نشرت صحيفة "
نيويورك تايمز" مقالا تحدثت فيه عما يجب فعله لدعم المسلمين بعد المجزرة التي حصلت في
نيوزيلندا.
وقال الكاتب تشارلز وازر: "أن تستيقظ في صباح أحد الأيام وتكون خطتك الوحيدة لهذا اليوم هي الذهاب لصلاة الجمعة مع عائلتك ثم تكتشف أن هناك أناسا مثلك على الجانب الآخر من العالم قد لقوا حتفهم وهم يفعلون كما تفعل في يوم الجمعة.
كانت ردة فعلي الأولى عندما قرأت عن المذبحة في كرايست شيرش هي الذهول استطعت قراءة الكلمات وفهمها لكن لم أستطع أن أعالجها في عقلي على الفور لقد كانت فاجعة".
وأضاف: "كانت ردود العديد من الناس سواء كانوا سياسيين أو على معرفة شخصية بي موضع ترحيب لقد كانوا لطفاء وعطوفين.
كما أن العديد تألموا وأصيبوا بالغضب جراء هذا العمل الوحشي بالإضافة إلى الوعود "بالصلوات والمشاعر" الكثيرة، لكن ما فشلوا في فهمه هو أننا لسنا بحاجة إلى صلواتهم ومشاعرهم قد تكون هذه الأمور مفيدة للموتى وقد توفر بعض الراحة لأقارب الموتى لكنهم لا يقدمون شيئا محسوسا لبقية الأحياء".
وتابع: "مشاعرك وصلواتك لن تنقذ حياتنا، بينما أفعال وتصرفات السياسيين بلا شك تدمرهم. كل يوم يتعرض أشخاص مثلي لهجوم إعلامي كل يوم يتم شيطنتنا سواء من الأشخاص الذين يضعون القوانين أو من قبل الأشخاص الذين لديهم تأثير كبير على الرأي العام".
وأكد: "عندما أقول "نحن" لا أقصد المسلمين فقط لأن المسلمين ليسوا وحدهم من يفقدون حياتهم على أيدي القومية اليمينية المتطرفة بل حتى اليهود والسيخ وذوي البشرة السوداء. لأنه بنظر الفاشية ما دمت "مختلفا" عنك فهذا أمر لا يعجبه.
الغضب والألم لا يقل اختلافا عندما يقتل شخص يهودي أو هندوسي، فنحن نتشارك بإنسانيتنا وهذا سبب كاف لنشعر بالغضب والألم.
الكثيرون يشعرون بإنسانية مشتركة مع المستهدفين، تلك المشاعر ليست حكرا بأناس ملونيين أو أقليات دينية".
اقرأ أيضا: هل يفلت إرهابي المسجدين بنيوزيلندا من تهم الإرهاب؟
وقال: "لقد أمضينا السنوات العشرين الماضية في مشاهدة العالم يتغير إلى أبعد حدود، حروب لا تنتهي في الشرق الأوسط، اشتباكات أيدولوجية وثقافية، أطفال لاجئون تركوا ليموتوا في البحر، القوميون اليمينيون يمنحون برامج لم يكونوا ليحلموا بها في التسعينيات.
في هذه الأيام لدينا عنصريون متطرفون في التلفزيون في كل وقت، وقد أوضح أولئك الموجودين في السلطة أنهم سيغزون بلادنا الأصلية وسينهبون مواردنا كما أنهم لا يريدوننا في بلدانهم، هم فقط يقدرون نفطنا لكن لا يقدروننا، ويختمون قولهم بأنه " حرية تعبير" ومن خلال أفعالهم تم إضفاء شرعية ذات طابع خاص على الكراهية".
وبين أنه "قد نختلف، ولكن هذه هي الحقيقة. لذلك نحن لسنا بحاجة إلى مشاعرك وصلواتك نحن بحاجة إلى الدفاع عن حقوقنا.
هناك العديد من الأشخاص الشجعان الذين يفعلون ذلك كل يوم، ولكن نحن بحاجة إلى السياسيين والصحافة للقيام بذلك.
هم الذين خلقوا بيئة يزدهر فيها
التطرف، وهم من عليهم الآن إرسالهم إلى الهوامش حيث ينتمون".
وختم بقوله: "هذه ليست مهمة بسيطة: فبعد ساعات من إطلاق النار في كرايست شيرش، أصدر السناتور الأسترالي فريزر أنينغ بيانًا يلقي فيه باللوم على الوجود الإسلامي المتزايد لما حدث.
هل سيتم إدانته من قبل من يهمهم الأمر؟ هل سيتم معاقبته بأي طريقة؟ أم أنه سيُسمح له بمواصلة بث خطاب الكراهية؟ لقد حان الوقت لاتخاذ موقف، الدفاع عن حقوقنا، حمايتنا من الإرهاب.
استخدم مركزك وأرسل رسالة تفيد بأن الكراهية ليس لها مكان بيننا، وتوقفوا عن التظاهر بأن القومية البيضاء ليست تهديدا لنا جميعا. لقد مات الكثيرون وسيموت أناس أكثر إذا لم يتم التصرف، والتاريخ سيحاكمك على أفعالك".