هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" الألمانية تقريرا، علقت فيه على افتتاح الكاتدرائية الجديدة للأقباط في مصر، الواقعة في العاصمة الإدارية الجديدة، معتبرة أن هذه الإشارة الإيجابية بشأن أوضاع هذه الأقلية في عهد السيسي، لا يجب أن تحجب الجوانب السلبية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن "الاحتفال بعيد الميلاد القبطي في كاتدرائية العاصمة
الجديدة في مصر، الذي شارك فيه أيضا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يمثل إشارة
قوية على أن المسيحيين لديهم مكان في دول الشرق الأوسط، وإن كان ذلك بصعوبة".
وأضافت الصحيفة أن "القيادة المصرية خصصت لهذه
الكاتدرائية موقعا مميزا في العاصمة الجديدة، الموجودة قرب القاهرة، والتي لم يتم
إعمارها لحد الآن إلا جزئيا، وتؤكد هذه الخطوة انخراط المسلمين والمسيحيين في مصر
في الوحدة الوطنية، خاصة وأنه منذ قدوم عبد الفتاح السيسي، شهدت العلاقة بين
الدولة والكنيسة تحسنا كبيرا، لكن الأقباط لا يزالون يشتكون من التمييز الاجتماعي،
لا سيما في المناطق الريفية، على الرغم من أن الدولة قامت مؤخرا بإجراءات لتسهيل
بناء الكنائس".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجماعات الإسلامية
المتطرفة، ترى في الأقباط وكنائسهم هدفا سهلا، وقد حدث أكبر هجوم ضدهم قبل سنتين،
لكن لا تزال هناك هجمات أصغر تحدث بين الحين والآخر، ويقف وراءها تنظيم الدولة
الذي يسعى لاستهداف المسيحيين، رغم أن هدفه الرئيسي يتمثل في أجهزة الدولة المصرية".
اقرأ أيضا: قرقاش يعلق على افتتاح السيسي لجامع وكاتدرائية بالقاهرة
وأوردت الصحيفة أنه "إثر الهجوم على الكنيسة
القبطية في بداية 2011، كان بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر قد وجه لومه إلى
الدولة المصرية"، معتبرا أنها "لم تقم بما يكفي لحماية الأقلية القبطية،
وكرد فعل على هذا الاتهام، قامت مؤسسة الأزهر بقطع كل اتصالاتها مع الفاتيكان،
تعبيرا عن احتجاجها".
لكن، منذ قدوم البابا فرانسيس في 2013، تم استئناف
العلاقات بين الجانبين، بعد أن زار البابا القاهرة، وفي رسالته بمناسبة السنة
الجديدة، كان خطابه أكثر تحفظا من سابقه، حيث دعا البابا الدول العربية إلى حماية
مواطنيها المسيحيين، وتمكينهم من المشاركة في بناء بلدانهم، كما دعا مسيحيي الشرق
الأوسط إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية.
وأوردت الصحيفة أنه "في بداية شباط/ فبراير
المقبل، من المنتظر أن يؤدي البابا فرانسيس زيارة لأبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات
المتحدة، وذلك بدعوة من ولي عهدها، وهناك أيضا، سيتحدث البابا إلى كل مسيحيي
العالم الذين يتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية".
في الختام، اعتبرت الصحيفة أن "هذه الحرية
الدينية لا يجب أن تحجب الواقع، المتمثل في أن اثنين من أصل ثلاثة أشخاص في العالم
يعيشون في دول لا تحترم حريتهم الدينية، ومن بين هؤلاء الكثير من المسيحيين".