هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار الهجوم الإرهابي الذي قام به مقاتلو "داعش"
في جنوب شرق ليبيا، وأودى بحياة 8 أشخاص وجرح آخرين، عدة تساؤلات عن سر ودلالة عودة
التنظيم مرة أخرى لمنطقة يسيطر عليها اللواء، خليفة حفتر، وما إذا كان الأخير سيتعاون
مع قوات حكومة الوفاق لردع التنظيم أم لا.
وتسبب هجوم قام به مقاتلون ينتمون إلى تنظيم "داعش"
على منطقة تازربو (جنوب شرق ليبيا)، استهدف نقطة الشرطة هناك وتم قتل مدنين وعسكرين
وخطف بعضهم وذبح آخرين.
إدانة واسعة
ولاقى الحادث الإرهابي إدانات واسعة محليا ودوليا، حيث دان
كل من: حكومة الوفاق ومجلس الدولة والبرلمان الحادث، كما دانت البعثة الأممية إلى ليبيا
ما فعله "الإرهابيون" في منطقة "تازربو"، داعية كل الأطراف الليبية
المتصارعة للعمل معا من أجل ردع هذا التنظيم، وفق بيان وصل "عربي21".
ورأى مراقبون أن عودة التنظيم إلى شرق ليبيا تؤكد ضعف القوات
التي يقودها اللواء خليفة حفتر والذي أعلن مرارا أن قواته طردت مقاتلي "داعش"
من الشرق الليبي، في حين توقع آخرون أن هذا الحادث قد يوحد قوات حفتر والسراج لمواجهة
هذا الخطر، والسؤال: هل سيجتمعان فعلا لمجابهة"داعش"؟
وكشف مصدر عسكري من الشرق الليبي لـ"عربي21" أن
من قام بالهجوم "هم مجموعة من مقاتلي داعش هربوا من مدينة سرت واتخذوا من المناطق
الوعرة ملاذا لهم، ثم نفذوا الهجوم الأخير ضد رجال الشرطة فى تازربو بالقرب من مدينة
الكفرة وذبحوا مجموعة منهم".
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية وضعه العسكري،
أنه "بعد تتبع آثار هؤلاء الهاربين من قبل دوريات للجيش توجهوا إلى جبال الهروش
(وسط ليبيا)، وقد صدرت أوامر لوحدات من "الجيش" لمحاصرتهم، وأن الاشتباكات
لازالت دائرة معهم حتى ساعات قليلة ماضية"، حسب معلوماته.
"حفتر والسراج مسؤولان"
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة عن مدينة بنغازي،
إبراهيم صهد، إن "قوات البنيان المرصوص هي فقط من قاتلت "داعش" واستطاعوا
طردهم من سرت ونواحيها، وكذلك أهالي درنة الذين طردوا التنظيم من مدينتهم رغم ضعف الإمكانيات
وخذلانهم من الحكومات".
وحمل العضو من الشرق الليبي، المسؤولية لكل من رئيس حكومة
الوفاق، فائز السراج وقائد عملية "الكرامة" خليفة حفتر، كون الحكومة فشلت
في مهمة تأمين وتجهيز ونشر القوات اللازمة، أما قوات "حفتر" فلم تحارب
"داعش" أصلا بل سهلت انسحابهم عندما هزموا في مدينة درنة"، كما صرح
لـ"عربي21".
"محاولة بائسة"
ورأى الأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي أن "الهجوم لا
يمكن النظر إليه على أنه قوة لداعش، أو عودة له بعد تقهقره بضربات "الجيش"،
بقدر ما هى محاولة بائسة لتنظيم بائس يحتضر وشارف على الأفول، يحاول إثبات وجوده على
قيد الحياة رغم محاولات البعض جمع صفوفه واستخدامه كإسفين في الأزمة الليبية".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "الأفضل
لجميع الأطراف وخاصة بعد التقارب بين المشير حفتر وبين السراج الأخير في مؤتمر باليرمو
يمكن التعويل عليه لتحقيق تفاهم مشترك للقضاء على داعش الذي يحاول سدنة الإسلام السياسي
إحياءه في الصحراء الليبية"، حسب رأيه.
"استراتيجية جديدة"
لكن الصحفي الليبي من درنة، عبدالحميد الحصادي أوضح أن
"الهجوم هو رسالة من داعش يثبت فيها أن سياسته تغيرت من إقامة الدولة والاستقرار
في المدن إلى المباغتة والعيش في الوديان والطرق بين المدن، وعودته باستراتيجية جديدة
هي "الذئاب المنفردة" التي تهاجم وتختفي سيكون لها تأثير خطير على حقول النفط
والمعسكرات ونقاط التمركزات والمناطق والمؤسسات الحيوية ومراكز الانتخابات".
وحول إمكانية التعاون بين حفتر والسراج لمواجهة التنظيم،
أضاف لـ"عربي21": "أعتقد أن هذا سيحدث خاصة مع تقارب السراج وحفتر ومساعي
توحيد الجيش على عكس ما كان عليه الحال منذ عام، حيث كان يحاول كل طرف استغلال أي خلل
أمني لإثبات فشل الآخر"، كما قال.
اقرأ أيضا: مقتل 9 أشخاص وإصابة مثلهم في هجوم على تازربو جنوب شرق ليبيا