هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، عما قال إنها الأسباب الحقيقية التي جمعت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبل يومين في الأردن .
وقال يوني بن مناحيم ، إن اللقاء الذي تم "ينم عن خشية مشتركة لدى الطرفين على سلطتهما في عمان ورام الله".
وأضاف بن مناحيم في مقاله بموقع المعهد الأروشليمي للشؤون العامة، وترجمته "عربي21" أن "عباس يخشى أن تكون صفقة القرن الأمريكية مقدمة لإزاحته عن المشهد السياسي الفلسطيني، لذلك سافر إلى عمان لطلب الدعم من الملك الذي يعاني أيضا ضائقة اقتصادية وسياسية كبيرة في بلاده".
ونقل الكاتب عن "أوساط فلسطينية أن عباس يسعى لطلب تأييد الملك الأردني خشية انهيار قد تشهده السلطة الفلسطينية بسبب التطورات الأخيرة، حيث يتزامن لقاؤهما مع التدهور الأمني في الضفة بسبب العمليات الأخيرة، وصدور دعوات إسرائيلية لاغتيال عباس، ما عجل بعقد لقاء حسين الشيخ أحد قادة حركة فتح المقربين من عباس، مع رئيس جهاز الشاباك نداف أرغمان، بضغط من الأردن ومصر".
اقرا أيضا : عباس يتوجه إلى الأردن لبحث التصعيد بالضفة الغربية
وأكد بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، أن "تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية جاء عقب اجتياح القوات الإسرائيلية لمناطق أ، وهدم المزيد من المنازل الفلسطينية، والتحريض الذي قاده عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، حتى إن الجيش وصل لأعتاب المقاطعة، حيث مقر السلطة، مما يعني توجيه إهانة مستمرة من إسرائيل للسلطة أمام عيون الشعب الفلسطيني".
وأوضح أن "لقاء عباس-عبد الله ينعقد بالتزامن مع النفوذ الشعبي الذي باتت تشهده حماس في الشارع الفلسطيني، حيث يخشى عباس أن تؤدي التفاهمات الإقليمية والدولية لتثبيت تهدئة بعيدة المدى بين حماس وإسرائيل في غزة، فيما تسعى الحركة في فترة لاحقة لإشعال الضفة الغربية".
وأوضح أن "عباس يرى في الملك الأردني الزعيم الأقرب له، لأن لديهما مصالح مشتركة، ويواجهان تهديدات مشابهة، لأن الأخير يواجه تحديات داخلية صعبة في المملكة، وضغوطا أمريكية وإسرائيلية متنامية للمضي قدما في صفقة القرن، والحكومة الأردنية الجديدة تعود لذات أخطاء الحكومة السابقة المستقيلة".
اقرأ أيضا : وفد فلسطيني يجتمع مع رئيس "الشاباك".. وحماس تعلق
وأكد أن "قمة عباس-عبد الله تنعقد على خلفية سلسلة مظاهرات شعبية متنامية بسبب زيادة الضرائب والمطالبة بزيادة الرواتب، فيما تتجاهل دول الخليج الغنية مشاكل الأردن الاقتصادية وتنشغل بالتطبيع مع إسرائيل من وراء الكواليس".
وأشار إلى أن "عبد الله الثاني يخشى أن انهيار السلطة الفلسطينية سيؤدي لنشوب انتفاضة مسلحة في الضفة ضد إسرائيل، وصراعات مسلحة بين المجموعات الفلسطينية المختلفة حول مستقبل الوراثة، مما قد يدفع عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الضفة الشرقية، حيث الأردن".
وختم بالقول "الضفة الغربية قد تشهد حالة من الفوضى في حال انهارت السلطة الفلسطينية، وربما تنقل الولايات المتحدة إدارة الأوقاف الإسلامية في الحرم القدسي من الأردن إلى السعودية، التي تتلهف على ذلك منذ سنوات عديدة، وهناك تخوف فلسطيني-أردني مشترك أن تدعم دول الخليج صفقة القرن، وتفرض عليهما عقوبات اقتصادية لدفعهما للقبول بها".