هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا عن إعلان السودان قوانين الطوارئ، تقول فيه إن الرئيس المحاصر يحاول استرضاء الجنرالات على حساب الإسلاميين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى خطاب الرئيس عمر البشير في 22 شباط/ فبراير، الذي جاء بعد شهرين من التظاهرات احتجاجا على ارتفاع أسعار الطعام، التي تحولت إلى المطالبة بنهاية حكم 30 عاما للرئيس البشير.
وتلفت المجلة إلى أن مدير الأمن السوداني، تحدث في ذلك اليوم للصحافيين، وقال إن البشير سيتنحى عن رئاسة الحزب الحاكم، وسط فرحة وشائعات انتشرت في أنحاء البلاد كلها بأنه سيعلن عن استقالته العام المقبل، بدلا من ترشيح نفسه لمدة خمسة أعوام أخرى، مستجيبا للضغط الشعبي.
إلا أن ذلك لم يحدث، رغم خطاب البشير الذي بدا تصالحيا في البداية، واعترف بشرعية مطالب السكان بحياة أفضل، داعيا للحوار الوطني.
وينوه التقرير إلى أن البرلمان دعا إلى تأجيل التعديلات الدستورية، التي ستسمح له بمدة حكم أخرى، لكن لهجته تغيرت فجأة، وأعلن عن حالة طوارئ تستمر لمدة عام، وحل الحكومة، ولم يظهر إشارات إلى أنه سيخرج من السلطة.
وتفيد المجلة "بهذه الطريقة فإنه يمكن للبشير تعليق العمل بالدستور، فيما تستطيع قوات الأمن مداهمة البيوت دون إذن، فالقرارات التي أعلن عنها تمنع بعد ثلاثة أيام التظاهرات والاحتجاجات والاتجار بالوقود المهرب وغيره من البضائع، ولهذا فلم يتغير الكثير، خاصة أن هناك 18 ولاية سودانية تخضع لقوانين الطوارئ، وتستطيع قوات الأمن فيها التصرف دون خوف من المحاكمة، مشيرة إلى أنه قتل منذ بداية الأزمة حوالي 50 شخصا".
ويستدرك التقرير بأن البشير ليس آمنا، حيث يرى الدبلوماسيون والسياسيون أن هناك إمكانية للإطاحة به، مشيرين إلى أن إعلان حالة الطوارئ جاء بسبب الخلاف داخل الدوائر الحاكمة، وليس بسبب التظاهرات في الشوارع.
اقرأ أيضا : MEE: مدير مخابرات السودان التقى الموساد وبحث خلافة البشير
وترى المجلة أن "ميزان القوة تغير، فمنذ سيطرته على السلطة في انقلاب عام 1989، حكم من خلال تحالف مع الإسلاميين، الذين يرفض الكثير منهم حكمه الآن، وبحله الحكومة فإنه قام بتعزيز دور الجيش في عملية وقائية منه لمنع الإطاحة به، ويسيطر على الحكومة الجديدة تكنوقراط وجنرالات، وتم استبدال حكام الولايات كلهم بعسكريين ورجال في مؤسسة الأمن".
ويورد التقرير نقلا عن أحمد سليمان، من مؤسسة "تشاتام هاوس" في لندن، قوله: "إنه يرسل رسالة إلى الإسلاميين بأنه لم يعد يدافع عنهم".
وتعلق المجلة قائلة إنه ربما كان يبتعد عن الإسلاميين في قطر وتركيا وعلاقتهم مع الإخوان المسلمين، ويحاول الدخول في النادي الإقليمي الذي تقوده السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، وهو النادي الناقم على الإخوان المسلمين.
وبحسب التقرير، فإن البشير عرض مراجعة القوانين المتعلقة باللباس من أجل جذب الشباب السوداني، خاصة النساء، مشيرا إلى أنه يأمل من خلال تهميش الإسلاميين بأن يحصل على مكافأة مالية تعينه على مواجهة الأزمة الاقتصادية.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن العنف ربما يزداد، ذلك أن المعارضة رفضت دعوات الرئيس الحوار، وكانت التظاهرات التي تبعت إعلان الطوارئ الأشرس منذ بداية الأزمة في نهاية العام الماضي، لافتة إلى أن قوات الأمن قامت في 24 شباط/ فبراير بمداهمة كلية الطب وضرب الطالبات فيها.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)