سياسة تركية

زعيم قبرص التركية يثير غضبا في أنقرة: لا أريد مصير "القرم"

قال إنه لا يريد أن يكون النسخة الثانية لـ"طيفور سوكمن"، الذي تزعم "جمهورية تركية" في الإسكندرون قبل ضمها لتركيا- تويتر
قال إنه لا يريد أن يكون النسخة الثانية لـ"طيفور سوكمن"، الذي تزعم "جمهورية تركية" في الإسكندرون قبل ضمها لتركيا- تويتر

أثار رئيس قبرص التركي، مصطفى أكينجي، غضبا عارما في أنقرة، إثر تصريحات غير مسبوقة، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الغارديان" البريطانية.


وكان "أكينجي" قد قال للصحيفة إن "استيلاء الجيش التركي بشكل كامل على الشطر الشمالي من قبرص مستبعد، لكنه ليس مستحيلا"، معتبرا أن ضمه "على طريقة القرم سيكون مريعا ولا يصب في صالح أنقرة".

 

وجاء ربطه بين ما قامت به روسيا في أوكرانيا من ضم شبه جزيرة القرم، بالحال بين تركيا وقبرص التركية، مثيرا لغضب سياسيين أتراك بارزين.


وأضاف أنه لا يتفق مع "معادلة الأم والرضيع" للعلاقة بين بلاده وأنقرة، التي اعتبر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يتبناها".

 

وعلى الرغم من تصريحات الزعيم القبرصي التركي، إلا أن تركيا تعد الدولة الوحيدة التي تعترف بجمهورية قبرص التركية.

وتابع أقنجي بأنه يريد علاقات أخوية مستقلة، رغم اعترافه بأن قبرص التركية لم تفعل ما يكفي لبناء اقتصاد أقل اعتمادية على تركيا، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب دعما من الشطر اليوناني من الجزيرة.


كما أنه اعتبر أن القبارصة الأتراك لديهم هويتهم الخاصة، وهي هوية "علمانية، ديمقراطية، وتعددية"، بحسبه، مشددا على أنهم يريدون الحفاظ عليها، في تلميح إلى محاولات لتعزيز حضور الهوية التركية الإسلامية في الجزيرة برعاية من أنقرة.


"لا هاتاي ثانية"


وأكد أكينجي أن رؤيته "تتمحور حول قبرص موحدة داخل الاتحاد الأوروبي"، وأنه لا يريد أن يكون النسخة الثانية لـ"طيفور سوكمن"، الذي تزعم جمهورية تركية في لواء الإسكندرون (هاتاي)، تحت مظلة الاستعمار الفرنسي لسوريا، قبل أن يتم ضمها إلى تركيا في ثلاثينيات القرن الماضي.


وأعرب عن أمله بأن يستثمر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، علاقاته الجيدة مع تركيا في الضغط عليها لاستئناف المفاوضات. ويشار إلى أن قبرص كانت تخضع للاستعمار البريطاني حتى عام 1960، وتحتفظ لندن بقواعد عسكرية على أراضيها.


واعتبر أكينجي أن التوصل لاتفاق سلام من شأنه خفض التوتر الإقليمي بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، لافتا إلى أنه اقترح، منتصف العام الماضي، تعاونا بين شطري الجزيرة في أنشطة التنقيب عن النفط، وتقاسم العوائد، لكن قبرص اليونانية رفضت مقترحا من أنقرة بأن تتوقف جميع الأطراف عن الخوض في هذا المجال إلى حين التوصل لتسوية نهائية.

 

اقرأ أيضا: انهيار محادثات قبرص المنقسمة وأسف أممي


غضب في أنقرة


أثارت تصريحات أكينجي زوبعة في أنقرة، السبت، حيث رد عليه متحدث حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، بعدة تغريدات عبر تويتر، اعتبر فيها أن المقابلة الصحفية كانت مليئة بتصريحات "لا تحترم القضية العادلة للجمهورية التركية وشعب قبرص التركية".

 

 

وتابع "جليك" بأن أكينجي أضاف موقفا جديدا لمواقف سابقة تتنافى مع القضية التي يمثلها مقام الرئاسة في قبرص التركية، "بل إن أعداءها لا يصرحون بمثل ذلك"، بحسبه.

 

وأكد أن بلاده ستبقى دائما إلى جانب القبارصة الأتراك، وستدافع عن قضيتهم، كما فعلت في الماضي، دون تردد.

 

 

وكتب "فؤاد أوقطاي"، نائب الرئيس التركي، تعليقا مشابها عبر "تويتر"، قائلا إن تصريحات أكينجي لا تتناسب مع موقعه ومكانته، ومعربا عن إدانته لجميع ما جاء على لسانه ضد أنقرة، التي أكد أنها وقفت إلى جانب قبرص التركية في جميع الظروف، ودافعت عن حقوقها ومصالحها.


وأضاف أن بلاده لن تسمح باستخدامها كمادة انتخابية بقبرص التركية، في إطار حسابات ضيقة، وسياسات تفتقر إلى الرؤية.

 

 

أما " دولت باهتشلي"، زعيم حزب الحركة القومية التركي، الحليف لأردوغان، فقط طالب أكينجي بالاستقالة، معتبرا، بحسب ما نقلت صيحفة "جمهوريت" عن بيان له، بأنه لا يستحق منصب رئاسة قبرص التركية، وواصفا مواقفه الأخيرة بأنها "معيبة ولا أخلاقية".


توتر "متجدد" بين أكينجي وأردوغان


وأشارت صحيفة الغارديان إلى أن مستقبل أكينجي السياسي مهدد، في ظل دعم أنقرة لغريمه، رئيس الوزراء، إرسين تاتار، الذي وصفته بـ"الشعبوي" و"الداعم لحل الدولتين"، فيما ينتظر أن تحسم بينهما انتخابات رئاسية في نيسان/ أبريل المقبل.


كما تلفت إلى أن التوتر بين أكينجي وأردوغان ليس جديدا، وقد ظهر على السطح بشكل فاقع في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عندما انتقد الزعيم القبرصي عمليات تركيا العسكرية في الشمال السوري.


وآنذاك، رد أردوغان على أكينجي بالقول إن عليه "التزام حدوده"، مؤكدا أن الانتخابات المنتظرة "ستعلمه درسا".

التعليقات (1)
مسلم وكفى
السبت، 08-02-2020 07:21 م
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا