هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يندرج ملف المختفين والمعتقلين لدى تنظيم الدولة في سوريا، في إطار "الملفات المسكوت عنها" وفق تقدير حقوقيين سوريين، انتقدوا تجاهل الآلاف من السوريين الذين لا يعرف مصيرهم بعد أسرهم على يد عناصر التنظيم.
وبينما يشغل ملف المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم الذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" العالم بأسره، مع اقتراب نهاية التنظيم في سوريا، انتقد حقوقيون عدم التطرق لذكر المعتقلين السوريين والعراقيين بحوزة تنظيم الدولة، ومصيرهم.
ولمواجهة ما سبق، أطلق نشطاء من مدينة دير الزور على وسائل التواصل الاجتماعي مبادرة تطوعية لتوثيق أسماء المختطفين والمعتقلين والمفقودين لدى تنظيم الدولة.
ولأن أعداد المعتقلين والمختفين كبيرة، فقد استطاع القائمون على المبادرة توثيق أسماء 3 آلاف معتقل ومفقود لدى تنظيم الدولة، وذلك في غضون أربعة أيام فقط من إطلاق المبادرة، وسط تقديرات بأن يتجاوز العدد حاجز الـ10 آلاف، في غضون أسبوع.
وعن آلية عمل المبادرة، يوضح الناشط في مجال التوثيق والقائم عليها، محمد الخلف، أن "المبادرة خصصت أرقام هواتف ونشرتها على منصات التواصل الاجتماعي، وطلبت توثيق أسماء المعتقلين السوريين والعراقيين من ذويهم (الاسم، تاريخ الميلاد، وتاريخ الاعتقال، والمكان)".
وعن مصير هؤلاء والأعداد التي ما زالت لدى التنظيم، أوضح لـ"عربي21" من ريف دير الزور الشرقي، أن "داعش ما زال يحتفظ بنحو 500 معتقل في آخر جيب له بالقرب من الحدود العراقية".
وبحسب الخلف، فإن تنظيم الدولة "سيقوم بإطلاق سراح المعتقلين على دفعات، بموجب الاتفاق مع التحالف وقسد"، مستدركا بأنه "كما جرى في الرقة، ستقوم قسد باستلامهم وتوزيعهم على سجونها في ريف الحسكة".
وعن مصير المفقودين من معتقلي تنظيم الدولة، ذكر الخلف، أن نسبة كبيرة منهم في عداد الموتى، مبينا أن "تنظيم الدولة عمد خلال العام الماضي، مع انحسار مساحة سيطرته إلى إعدام أعداد كبيرة من المعتقلين في سجونه، حيث تقدر أعداد الإعدامات التي نفذها التنظيم مؤخرا بحوالي 2000 حالة".
وفي السياق ذاته، أكد أن أعدادا كبيرة من المعتقلين السابقين لدى تنظيم الدولة لا يزالون في سجون "قسد" السرية، معربا عن أسفه لعدم الحديث عن مصيرهم من المنظمات الحقوقية والأممية.
وحول الخطوات اللاحقة لما بعد الانتهاء من مرحلة التوثيق، أوضح الخلف أن المبادرة ستقوم بتزويد القوائم للمنظمات الحقوقية، على أمل أن تقوم الأخيرة بالضغط على "قسد" للكشف عن أسماء من بقي منهم على قيد الحياة.
وأعرب عن أمله، في أن تبادر المنظمات الحقوقية إلى إرسال لجان مهمتها البحث في سجون ومخيمات قسد عن المعتقلين السابقين لدى تنظيم الدولة.
وختم حديثه لـ"عربي21" بالقول: "هذا أقصى ما نستطيع فعله أمام هذه المأساة، وليست لدينا الصلاحيات حتى نبحث بسجون ومخيمات قسد عنهم".
يذكر أن من تبقى من مسلحي تنظيم الدولة، لا يزالون متحصنين في جيب في قرية الباغوز، مساحته أقل من كيلومتر مربع، وسط أنباء عن اتفاق "سري" تم التوصل إليه مع "قسد"، أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، ونفته قوات سوريا الديمقراطية "قسد".