرفة للتعقيم على باب المسجد فإن كان يمكن تنفيذ تلك الفكرة وغيرها وأي وسيلة جيدة تصلح فلا بأس بها حتى تعمر المساجد".
ودعا الشيخ، المؤسسات الدينية للنظر في مثل تلك الأفكار "حتى لا تخلو المساجد من مرتاديها في رمضان".
"عهد النبي"
من جانبه، قال الداعية الإسلامي الشيخ شعبان عبدالمجيد، إنه "لا يخفى على أحد أن الأنظمة القمعية وقوى العلمانية ببلادنا لا تحب مظاهر التدين عموما، من حجاب وعفة للمسلمات، ومحافظة على صلوات الجمع والجماعات".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار إمام مسجد الهدى بأمريكا، إلى "وضع تلك الأنظمة أرباب المساجد تحت منظار المراقبة الأمنية، زاعمين أن المساجد بؤر إرهابية، لأنهم يعلمون أن المسلم العادي ليس كالمسلم الحركي الذى يعيش بالإسلام في كل حياته وسيرفض بالفطرة محاولاتهم لتغييب الإسلام عن واقع الحياة".
وأكد أن "الهدف الذى تسعى إليه إيجاد شخص يقبل مخططات الغرب الماكر، والشرق الحاقد، والصهيونية المجرمة، ومن ثم كانت حرب الأنظمة القمعية على الإسلام والمسلمين، في صورة الحجاب، والأذان، وصوت الميكروفونات، وصلاة الجمعة والتراويح.. إلخ".
وأوضح عبدالمجيد، أن "جائحة كورونا جاءت لتضيف سببا آخر لمنع الناس عن المساجد بحجة منع التجمعات، وتقليل الإصابات بالفيروس اللعين، ولكن أمام جائحة أصابت البشرية، وأدت لكثير من الوفيات والإصابات تزيد عن قدرة المستشفيات، فإن الشرع الحنيف يلزم المسلمين بترك التجمعات البشرية التي تهدد بالمخاطر".
وأكد أنه "مع غلق المساجد، والمدارس، والملاعب، والمسارح، والمواصلات، لتحقيق الحفاظ على أرواح الناس المقدم على صلاة الجماعة، ويمكن للناس أن يؤدوها ببيوتهم، ونعود بالتراويح إلى أيام النبي الكريم، حيث كانت الصلاة تؤدى فرادى، بالبيوت أو بالمسجد، حتى خلافة أبي بكر الصديق، وجزء من خلافة عمر بن الخطاب، حتى جمع الفاروق الناس بالمسجد على إمام واحد هو أُبَيّ بن كعب".
وأشار الداعية الإسلامي إلى ضرورة الاستفادة بتكنولوجيا العصر الحديث، بأن "يعقد أئمة المساجد دروسا وأدعية تبث عبر الإنترنت لأهل الحي ويجيب على تساؤلاتهم، بمعنى أن يؤدي المسجد دوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى وزارة الأوقاف أن تهيئ للأئمة ما يساعدهم على أداء دورهم".