هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أدانت منظمة التعاون الإسلامي الجمعة، بأشد العبارات الهجوم الإرهابي المروع والشنيع في نيوزيلندا، الذي ينضج بكراهية الإسلام، بحسب نص البيان الختامي للاجتماع الطارئ للمنظمة الإسلامية.
وانطلق الاجتماع الطارئ مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول على مستوى وزراء الخارجية صباح الجمعة، لبحث تداعيات الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا، ومحاربة الكراهية حيال المسلمين.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي في بيانها الختامي الأمم المتحدة إلى إعلان 15 آذار/مارس، تاريخ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، يوما دوليا للتضامن ضد الإسلاموفوبيا.
كما دعت الأمين العام للأمم المتحدة إلى عقد دورة خاصة للجمعية العامة، لأجل إعلان الإسلاموفوبيا شكلا من أشكال العنصرية، إضافة إلى تعيين مقرر خاص معني بمكافحة الإسلاموفوبيا.
وأكدت رفضها التام للافتراضات المسبقة، بإلصاق جرائم الإرهاب بالمسلمين.
وبدأ الاجتماع الذي يعقد بفندق "غراند ترابيا" في الشطر الأوروبي من اسطنبول، بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
وألقى كل من وزير الخارجية التركي مولود تشاووش
أوغلو، ونظيره النيوزيلندي وينستون بيترز، والأمين العام للمنظمة يوسف بن أحمد
العثيمين كلمات افتتاحية، ومن ثم استمر الاجتماع بشكل مغلق.
وقال وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو في افتتاحية الاجتماعات، إننا "سنظهر رد فعلنا حيال كل خطابات الكراهية والعنف والإرهاب قولا وفعلا".
وأضاف تشاووش أوغلو أننا "نحن الدول الإسلامية لا نقبل أن يوصم ديننا بالإرهاب".
وأكد الوزير التركي أن الإرهاب العنصري المتزايد، يقف خلفه خطابات الكراهية والعداء للإسلام والأجانب والمهاجرين، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام والسياسيين الذين ينشرون خطابات معادية للإسلام والأجانب والمهاجرين، يتحملون أيضا مسؤولية تزايد الإرهاب العنصري.
اقرأ أيضا: تأبين ضحايا مجزرة نيوزيلندا بالصلاة والحجاب ورفع الأذان (شاهد)
وشدد على ضرورة متابعة هجمات كمجزرة المسجدين وتسجيلها من خلال آلية داخل منظمة التعاون الإسلامي، وطرحها للرأي العام العالمي وعلى جداول الأعمال في العالم الغربي.
من جهته، حذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، من أن الفوضى ستطرق أبواب العالم، إذ لم يتم التصدي لخطاب الكراهية والإسلاموفوبيا.
ورأى أن "خطاب الكراهية يزداد يوما بعد يوم، والملمح المشترك بين الأحزاب اليمينية المتطرفة، المناهضة حتى للمؤسسسات الرسمية، هو الإسلاموفوبيا، وأعداد هذه الأحزاب يزداد بشكل غير مسبوق".
وأضاف محذرا: "إذا لم يتم لجمه (خطاب الكراهية) بشكل فوري وعاجل، فإن الفوضى سوف تطرق البلدان المستقرة والعالم وترعب الآمنين".
وكانت مصادر دبلوماسية تركية أفادت بأن "20 دولة أكدت حضورها الاجتماع"، موضحة أن "تركيا وجهت دعوة للدول الأعضاء كافة في منظمة التعاون الإسلامي للحضور".
وأشارت إلى أن بعض الدول التي أكدت حضورها على مستوى
وزراء الخارجية، هي: إيران وإندونيسيا وباكستان وأفغانستان والسودان وقطر وليبيا
والصومال، في حين أكدت باقي الدول أن تمثيلها سيكون على مستوى وزراء وسفراء
وممثلين لهم.
اقرأ أيضا: وزير خارجية نيوزيلندا يحضر قمة "التعاون الإسلامي" في تركيا
بدوره، أكد وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء النيوزيلندي وينستون بيترز الذي حضر اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي بمدينة اسطنبول، أن "الإرهابي الذي نفذ الهجوم على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش، سيقضي بقية حياته في زنزانة انفرادية".
وقال بيترز: "دولتنا تولي أهمية كبيرة للحرية الدينية، والهجوم على المسلمين هجوم علينا جميعا"، مشددا على أن نيوزيلندا أطلقت أكبر تحقيق في تاريخها لضمان التدقيق في أبعاد الهجوم كافة، "ولكن لا يمكن لأي عقوبة أن تعادل حجم قبح الجريمة".
وعبّر عن شكره لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، حيال دعوته إلى الاجتماع، معتبرا أن هذه المشاركة ستكون مهمة.
وأوضح أن هدفهم الأساسي هو تأكيد إدانتهم للهجوم على المسجدين في نيوزيلندا، لافتا إلى أننا "نعيش في ظروف صعبة للغاية، وقد جئنا إلى هنا لإدانة الهجوم الإرهابي الشنيع".
وأردف: "حاول شخص جبان قبل أسبوع أن يرهبنا جميعا، وأن يمزق بلادنا (..)، وقد تعرض الأشخاص الذين ذهبوا إلى المسجد لصلاة الجمعة لهجوم جبان وشنيع، أدى إلى مقتل 50 وإصابة 50 آخرين، ويتم علاج العديد من الأشخاص في المستشفيات".
وبين أن الحكومة النيوزيلندية تسعى لأن يشعر المسلمون بالأمان في البلاد، "وقد كلفت أفرادا من الشرطة لحراسة المساجد في هذا الصدد، وإن هذا أمر مهم للغاية".
والجمعة الماضي، استهدف هجومان إرهابيان مسجدين في
مدينة كرايتس تشيرش بنيوزيلندا، في أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 50 شخصا، في
مذبحة هزت الرأي العام المحلي والدولي، ولاقت استنكارا واسعا.