مع انتشار فيروس كورونا المستجد " كوفيد-19"
كثر الحديث عن أن الفيروس قد يكون تم تطويره في المعامل، أو أنه
تطور من تلقاء
نفسه، مما أثار تساؤلات حول كيفية تطور الفيروس دون تدخل بشري.
طفرات جينية
يشير أستاذ البيولوجيا الجزيئية في كلية الطب في جامعة النجاح
الوطنية نهاد عثمان إلى أن "
الفيروسات تُقسم إلى عدة أنواع بالاعتماد على أسس
مختلفة تشمل شكلها ونوع الكائن المضيف ونوع الحمض النووي الذي تحمله، فإما أن يكون
(DNA) أو (RNA) بالإضافة إلى
قدرتها على التسبب بالأمراض".
وتابع عثمان في حديث لـ"عربي21": "بعض الفيروسات
حميدة نسبيا في الأجسام العائلة لها، ولكن في حالة الفيروسات المسببة للمرض هناك اعتقاد
بأنها انتقلت من فصيلة يكون الفيروس فيها حميد إلى فصيلة أخرى جديدة غير معتادة عليه".
"ومن الأمثلة على الفيروسات الحميدة بالنسبة للحيوان والتي تصبح أشد عدوانية حينما تنتقل للإنسان، وفق عثمان، تلك التي تتسبب في الانفلونزا البشرية الخطيرة حيث تتخذ من بعض الحيوانات كالطيور والخنازيرمأوى لها، ومن الأمثلة أيضا على الفيروسات غير البشرية فيروس (SIV)، والذي يُعتقد أنه انتقل من فصيلة القرود إلى الإنسان".
ولفت إلى أن بعض الفيروسات تعتبر مسرطنة خاصة عند انتقالها
من الحيوانات إلى الإنسان.
وحول الكيفية التي تتطور فيها الفيروسات ذاتيا قال
عثمان: "الفيروسات عندما تصيب عائل (المضيف)، خاصة فيروسات RNA ضمن دورة حياة الفيروس فإنه يمر بمرحلة تسمى النسخ العكسي عن طريق أنزيمات
خاصة، فإنه ينتج cDNA والذي بدوره قد يندمج
مع المادة الوراثية للعائل".
وأضاف: "وفي مرحلة ما قد يقوم الفيروس بالخروج من خلية
العائل حاملا معه جزء من الجينوم الخاص به
وينقله إلى عائل جديد مسببا طفرات مؤذية عند الكائن المضيف".
وأشار إلى أن "معدل الطفرات في الجينوم الفيروسي
دائما عال جدا، لهذا السبب ينتج جينات جديدة تنتج بدورها صفات جديدة"، مضيفا:
"على سبيل المثال لو أخذنا الايدز، فإن معدل الطفرات عال جدا في جينومه لذلك ينتج
بروتينات مختلفة، وعندها ينتج الجسم أجساما مضادة ضده عند أول دخول، ولكن مع عدم ثبات
الجينوم الفيروسي فإن الأجسام المضادة التي أنتجت أولا لا تؤثر في الشكل الجديد للفيروس
وينطبق الأمر على الكورونا".
العنصر البشري
وحول ما أثير عن تدخل الإنسان في عملية تطوير فيروس
كورونا أو غيره من الفيروسات. يرد عثمان: "يتم في بعض المختبرات البحثية توظيف
بعض أنواع الفيروسات (Vector)، وذلك لمحاربة الخلايا السرطانية
من خلال مساهمتها في نقل جينات محددة إلى الأنسجة السرطانية لتساهم في القضاء على الأورام
السرطانية".
وأوضح بأن "الفيروسات أجسام متخصصة تصيب خلايا معينة
حيث يعتمد دخولها إلى الخلايا على ارتباطها بمستقبلات محددة على سطح خلايا العائل".
وأكد أن "مختبرات أبحاث الفيروسات محصنة ضد انتشار الفيروسات
تحت البحث والتي يتم التلاعب بمحتواها الجيني بما يخدم أغراض البحث العلمي والتي قد
تكون علاجية أو سلاحا بيولوجيا".