هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال صلاح جلاسي المدير الإقليمي للبنك الإسلامي للتنمية في إسطنبول، إن من أبرز مزايا الاقتصاد التركي وبيئته، كونه "ملاذا آمنا للمستثمرين في فترة يشهد فيها العالم شحا بفرص الاستثمار" .
وقال في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن هذه الميزة تعتبر ميزة فريدة في عالم يشهد تقلبات عالمية كبيرة بسبب التوترات التجارية والجيوسياسية.
وقيّم "جلاسي" خلال المقابلة المشاكل الاقتصادية العالمية، والاستراتيجيات الجديدة للبنك الإسلامي للتنمية، والوضع الحالي والمستقبلي لتركيا ضمن الاقتصاد الإقليمي والعالمي.
وينشط البنك الإسلامي للتنمية في السوق التركية، من خلال رزمة من المشاريع منها الإنشائية والتطويرية، على شكل قروض وتمويلات مالية طويلة الأجل.
وذكر جلاسي أن تركيا تمتلك موقعا استراتيجيا مهما للغاية، وأنها "تمتلك إمكانات كبيرة على صعيد حياة العمل والموارد البشرية المؤهلة".
ومؤخرا، توقع وزير الخزانة والمالية بيرت البيرق، أن تجتذب تركيا حوالي 15 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
المؤسسات الدولية عدلت من توقعاتها إيجابيا لمؤشرات تركيا الاقتصادية في 2020، فصندوق النقد الدولي يتوقع معدل نمو 3 بالمئة بدلا من 2.5 بالمئة، وهي ذات توقعات البنك الدولي.
وبالإشارة إلى المشكلات الاقتصادية العالمية، قال جلاسي إن القضايا السياسية تسبب بأزمات عالمية تؤثر بطريقة سلبية على الاقتصادات الناشئة.
اقرأ أيضا : ترحيب جزائري برفع التجارة مع تركيا لـ5 مليارات دولار
وتضررت الاقتصادات العالمية بشدة جراء التوترات التجارية والجيوسياسية التي شهدتها عديد اقتصادات العالم في 2019، آخرها توترات التجارية الأمريكية الصينية.
وأضاف جلاسي أن السياسات الأمريكية تخلق صعوبات للاقتصادات الناشئة، وأن تركيا والدول الآسيوية وقفت شاهدة على هذه الصعوبات وتمكنت من تجاوزها وتعزيز خبراتها وتطوير قطاعاتها.
وقال: "ومع ذلك، فإننا نعتقد أن الاقتصادي العالمي شهد انتعاشا ملحوظا، وأن تركيا ستكون واحدة من الدول التي ستتأثر بشكل إيجابي بهذا التحسن".
والإثنين الماضي، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي، بنسبة 0.1 بالمئة إلى 3.3 بالمئة في 2020، وبنسبة هبوط 0.2 بالمئة خلال العام القادم إلى 3.4 بالمئة، مقارنة مع توقعات تقريره السابق.
إلا أن المسؤول في البنك الإسلامي للتنمية، أكد أن تركيا لديها إمكانات أكبر مقارنة مع الاقتصادات الناشئة الأخرى، وقال: "لقد اختتمت تركيا عام 2019 بأخبار سارة، وآمل أن يستمر المسار الإيجابي في عام 2020 وما بعده".
وأوضح أن الإمكانات الضخمة والمرونة اللتين يتمتع بهما الاقتصاد التركي، جعل من البلاد تلعب دورا رئيسا كملاذ آمن للمستثمرين، في فترة يشهد فيها العالم شحًا بفرص الاستثمار.
أفريقيا ممتنة لتركيا
وأشار جلاسي إلى أنه يتعين على مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تبني نموذج أعمال جديد، يساهم بشكل عملي في دعم جهود التنمية وتعزيز الاقتصادات الناشئة.
وأوضح جلاسي أن البنك يركز الآن على الأسباب الجذرية للمشاكل بدلا من الأعراض، وأن مجموعة البنك الإسلامي للتنمية اضطرت لإدخال بعض التعديلات على طريقة عملها من أجل دعم البلدان الأعضاء فيها.
ونوه أن البنك قام بتحديد استراتيجية جديدة لكل بلد، عملت على التركيز على القطاعات ذات الإمكانات العالية، مشيرا أن هذه القطاعات كانت في الأغلب قطاعات المنسوجات والسيارات والبناء.
وشدد على أهمية هذه القطاعات ودورها في المساهمة بمسيرة التنمية في تركيا، مثمنا الأنشطة الاقتصادية التي تضطلع بها تركيا في القارة الأفريقية.
وتابع: "نعتقد أن تجربة رجال الأعمال الأتراك، ستساعد هذه الدول على اغتنام الفرص والكشف عن إمكاناتها الحقيقية في مجال الاقتصاد والتنمية".
وأكد جلاسي أن مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ستواصل العمل، وبطريقة فعالة مع مجموعة الشركات الصغيرة والمتوسطة في تركيا.
وذكر أن استثمارات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في قطاع الطاقة التركي، وصلت إلى 740 مليون دولار.
وختم بالتشديد على أن مجموعة الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تضطلع بدور مهم في عملية دعم قطاع الصادرات، من شأنها المساهمة في تحويل الاقتصاد التركي إلى اقتصاد قائم على التصدير.