هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تمكنت قوات النظام خلال أيام معدودة من إحراز تقدم كبير في جبهة ريفي حماة وإدلب، وذلك بعد أن أعلنت فشل هدنة "أستانا" الأخيرة.
وجاء تقدم النظام بعد معارك استمرت لثلاثة شهور، تمكنت حينها الفصائل من صد تقدم قوات النظام وجعله محدودا.
وتطرح سرعة تقدم النظام ووصوله إلى خان شيخون في أقل من 10 أيام تساؤلات عدة حول أسباب هذا التقدم، والطريقة التي تتبعها الفصائل في التصدي للنظام.
القيادي في فصائل المعارضة، الأسيف عبد الرحمن يرى أن سرعة تقدم النظام في الآونة الأخيرة يعود إلى اتباع النظام لسياسة الأرض المحروقة، فيما لم تغير الفصائل من تكتيكاتها، بحيث اكتفت بصد العدو الذي يختار زمان ومكان المعركة.
ويقول القيادي في حديث لـ "عربي21": "الفصائل لم تغير من تكتيكها العسكري المتبع، فقد مضت عليه سنوات"، مشيرا إلى أن "حملة النظام تحتاج تغييرا للقيادة التي تقف على رأس فصائل المعارضة".
من جانبه يذهب القيادي في الجيش الحر النقيب عبد السلام عبد الرزاق إلى أن تقدير الموقف العسكري يتم وضعه دفاعا أو هجوما حسب طبيعة الأرض والإمكانيات، وقدرات العدو وأمور أخرى، لافتا إلى أنه من الصعب التمسك بالأرض أكثر في خان شيخون.
واعتبر القيادي أن معركة خان شيخون خاسرة قياسا للفارق الكبير في الإمكانيات بالسلاح والعتاد وطبيعة الأرض، رغم ما أظهره الثوار من بطولة وتكتيك قتالي.
ويقول النقيب في حديث لـ"عربي21": "لا يمكن أن نصف ما حصل ويحصل بالفشل العسكري، لأنه لا يوجد قوتين أو جيشين متكافئين، وتكاد الفصائل تقاتل بالأجساد ضد حمم العدو وما يمتلك من سلاح وعتاد".
اقرأ أيضا: معارك عنيفة بخان شيخون بين النظام والمعارضة.. ونزوح الآلاف
وأضاف: "رأينا العمليات الانغماسية وهي دليل على عدم امتلاك الثوار للتغطية النارية والسلاح الكافي لهذه المعركة، ولكل منطقة أو جبهة تكتيك خاص والأرض دورها محوري".
وتابع: "الفصائل وغرفة العمليات لها حساباتها، وربما الدفاع عن منطقه مكشوفة يستنزفها خاصة في ظل القصف الهستيري التدميري لروسيا الذي يسوي كل شيء بالأرض، في ظل مساعي النظام وروسيا للتقدم بغض النظر عن الخسائر البشرية الكبيرة".
الصحفي السوري مهند درويش يفسر سبب عدم صمود الفصائل في محيط خان شيخون بضعف إمكانيات الفصائل بشكل كبير مقارنة بما لدى روسيا والنظام ، مشيرا إلى أن حرب الـ100 يوم التي اندلعت قبل وصول النظام إلى مشارف خان شيخون كانت كفيلة بفضح نقاط الضعف لدى الفصائل.
ويقول الصحفي في حديث لـ "عربي21": "أعتقد أن تسمية ما جرى بالفشل هي تسمية ظالمة نوعا ما، فمن المستحيل أن تصمد أسلحة بدائية يحملها الثوار أمام ترسانة ضخمة من الأسلحة المتطورة التي تمتلكها روسيا والتي زودت بها قوات النظام، ناهيك عن سلاح الجو الذي كان ولا يزال الفيصل في جميع المعارك التي يربحها النظام".